اخبار وتقارير

السبت - 06 يوليه 2024 - الساعة 09:02 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري



في الذكرى الثلاثين لسقوط الجنوب في قبضة الإحتلال اليمني 7/7 /1994 يتذكر الشعب الجنوبي ذلك اليوم الأسود وجحافل الغزاة القادمون من أدغال الشمال يجتاحون المدن الجنوبية مرتكبين أبشع جرائم القتل والسلب والنهب والتدمير،معلنين رسمياً موت الوحدة والشراكة بين جمهوريتي اليمن الجنوبية والجمهورية العربية اليمنية.
وقع الجنوب تحت سيطرة أسوأ احتلال إرهابي عرفه التاريخ،حيث دمرت كل مقومات الدولة الجنوبية،وتعرضت معالم الجنوب وتراثه التاريخي للتدمير الممنهج وطمست كل مقومات الهوية الجنوبية.
جاءت الذكرى الثلاثين لسقوط الجنوب في وضع مغاير ومختلف،لتكشف عظمة الشعب الجنوبي وقدرته الجبارة على تحويل النكبات إلى مشروع ثورة عارمة وانطلاقة نحو فضاء الحرية ورفض الظلم والقهر والقمع توجت بانتصار تاريخي وتحرير الأراضي الجنوبية.
في مثل هذا اليوم من العام 2007 أشعل الشعب الجنوبي العظيم شرارة المقاومة معلناً انطلاق الحراك الجنوبي السلمي قبل أن يتحول لثورة مسلحة حققت معظم اهدافها وأهمها طرد الإحتلال وتطهير الجنوب من الإرهاب الذي عمدت القوى اليمنية عبر فتاوى التكفير إلى تصديره إلى الجنوب،للإنتقام من الشعب الجنوبي وضماناً لاستمرار الاحتلال في مواصلة نهب الثروة وقمع أي مقاومة جنوبية.
رغم مرور ثلاثين سنة على هذه الذكرى المشؤومة ما تزال آثار الإحتلال اليمني تخيم على الجنوب،وجراح المواطن الجنوبي ما تزال غائرة و مفتوحة ولن تندمل إلا باستعادة الدولة الجنوبية وتحقيق الاستقلال.
قدم الشعب الجنوبي تضحيات هائلة وسقط عشرات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من الجرحى ثمناً للحرية والاستقلال وكان التحرير وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي للقضية الجنوبية ثمرة لهذه التضحيات.
تحاول قوى الإحتلال اليمني بشتى الطرق اسقاط المجلس الانتقالي الجنوبي وأغراق الجنوب بالإزمات على أمل إفشال المشروع الجنوبي الذي يقوده المجلس بتفويض شعب الجنوب وهو ما يضع الشعب الجنوبي بمختلف شرائحه أمام مسؤولية كبيرة تتمثل بتعزيز الاصطفاف والتلاحم الجنوبي حول المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته العليا ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي ومواجهة مشاريع قوى الإحتلال بالوعي والإدراك من ليسير بقضية الجنوب على طريق الاستقلال.

*الجنوب وترقب فجر التحرير


كان سقوط الجنوب المأساوي في 7/7/1994 كارثة على الشعب الجنوبي الذي أفاق على مشاهد مروعة لعصابات تتسابق على القتل والتدمير وتننافس على اقتحام البيوت ونهب الممتلكات وإحراق كل جميل في الجنوب.
ورغم مأساوية هذا اليوم إلا أنه كان سبباً لتوحد الشعب الجنوبي واستعادة اللحمة الوطنية الجنوبية وتعزيز النسيج الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد،حيث أدرك الجميع أن الخلافات والتباينات الجنوبية الجنوبية كانت السبب الأول في سقوط الجنوب فريسة للقوى المحتلة والتي لولاها لما فكر الاحتلال في الاقتراب من حدود الجنوب.
يقول المواطن منير بن عطاف,, كان السابع من يوليو هو اليوم الفاصل بالنسبة لمن كانوا ما يزالون مخدوعين بأوهام الوحدة،حيث أجمع الشعب الجنوبي بعد هذا اليوم الأسود أن الوحدة ماتت وذهبت بلا رجعة،وتوحد الجنوبيون على رفض الاحتلال وصارت عقيدة كل بيت جنوبي أن 7 يوليو يعني النكبة التي حلت على الشعب الجنوبي وجعلته غريباً مشرداً في وطنه.


