اخبار وتقارير

الجمعة - 08 ديسمبر 2023 - الساعة 01:13 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / ارم نيوز

يعتمد غالبية اليمنيين على اللحوم، كمصدر أساسي للغذاء والطعام، إذ تعد تربية المواشي، ثروة اقتصادية تدر على صاحبها دخلا ماليا وفيرا، ولا تكاد تخلو مزرعة في اليمن، من تخصيص مرعى ملائم لتربية المواشي والدواجن.

وفي التفاصيل، تُفيد دراسة نشرتها المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، في شهر يونيو من العام الماضي، أن الإنتاج الحيواني، يعتبر واحدًا من الأنشطة الزراعية الهامة، والذي يمارس في جميع مناطق اليمن تقريبًا، ويسهم في تحقيق جزء هام من الأمن الغذائي والحد من الفقر، ويحافظ على التوازن البيئي، ويعد مصدرا هاما للتنوع الوراثي والحيوي.

وبحسب الدراسة، فإن الإنتاج الحيواني، يسهم بحوالي (23 - 24 %)، من الإنتاج الزراعي الكلي، وأن الحيوانات المنتشرة في اليمن، عبارة عن سلالات محلية، أو خليط من سلالات مختلفة، تكيفت مع العوامل المناخية والبيئية والغذائية منذ القدم.

ومع ما تشكله الثروة الحيوانية، من أهمية بالغة لدى اليمنيين، وما تحققه من أمن غذائي لغالبيتهم، وضمان اقتصادي لغالبية أخرى، وحماية من السقوط في فخ الفقر والعوز، إلا أنها مُهددة بشكل مباشر وكبير، لمخاطر الضربات والصدمات المناخية، في ظل التغير المناخي الكبير الذي يشهده العالم بشكل عام، واليمن على وجه الخصوص.

عميد كلية ناصر للعلوم الزراعية في جامعة لحج الدكتور مازن الكازمي قال، إن: "التغيير المناخي يؤثر على كل ما يرتبط بحياة الإنسان والحيوان، ومن أهم هذه التغيرات تحديداً الاحتباس الحراري، وهو ارتفاع درجة حرارة الأرض، وما يصاحبها من تأثير في جميع الكرة الأرضية".

وأضاف الكازمي، في حديثه لـ"إرم نيوز": "لارتفاع درجات الحرارة، انعكاسات بالغة الخطورة، إذ يعد ذلك تهديداً لأنماط الحياة الزراعية والحيوانية برمتها، كون المحاصيل الزراعية تتأثر بشكل كبير جداً بسبب التغير المناخي، وهذا الأمر ينعكس تأثيره على جميع الحيوانات المتواجدة في البلاد، سواءً على المدى القريب أو البعيد".

وبين الكازمي: "وبسبب هذه التغييرات يزداد الجفاف على مستوى الأرض، وستقلّ مساحة الرقعة الزراعية المرتبطة بتوفير العلف للإنسان وللحيوان، وبالتالي فهذا التأثير له عواقب وخيمة، من خلال انحسار رقعة الغذاء، وهذا الأمر، يُفسد حياة ومعيشة الحيوانات لقلة وندرة غذائها".

وتابع: " أن الجفاف سينتج عنه أيضًا ارتفاع معدل حدوث الأعاصير، التي تؤدي إلى تدمير وتجريف الأراضي الزراعية، علاوةً عن وقوع العواصف، التي ستؤدي بدورها إلى تغيير التربة، وتغيير البيئات النباتية والحيوانية، وستكون آثاره مدمرة على الحيوان والنبات".

ونوه الأكاديمي مازن الكازمي، إلى أن "التغير المناخي، يتبعه بالضرورة تغير أنواع المرض الذي ستصاب به الحيوانات، كون بعض الأمراض التي تصاب بها الحيوانات تنسب تسمياتها لبعض المناطق، ولا توجد إلا في مناطق بعينها".

وأوضح أن "تعرض الحيوانات لدرجات الحرارة، يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي لديها، وبالتالي تزداد الأمراض التي تتعرض لها الحيوانات، نتيجةً للإجهاد الفسيولوجي، الذي ستعانيه الحيوانات على المدى الطويل جراء تأثره من ارتفاع درجات الحرارة".

بدورها، حذّرت الباحثة الاقتصادية وعضو المنظمة الأمريكية للمناخ هبة فهيم حيدر، من مخاطر التغير المناخي، الذي يشكل تهديداً خطيراً على الثروة الحيوانية اليمنية، حيث قالت: "تعتبر التغيرات المناخية التي تشهدها اليمن تهديدًا خطيرًا على الثروة الحيوانية في البلاد، لا سيما وأن اليمن من بين الدول القليلة التي تعتمد بشكل كبير، على الثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للغذاء والدخل، ومع زيادة التغير المناخي، تتعرض الحيوانات في البلد لتحديات متزايدة وتهديدات محتملة".

وأضافت حيدر لـ"إرم نيوز": "يمكن أن يؤثر التغير المناخي على حياة الحيوانات في العديد من الطرق، قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تدهور الأراضي الرعوية ونقص الموارد المائية، ما يؤثر على توافر العشب والمراعي الطبيعية، التي تعتمد عليها الحيوانات للغذاء".

وتابعت: "كما قد يزيد الجفاف، ونقص الأمطار، من صعوبة تأمين المياه العذبة للشرب، ما يؤدي إلى نقص في كمية المياه المتاحة للحيوانات".

ونوهت إلى أنه: "إذا لم يتم تدارك تأثيرات التغير المناخي، فقد يكون اليمن على موعد مع أزمة حقيقية في الثروة الحيوانية، كون انخفاض توافر الغذاء والمياه، قد يؤدي إلى نقص الإنتاج الحيواني، وتدهور حالة الحيوانات، ما يؤثر على سبل المعيشة للمزارعين والمربين، وتفاقم الأمن الغذائي في البلاد".

وترى الباحثة في مجال المناخ أنه: "لتلافي هذا الخطر، والحد من تأثيراته السلبية، هناك حاجة مُلّحة لاتخاذ آليات وحلول فورية، تتضمن بعض الإجراءات المحتملة، من خلال تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، ويتأتّى ذلك عبر تشجيع المزارعين والمربين، على اعتماد ممارسات زراعية مستدامة، بالإضافة إلى تعزيز التنوع البيولوجي، والحفاظ على المواطن الحيوية، فضلاً عن تعزيز التوعية والتثقيف، وكذا دعم البحوث العلمية والابتكارات العملية".

وشددت هبة حيدر، في ختام حديثها: "يجب أن تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة، لتدارك تأثيرات التغير المناخي على الثروة الحيوانية، من خلال اتباع الآليات والحلول الممكنة، إذ لا يزال بالإمكان الحد من ذلك التدهور، والحفاظ على مصادر الغذاء والدخل للمزارعين والمربين، كما يجب أن يكون هناك التزام جدي، من قبل الحكومة والمجتمع، في تنفيذ الإجراءات الهادفة للحلول، والعمل بشكل مشترك للتصدي لتحديات التغير المناخي، والحفاظ على الثروة الحيوانية".