4 مايو/ استطلاع / مريم بارحمة
ثلاثة عقود على الحرب الظالمة التي اجتاحت جنوب اليمن عام 1994، حرب تركت بصمات عميقة من الدمار والتهميش والتسريح والاقصاء والمعاناة في قلوب وعقول شعب الجنوب. تلك الحرب الغاشمة التي لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت صفحة سوداء في تاريخ الجنوب، حيث خلفت وراءها آثاراً كارثية لا تزال تداعياتها حاضرة حتى اليوم.
لقد عانى الجنوبيون طويلاً من الظلم والاعتقال والاغتيالات والاخفاء القسري والاضطهاد والتهميش منذ احتلال الجنوب عسكرياً في السابع من يوليو1994م، حيث تعرضت كفاءاتهم للتغييب، وأراضيهم وممتلكاتهم للمصادرة والنهب، وأحلامهم للتدمير. ورغم كل هذه المآسي، لم تنكسر إرادتهم ولم تخفت شعلة مقاومتهم. بل على العكس، ظل أبناء الجنوب متمسكين بحقهم في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم الجنوبية، مؤمنين بعدالة قضيتهم. وظل شعب الجنوب مستمراً في نضاله ضد كل أشكال الاحتلال اليمني وضحى بقافلة من الشهداء الأبرار والجرحى، واستمرت مقاومته تزداد قوة وصلابة، وفي الرابع من مايو 2017م فوض شعب الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي. ليصبح لقضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة حامل شرعي ورسمي أمام العالم.
في هذا الاستطلاع الصحفي، نسعى إلى استعراض ذكريات وشهادات من عاشوا تلك الفترة الأليمة، واستكشاف تأثيرات الحرب الشخصية والوطنية على شعب الجنوب. كما نهدف إلى تسليط الضوء على تطلعات وآمال الجنوبيين في بناء مستقبل مشرق ومستقل، مستندين إلى قوتهم الداخلية وحاضنتهم الشعبية. ومقاومتهم المستمرة، وآمالهم الكبيرة باستعادة دولة الجنوب وتطلعاتهم إلى غدٍ أفضل، من خلال آراء نخبة من أبناء شعب الجنوب.
-أحداث اليوم الأسود
يتحدث الأكاديمي الدكتور يحيى شائف ناشر الجوبعي، رئيس منسقية الانتقالي جامعة عدن، وهو احد الشهود على أحداث السابع من يوليو 1994م، قائلاً:" قد أنس أي شيء إلا ذلك اليوم الأسود 7/7/1994م الذي أثبت الاحتلال اليمني فيه فعليا بأن ما حصل في 22 مايو 1990م ليس وحدة بل كمين تاريخي مدبر بشكل منهجي مزمن لاحتلال الجنوب، بدأت فصوله من اليوم الأول 22 مايو 1990م حين احتوى الطرف الشمالي على الرئاسة والعاصمة معا وهذا مخالف لمعايير التوازن بين الطرفين ولتوصيل رسالة للمتابع السياسي داخلياً وخارجياً تم إنزال علم الجنوب، ولم يتم إنزال علم الشمال واستمرت فصول مسرحية الاحتلال بالتتابع محققة تصاعداً يمنياً وانهيارا جنوبيا بطرق وأساليب مختلة وملتوية تارة ومصادمة وغادرة تارة أخرى، أدت في مجملها إلى تدمير البنية المدنية للدولة الجنوبية بكل مكوناتها وإمكانياتها وإحلال البنية القبلية اليمنية محلها بكل إشكالياتها وتكويناتها الدينية والعسكرية والقبلية"، مضيفاً:" نعم لقد عشت تلك المرحلة وما قبلها وما بعدها رافضاً ومقاوماً بدور متواضع إلى جانب شعبنا الجنوبي الثائر وحركته النضالية المقاومة بكل أشكالها السلمية والمقاوماتية في كل المنعطفات ولا زلنا نعيش مرارتها وسنستمر في مقاومة مخلفاتها حتى استعادة الدولة الجنوبية بإذن الله. تلك المأساة المدمرة لم يكن الهدف منها شعبنا ودولتنا فقط بل كان المستهدف هو الإقليم والمنطقة والمصالح الدولية ذاتها، والدليل كيف كان الأمن والسلم الدوليين قبل الوحدة وكيف أصبح بعدها إلى يومنا هذا وما نبه منه شعبنا وقيادتنا السياسية برئاسة الأخ الرئيس علي سالم البيض الذي حاول أن ينقذ الكل داخليا وخارجيا ومع الأسف لم يكن المجتمع الإقليمي والدولي مستوعبا لمخاطر الاحتلال اليمني للجنوب حتى وصل النار إلى معطفه".