*وضع الجنوب بعد الإحتلال



استطاع الشعب الجنوبي أن يفيق من هول الصدمة التي تلقاها بسقوط الجنوب بكل مقوماته بيد احتلال همجي متخلف.
بعد ثلاثين سنة على نكبة الاحتلال اختلف الوضع اليوم واستعاد الشعب الجنوبي سيادته على وطنه،وبعد أن كان جيش الإحتلال ومليشياته الدينية والقبلية يعبثون بالجنوب،ويستعرضون بأسلحتهم،حتى المستوطنين الشماليين استعرضوا عضلاتهم أمام الشعب الجنوبي الأعزل تحميهم القوات العسكرية المحتلة.انقلبت الأمور وأصبح الشعب الجنوبي يسير على أرضه مرفوع الرأس تحميه قوات الجنوب المسلحة،فيما اختفت عنجهية المستوطنين بعد تحول موازين القوى،لكن شعبنا تعالى على جراحه ولم يلجأ للإنتقام وتعامل مع رعاع الشمال بأخلاق الدين وقيم البشرية وقوانين الإنسانية.



*قادة الإحتلال زعيم في الثلاجة واخر هرب بملابس النساء


ما يخفف قليلاً من أوجاع الشعب الجنوبي وهو يتذكر يوم النكبة أن جميع من قادوا الحرب على الجنوب وارتكبوا أبشع المجازر بحق الشعب الجنوبي،وتآمروا بكل دناءة على شركاء الوحدة أصبحوا اليوم بين قتيل لا يعرف قبره،أو مشرد خرج من بلاده متخفياً بملابس النساء،وشيوخ قبائل دخل الحوثيون إلى غرف نومهم وأهانوا كرامتهم،وإجبار من بقي منهم على التوسل لقادة المليشيات الحوثية الإرهابية لحفظ ماء وجوههم،ومنهم من تشرد في منافي الأرض يبحث عن منزل يأويه.
شيوخ الدين وعلماء المال والسلطة أيضاً وبعد أن شرعنوا قتل الجنوبيين وإبادة النساء والأطفال بفتاويهم،خرجوا من أرضهم أذلاء هدفهم البقاء على قيد الحياة تاركين أموالهم التي جنوها من المتاجرة بالدين غنيمة للحوثيين ومن مات منهم دفن في بلدان غريبة بعد أن رفض الحوثي أن يمنحهم مساحة قبر في وطن كانوا يتقاسمونه بالكيلومترات.

*شعبنا باق على أرضه


يقول المواطن الجنوبي أسعد حسن ولمحة من السعادة تكتسي وجهه,, شعبنا الذي تعرض للمجاز وقاسى القمع والأرهاب ومحاولة اجتثاثه من أرضه بقي صامد كالجبال فيما ذهب من قادوا الاحتلال وارتكبوا المجازر بحق شعبنا إلى مزبلة التاريخ.,,
ويضيف قائلاً:انظر اليوم إلى مصير قادة الإحتلال السياسين منهم والعسكريين والقبليين وحتى مشايخ الدين،كيف تشردوا وقتلوا وأهينت كرامتهم وصودرت ممتلكاتهم وذاقوا الذل بعد العز، هذه سنة الحياة ودروس التاريخ المكررة،لكل ظالم نهاية ومن ظلم سيأت يوم ليذوق ما صنعت يداه ويشرب من ذات الكأس التي سقاها غيره.


*دماء الشهداء طوت مأساة يوليو الأسود


,,بدماء الشهداء والجرحى تحرر الجنوب واستعاد شعبنا كرامته,,
هكذا يقول المواطن علي ناصر
ويضيف قائلاً:ما كان لليل يوليو الأسود أن ينزاح ويشع النور والضياء على أرض الجنوب وينقشع الظلام لولا تضحيات شعب الجنوب الذي يتنفس الحرية،ويرفض حياة الذل والقهر،ويفضل الموت على أن تنتهك كرامته أو يدنس عرضه.

لهذا ليس غريباً أن يتسابق شباب الجنوب على جبهات القتال،ويسقط عشرات الآلاف شهداء ومئات الآلاف جرحى ويذوق أضعافهم مرارة الأسر والمعتقلات.
كانت هذه التضحيات ثمناً كبيراً لكنه كان ضرورياً لطي الصفحة السوداء وإعادة كرامة الجنوب المهدورة ورد الصفعة التي تلقاها الجنوبيين كنتيجة لتفرقهم واختلافهم.
طوى شعبنا مأساة يوليو الأسود،ثم سلم جثة الوحدة المشؤومة،وابنها غير الشرعي الاحتلال اليمني ليكمل اجراءات الوفاة،ويقوم بتجهيز مراسيم الدفن تمهيداً لإهالة التراب عليها رسمياً وإعلان الإستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة،وعاصمتها التاريخية عدن