4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
قبل نحو 72 عام بنيت في العاصمة عدن، أول مصفاة نفطية في الجزيرة العربية لتؤدي دورها الريادي الخدماتي في تكرير النفط الخام وتأمين احتياجات الجنوب من المحروقات' وحيث استمرت المصفاة في اداء ذلك الدور إلى قبيل الحرب الاخيرة التي شنتها مليشيات الحوثي على الجنوب' حينها تُركت هذه المصافي عرضة للتخريب والتعطيل، ليس لشيء، وإنما لرغبة مجموعة من الأشخاص الذين امتزجت مصالحهم التجارية بنفوذهم الحكومي ، ما سبب توقف العمل في مصافي عدن الى خسائر مالية كبيرة.
كما تعرضت مصافي عدن للحرق والتدمير عدة مرات خلال الحرب المستمرة على الجنوب منذ العام 94م حتى يومنا هذا ، لم تتجه الحكومة إلى إصلاح المصافي، أو استكمال إصلاحها كحلول مستدامة لحل مشكلة المشتقات النفطية واستنزاف العملة الأجنبية، لكنها اتجهت نحو الحلول الأخرى حيث اتخذت، في مارس/آذار 2018، قرارا بتحرير سوق المشتقات النفطية، بدلا من العمل على استكمال إصلاحات المصافي وتوفير الكهرباء لها، وبدء تكرير النفط فقامت بفتح استيراد النفط لجميع التجار، في مخالفة للقوانين التي تنص على أن المصافي هي الجهة الوحيدة التي تقوم باستيراد النفط وتوزيعه، عبر شركة النفط .
حيث مارسة الحكومة اليمنية من قوى الإحتلال اليمني بتعمد بعدم دفع مبلغ 65 مليون دولار لاستكمال إصلاح المصافي في حين أنها توجهت إلى الاستثمار لجهات نافذة لمصالحهم الشخصية وذلك بشراء وقودا واستيراده من دول الجوار بمليارات الدولار وهو ما قد يتسبب في إنهاء المصافي بشكل كامل وبفعل فاعل وعمل مدبر .
في حين تنتظر العاصمة عدن والمدن المجاورة لها صيفا حارا، ولا تزال قصة إصلاح مصافي عدن لغزا كبيرا لم يتغير' وهي تمثل أهم موارد البلاد وداعم أساسي للكهرباء المشتقات النفطية ولهذا لا يزال شعب الجنوب ينتظر محاسبة المتورطين في خسائر بمليارات الدولارات التي كانت تردف خزائن الدولة التي عصفت بها في وقتنا الراهن واقع اقتصادي متدهور مع خلق أزمات بالوكالة لأجل إرهاق الشعب الجنوبي .
وما أعلنته مؤخراً إدارة المصافي عن استئناف العمل من خلال تشغيل وحدة انتاج الاسفلت هي بادرة تشير الى عودة الحياة لها ومعها أستبشر المواطن خيرا في أطار عودة أهم رافد اقتصادي وطني بعد أعوام من التوقف والتدمير الممنهج.
" الرئيس الزبيدي يشدد على ضرورة عودة عجلة التنمية في مصفافي عدن "
امام تلك الأوضاع المتفاقمة والمتدهورة كانت على سبيل تدهور العملة وغلاء المعيشة أو خروج محطات الكهرباء عن الخدمة معها صار وضع المواطن الجنوبي بين جحيم الصيف ومعاناة المعيشة وهنا وجه الرئيس عيدروس الزُبيدي في أجتماعه مع المدير التنفيذي لمصافي عدن أحمد مسعد، للشعب الجنوبي رسالة مفادها أن المجلس الانتقالي يولي اهتماماً خاصاً في تشغيل مصافي عدن، كونها كجزء من مصفوفة الحلول الاستراتيجية لتوفير الوقود الخاص بمحطات توليد الكهرباء، وتموين السوق المحلية بالمشتقات النفطية وهو يمثل ورقة تطمين لشعب الجنوب أنه لا مجال للهروب أو خلق اعذار لأجل واقع أصبح أمرا لحلة في الوقت العاجل .
ولفت الرئيس الزبيدي الى أن مصفاة عدن لها الدور الريادي الحيوي في انتاج وتكرير النفط وتوفير حاجة السوق المحلية من المحروقات بدلا من الاستيراد الخارجي بما يسهم في توفير العملة وتعزيزها في الأسواق المحلية.
واكد الرئيس الزبيدي ان عودة المصفاة لوضعها الطبيعي أمرا لا مفر منه وحتميا لدعم واستقرار الاقتصاد الوطني في الجنوب وكذا الاستفادة من النفط الخام المنتج وتكريره محلياً .