-نضال ومقاومة مستمرة
ويردف الجوبعي:" وما تغير موازين القوى لصالح الجنوب الذي دفع الثمن منذ اليوم الأول للوحدة وما بعده ولاسيما في عام 1994م وما بعده من خلال تصديه عبر الكثير من أشكال النضال منها موج وحتم بقيادة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وتاج واللجان الشعبية وتيار اصلاح مسار الوحدة والتصالح والتسامح الجنوبي وملتقى أبناء الجنوب في صنعاء وحركة المتقاعدين الجنوبيين وثورة الحراك السلمي الجنوبي وغيرها، لتتوج بالمقاومة المسلحة في إطار عاصفة الحزم بمباركة دولية وبإسناد عربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة كل ذلك كان خير دليل على الاستيعاب الدولي المتدرج لمشروعية النضال الجنوبي.
-ثمرة السلسلة النضالية
ويضيف د. الجوبعي :" وأثمرت هذه السلسلة النضالية بالتفويض الشعبي الجنوبي للقائد عيدروس قاسم الزبيدي لتشكيل حامل سياسي للثورة الجنوبية تمثل في قيام المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأخ الرئيس عيدروس قاسم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي. وهنا بدأ الصراع أكثر سخونة حين وصل الحفر إلى عمق البنية الصلبة للاحتلال لتنعكس التوازنات وتصبح القوى الجنوبية في حالة تصاعد والشمالية في حالة انهيار عكس المشهد المأساوي بعد العام 1994م.
وهو ما جعل العالم يقتنع بأن الشرعية الحقيقية هي شرعية من يهيمن على الأرض، شرعية من يضحي لحماية المصالح الجنوبية والخليجية والإقليمية والعالمية، شرعية من يتصدى للإرهاب الحوثي الايراني والاخواني اليمني وحلفاؤهم في الداخل والخارج دفاعاً عن مصالح الكل في الداخل والخارج ضد قوى الظلام التي تحاول أن تعكر الأمن والسلم الدوليين".
-حماية وصيانة المصالح
ويكمل حديثه د. الجوبعي، قائلاً :" بفضل كل تلك التضحيات أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الاخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي هو القوة التي يعول عليها الكل ولهذا فالالتفاف حول المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي هو التفاف مشروع لحماية وصيانة المصالح الجنوبية والخليجية والعربية والإقليمية والدولية لما لجنوبنا من موقع استراتيجي متفرد وهام على مستوى العالم.
وعن أكثر اللحظات المؤلمة التي يتذكرها من تلك الفترة، يقول د. الجوبعي:" هناك أمور كثيرة وهامة ومثيرة عشناها وشاهدناها وعاصرناها في كل المنعطفات وكان لنا فيها دور متواضع على قدر وضعنا ومكانتنا المتواضعة إلا أن ضيق الوقت لا يسمح لنا بسرد تفاصيلها في هذه المساحة المحدودة ."
-محاولة غرس اليمننه
بدوره الأستاذ سالم صالح محمد الدياني، عضو فريق الحوار الوطني الجنوب، يتحدث عن تأثير حرب صيف 1994م على الهوية الوطنية الجنوبية، قائلا:" عمل نظام الاحتلال اليمني منذُ الوهلة الأولى لإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو1990م على تجريف الهوية الوطنية الجنوبية وزادت وتيرة ذلك التجريف بعد إحكام سيطرته على الجنوب في 1994م، فقد شمل ذلك تجريف كافة المناحي حيث جلب مسميات أطلقها على المدارس والمساجد وقام بهدم بعض المعالم التاريخية في العاصمة عدن والمدن الأخرى في الجنوب وأعاد بناءها وفق النمط الخاص بهم، ولم يسلم من ذلك حتى دور العبادة المساجد حيث جرى تغير مسمياتها واطلق اسماء بعض أئمة الزيدية عليها بل وصل تبجح نظام صالح وزبانيته إلى اطلاق اسم 7 يوليو على بعض المدارس، وهو اليوم الذي احتل فيه الجنوب محاولاً من كل تلك الاعمال غرس الهوية اليمنية الشمالية في اذهان الجيل الناشئ".
