4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري
ﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ قضية شعب الجنوب ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺟﻨﻮﺑًﺎ ﻭﺷﻤﺎﻟًﺎ، ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﺧﺎﺭﺟﻲ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺣﻠﻬﺎ حلاً ﻋﺎﺩﻟًﺎ ﻳﺮﺗﻀﻴﻪ ﺷﻌﺐﺍﻟﺠﻨﻮﺏ يعتبر أساس حلحلة جميع القضايا العالقة في البلاد،وتجاهلها يعني فشل كل الحلول المقترحة لحل الأزمة في اليمن،الأمر الذي يهدد بإطالة امد الصراع في منطقة حيوية تهم العالم أجمع.
مؤخراً ومع التمدد الإيراني في المنطقة والهجمات التي شنها الحوثيون وهم وكلاء إيران في اليمن على السفن التجارية والملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر بدأ العالم يدرك أهمية وجود قوة قادرة على تأمين الملاحة الدولية وبدأت مؤشرات تفهم الإقليم والعالم لأهمية عودة الدولة الجنوبية.
* فاتورة الدماء
منذ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1994ﻡ،ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ
ﻳﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ شعباً ﻭﺃﺭضاً ﻭﻫﻮﻳﺔ، ﻭﺩﻣﺮ ﺩﻭلة الجنوب ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻛﻔّﺮ الشعب الجنوبي ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ ﺑﺨﻨﺠﺮ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻡ .
ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ سياسة فرض الأمر الواقع ﻓﻲﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ مرتكباً جرائم مروعة بحق الشعب الجنوبي الذي تعرض للقتل والتهجير والاعتقالات ونهب البيوت والممتلكات الخاصة والعامة وطمس الهوية الجنوبية عبر تدمير ممنهج لكل المعالم الأثرية والتاريخية وتغيير المسميات الجنوبية التي للشوارع والمدارس والمستشفيات وغيرها واستبدالها بأسماء يمنية لأشخاص متورطين في جرائم الإبادة والتهجير والنهب في الجنوب.
أعادﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ترتيب البيت الجنوبيﺑﺘﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺗﺴﺎﻣﺤﻬﻢ ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺔ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2007 ﻡ ﺑﻮﺟﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺻﺐ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ .
*عدالة قضية شعب الجنوب
يدرك العالم كله أن القضية الجنوبية قضية عادلة بامتياز،حيث فشلت الوحدة الطوعية وتحولت إلى احتلال بقوة السلاح وانقلب أحد اطرافها على دستور دولة الوحدة وكل العهود والمواثيق الموقعة مع الشريك الجنوبي.
على ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻧﺎﺿﻞ
ﻧﻀﺎﻟًﺎ ﺳﻠﻤﻴًﺎ ﻭﺻﻤﺪ ﻭﻭﺍجهﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﻋﺎﺭﻳﺔ،
ﺃﺑﻬﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻮﻋﻴﻪ ﻭﺭﻗﻲ ﻭﺳﻠﻤﻴﺔ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ
ﺍﻟﺮﻛﺎﻡ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺰﻳﻴﻒ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺘﻌﺘﻴﻢ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻗﻀﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ وﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ﻛﻘﻀﻴﺔ ﻣﻈﺎﻟﻢ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻃﻦ ﻣﺤﺘﻞ
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﺑﺜﻮﺭﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻤية اجبار العالم على الاعتراف ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻱ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ 2015 ﻡ، ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺻﺎﻟﺢ، ﻭﺩﺣﺮﻫﺎ، ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﺃﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﻘﻮﺓ
ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺣﻠﻬﺎ ﺣﻠًﺎ ﻋﺎﺩﻟًﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ.
* مفتاح السلام في اليمن والمنطقة
وسط الكم الهائل من المشاكل والصراعات التي يعيشها اليمن الغارق بالأزمات والحروب،وتعدد مراكز القوى تبقى القضية الجنوبية هي أم القضايا وسبب لكل المشاكل والصراعات التي غرقت بها البلاد.
تصارعت القوى الشمالية على الثروات في الجنوب ووصلت هذه الخلافات إلى مرحلة المواجهات المباشرة والاقتتال وتوج هذا الصراع بمظاهرات 2011 التي قادها أولاد الأحمر والجنرال علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح الإخواني ضد علي عبدالله صالح وما تلاها من مواجهات عسكرية وقبلية انتهت بدخول الحوثيين صنعاء وهروب أولاد الأحمر وعلي محسن وقيادات حزب الإصلاح إلى الخارج ثم محاولة إعادة مصالحهم المفقودة عبر اعلانهم الانضمام لما تسمى بالشرعية .
لهذه الأسباب يعد استقلال الجنوب أساس أي حل للمشكلة اليمنية،حيث أن فقدان القوى الشمالية المتنازعة لمصالحها في الجنوب،يعني انتهاء مسببات الصراع فيما بينها،بحيث لا يبقى ما يمكن أن تختلف عليه وبالتالي ستنتهي بقية الأزمات والمشاكل وتتلاشى تلقائياً.
*مخاطر تجاهل قضية شعب الجنوب
إن بقاء القضية الجنوبية بلا حلول وتجاهل نضال وتضحيات الشعب الجنوبي وحقه في تقرير مصيره يعني اطالة أمد الصراع واتساع نطاقه في منطقة حيوية واستراتيجية تهم العالم أجمع.
على الأشقاء في التحالف العربي،وكذلك المبعوث الأممي إلى اليمن،وأطراف الصراع في اليمن أن يدركوا حقيقة واحدة وهي استحالة تحقيق السلام في اليمن بدون حل عادل للقضية الجنوبية يحظى بقبول رضى الشعب الجنوبي.
إن محاولات بعض القوى المحلية والإقليمية القفز على هذه الحقيقة تعني أن كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة محكومة بالفشل،وهذه القوى تدرك جيداً أن الفشل هو النتيجة الوحيدة، لكنها رغم ذلك تصر على المضي في هذا الطريق.
*تأمين الملاحة الدولية
يدرك المجتمع الاقليمي والدولي أطماع إيران ومحاولاتها الحثيثة للسيطرة على الممرات المائية في المنطقة.
مثلت الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية والملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن حلقة أخرى من مسلسل التمدد الإيراني الذي أدخل المنطقة في صراعات دينية ومذهبية.
تسببت تدخلات إيران في شؤون المنطقة في سقوط دول عربية كسوريا والعراق ولبنان واليمن في قبضة أذرعها الإرهابية،لتصبح خطراً داهماً يهدد الأمن والاستقرار في العالم وتعمل على تحقيق اهداف إيران وأطماعها في السيطرة على المنطقة والتحكم بإمدادات الطاقة العالمية والتجارة البحرية التي تمر عبر مضيق باب المندب التي تحلم بالسيطرة عليه لخنق العالم الذي يعتمد على نفط الخليج.
لذا ليس أمام العالم سوى مساعدة الجنوبيين في استعادة دولتهم،ودعم بناء قوات بحرية جنوبية قادرة على مواجهة المخاطر التي تواجه الملاحة الدولية في المياه البحرية الجنوبية،وتجاهل الأمر يعني وصول إيران للمضيق واحكام سيطرتها عليه.