-محاولات اضعاف الجنوب
فيما الأستاذ صالح علي صالح بلال، عضو الجمعية الوطنية، يوضح الأهداف الرئيسية التي يسعى الجنوبيون لتحقيقها اليوم بعد مرور 30 عاماً على الغزو الشمالي للجنوب، بقوله:" تمر الذكرى ال 30 لإعلان حرب القوى العسكرية والقبيلة ومنظومة المعسكر الشمالي ضد شعب الجنوب أرض وإنسان وهوية، شعب ادخلته قادته في نفق مظلم وجرت على نفسها وشعبها ويلات وحروب مستمرة حتى اليوم. كانت حرب صيف 1994م ما هي إلا تحصيل حاصل للمشروع اليمني الذي ظل يقف بجميع أدواته العسكرية والقبلية ضد الجمهورية الفتية في الجنوب العربي منذ تأسيسها ونجح هذا المشروع التأمري بتحويل مسار هوية الجنوب إلى اليمننة وزرع أدواته في صفوف قيادة مرحلة التحرر من الاستعمار وتصفيت رموز وقيادات الجنوب من خلال تنمية الخلافات بين قيادات القطاع الفدائي في جبهة التحرير والجبهة القومية ثم تلتها صراعات عدة منها: 1969م و 1978م و 1986م، وغيرها من الصرعات البينية التي قضت على الصف القيادي الأول بهدف اضعاف الجنوب واحتلاله واستعماره ونهب ثرواته وتدمير قواه العسكرية والسياسية".
-تحديات كبيرة
ويكشف الأستاذ بلال التحديات الرئيسية التي يواجهها الجنوب حالياً، وكيفية التغلب عليها، قائلاً:" التحديات كبيرة وهي مازالت تسير في تحقيق أهداف المنظومة العسكرية والقبلية وان تلونت واخذت عدة مسارات كانت دينية أو سياسية فهي تصب في نفس بوتقة أهداف كانت قد وضعت منذ الاستقلال الأول .
لقد نجحت القوى الحية الجنوبية في التصدي لهذا المشروع التأمري سواءً في عهد الجمهورية في الجنوب أو في مقاومة الغزو الهمجي الذي قاده منظومة دولة الشمال مضافاً إليها قوى الإرهاب الديني وإرهاب الدولة والقبيلة وتعددت المقاومة الشعبية سلماً وحرباً"، مضيفا:" إن من أهم التحديات التي تواجه الجنوب اليوم تتمثل في:
-وحدة القيادة على الهدف.
-رص الصفوف وقبول الآخر.
-تمكين الكادر الجنوبي في جميع المجلات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية للعمل من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة.
-توحيد القوات العسكرية والأمنية وإعادة هيكلتها وتحديد مهامها وضمان التزامها للقيادة الموحدة.
-العمل على تحقيق شراكة وطنية في جميع المجالات تمثل جميع الجنوبين".
-وحدة الإدارة السياسية
بدوره الأستاذ محمد عبدالله الموس، عضو اللجنة التنفيذية لحزب رابطة الجنوب العربي الحر، يتحدث عن الدور الذي تلعبه الحاضنة الشعبية في دعم قضية الجنوب قائلاً:" الإرادة الشعبية الجنوبية هي التي عبرت عن نفسها منذ انتفاضتها في العام 1997م في محافظة حضرموت وكان على رأس من جرى اعتقالهم في حضرموت هو الاستاذ علي عبدالله الكثيري رئيس الجمعية الوطنية وعدد من رفاقه، وهذه الارادة الشعبية هي صانعة انطلاق الحراك الجنوبي المنظم الذي انطلق من عدن في 7 يوليو 2007م وكل تلك الانطلاقات لم تكن تحت وصاية من أي نوع. وعلى الرغم من التباينات التي عصفت بالنخبة الجنوبية خلال الفترة من 2009م إلا ان الشارع الجنوبي ظل موحداً ولم يتأثر بالتباينات النخبوية"، مضيفا:" هذه الارادة الشعبية الجنوبية هي اليوم تمثل الحاضنة الشعبية الجنوبية للمشروع الوطني الجنوبي الذي يحمله المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد عبرت هذه الارادة الشعبية عن ذلك الالتفاف في فعالية 4 مايو 2017م ذلك اليوم الذي مثل مغادرة حالة التباينات النخبوية إلى وحدة الاداة السياسية الجنوبية وستستمر عملية توحيد النخب الجنوبية تحت ضغط الحاجة الوطنية الجنوبية ومتطلبات انجاز المشروع الوطني الجنوبي المتمثل في التحرير والاستقلال واقامة دولة الجنوب الفيدرالية على كامل تراب الجنوب العربي من المهرة إلى باب المندب. فالإرادة الشعبية لا تتلون أو تتبدل أو تتماها مع ما ينتقص من ارادتها، وهذه الارادة هي التي تمثل الحاضنة الشعبية للمقاومة الجنوبية بشقيها، السياسي المتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي والعسكري المتمثل في القوات المسلحة الجنوبية.
-محطات تقييمية
بينما العميد ركن علي عبدالله بامعيبد، رئيس الإدارة السياسية للمجلس الانتقالي مديرية غيل باوزير محافظة حضرموت، يوضح مدى أهمية إحياء ذكرى حرب صيف 1994م في الوعي الجنوبي بقوله :" حقيقة أن حرب صيف 1994م لم تكن حدث عابر بل كانت سلسلة من الأحداث وهي الرد العملي على العواطف الجياشة التي يكنها الجنوبيين لقوى الشمال حيث كشفت المستور وما مدى الحقد والكراهية التي تميز بها الشمال ضد أبناء الجنوب العربي في الوقت استهدفت مقومات الدولة الجنوبية والتدمير الممنهج لمقدرات شعب الجنوب تمكنت أيضا من تشويه الهوية حيث سخرت كل أقلامها لإقناع البعض من الجنوبيين باليمننة، إلا نها فشلت فشلاً ذريع في الوقت الذي وحدة كل القوى المعادية للجنوب قوى الإسلام السياسي والقوى الراديكالية والقطاعات القبلية وإصدار الفتاوى الشيطانية الأمر الذي شكل نقطة تحول في الوعي المجتمعي الجنوبي، مما مكن النخب الجنوبية من صياغة المواقف الفيزيولوجية للمجتمعات المحلية الجنوبية في الريف والمدينة مع احتساء رشفة الوداع للوحدة المشؤم"، مضيفا:" كيف لا نحتفل بهذه الذكرى الذي استطاع الوعي الجنوبي من استنساخ ذكرى الانتفاضة في 7/7/2007م والتحول الدراماتيكي في مفهوم الهزيمة إلى الانتصار. إن أهمية احتفال الجنوبيين بهذه الذكرى ليس لأخذ العبرة منها بل شكلت محطات تقييمية لمراحل الثورة السلمية الجنوبية الخالدة التي استنبطه عوامل النصر من روح الهزيمة .بمعنى أن الانتصار العسكري الذي حققه نظام الاحتلال اليمني في 1994م والذي أثار الإحساس والشعور الغريزي بقيمة الانتماء لجبال وسهول ووديان ومياه الجنوب."
-احتلال بأبشع صوره
بدورها الأكاديمية الدكتورة ذكرى محمد الأديب، أستاذ مساعد بكلية الآداب، جامعة عدن، تضيف، قائلة :" مجرد الحديث عن ذكرى حرب صيف 1994م يتبادر إلى الذهن كل ما تم ذكره من مساوئ وحشية لا تنسى إلى يومنا هذا خاصة لكل من عاشها بكل تفاصيلها المؤلمة إقصاء وتهميش وتنكيل ونهب وسلب والأسوأ فتاوى التكفير التي أخذوها ذريعة لاجتياح الجنوب حينها وقتل شعبه ظلما وعدوانا بدون أي شعور بمشاعر الإنسانية وكل ما تم كان فقط لأجل ثروات يزخر بها جنوبنا الحبيب؛ ليجعله محط أطماع كل قوى الشر في الداخل والخارج وكأن لسان حالهم يقول إن كل ما هو في الجنوب يعتبر حق مشروع لهم بالقوة والطغيان، رغم شرعية أهل الأرض بها وليس هم" .
-دروس وعبر
وتستعرض الأستاذة ضياء الهاشمي، نائب رئيس الدائرة السياسية في الامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوب ، الدروس التي تعلمها شعب الجنوب من حرب 1994م ومدى تأثيرها على رؤية شعب الجنوب للحياة ومستقبل الجنوب، قائلة:" نعم هناك العديد من الدروس التي تعلمها شعب الجنوب من حرب صيف 1994م واهمها:
-أن الجنوب الذي دخل في وحدة بمحض إرادته كشريك لا يراه الطامعون من قوى 7/7 إلا مغنم وفيد، وأنه لا وجود للدولة الجنوبية بعد أن توحدت معهم وأنها أصلاً فرع قد عاد إلى الأصل، ولأجل ذلك شنت الحرب وهنا كان ولابد أن يأخذوا العبرة بأن الهوية الجنوبية شنت عليها حرب عسكرية ضروس لطمسها ناهيك عن الحروب الاجتماعية وغيرها. فاستوجب على كل جنوبي وجنوبية أن يدافعوا عن هوية الإنسان الجنوبي كتاريخ وحضارة وهوية.
-اللحمة الجنوبية التي لطالما راهن اعداء الجنوب عليها فكانوا دائما ما يعيرون الجنوبيين بأنهم احتلوا الجنوب بمساعدة الجنوبيين، ولكن المتتبع اليوم يرى كيف أن كافة الحدود الجنوبية أصبحت سداً منيعاً من أي اجتياح وذلك لأمان كل محافظات الجنوب أن تأمين حدودها يعني تأمين دولة الجنوب القادمة بحول لله وقوته، فنجد كل جبهاتنا الحدودية كل يوم تتصدى لهجمات الحوثي وقبله القوات الحوثيعفاشية.
-أن لا عهد لهم ولا ذمة وان كنا قد دخلنا معهم في شراكة سياسية مرحلية أثبتوا من خلالها أنه لا جدية لهم بمجابهة الحوثي وان جل هدفهم هو دمج القوات وهذا نفس الفخ الذي وقع في الجنوبيين فيه بعد الوحدة .
- أن الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي وتحت حماية قواته المسلحة الجنوبية مكسب عظيم لا يمكن التفريط فيه مهما بلغ كيد الكائدين وحقد الحاقدين وتربص المتربصين ومن يأججون الشارع بالشائعات والاخبار المفبركة التي تنشرها مطابخ متخصصة في تأليب الرأي العام واللعب بالأدمغة.
-أن الحروب مهما بلغت ضراوتها لا تستطيع تطفى وهج الثورة ولا حماس الثوار، ولو كان كذلك ما نهض شعب جبار كشعب الجنوب ليقود أول ثورة سلمية في العالم واستمرت لسنوات لتبهر كل من جاء من الأجانب والمراسلين والمنظمات الدولية والذين كانوا جميعا يرددون جملة واحدة أنتم اصحاب حق ولأنكم كذلك لابد وأن تنتصروا إذا ما توحدتم وتوحدنا بفضل من الله بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وسننتصر بحول لله وقوته أولا ثم بتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء الميامين ومن ثم بصمود وثبات قيادتنا السياسية وأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي".
-زيادة الوعي بحجم المؤامرات
وعن مدى تأثير الحرب على رؤية شعب الجنوب للحياة ومستقبل الجنوب، تؤكد الأستاذة ضياء الهاشمي قائلة:" أثرت حرب صيف 1994م في شعب الجنوب فأصبح المواطن اليوم أكثر وعياً بحجم المؤامرات والفتن التي يحاول أعداء قضية شعب الجنوب زرعها كألغام في طريق قطار الحرية والاستقلال، الذي انطلق ولن يتوقف بإذن الله إلى أن ننتزع حقنا كشعب عربي جنوبي أصيل وسطي العقيدة فيدرالي الحكم سيداً على أرضه وبحره وجوه من باب المندب شرقاً إلى المهرة غرباً".