السبت - 13 يوليه 2024 - الساعة 01:32 م بتوقيت عدن ،،،
4مايو/وكالات
قال الخبير النفسي محمد ياسر جبجي إن الإبادة الجماعية في سربرينيتسا وغزة خلقت صدمات مماثلة، حيث لا يزال الناس في البوسنة يعانون من تبعات الحرب التي شهدتها البلاد قبل 3 عقود وصدماتها.
وأضاف جبجي وهو منسق مجموعة “أطباء نفسيون من أجل فلسطين” بتركيا، أنه “وقعت الإبادة الجماعية في سربرنيتسا ويعتقد أنها انتهت، ومع ذلك لا يزال الناس يعانون من صدمات في البوسنة”.
وأكمل: “لا يزال هناك أشخاص لا يستطيعون السير في شارع ما لأن قنبلة ضربته عندما كانوا يمرون به، واليوم تحدث نفس الصدمات في غزة، كما حدث مع البوسنيين يحدث لأهل غزة”.
وشهدت سربرنيتسا شرق البوسنة والهرسك في 11 تموز/يوليو 1995 إبادة جماعية على يد القوات الصربية، فيما يشهد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجمات إسرائيلية وجرائم إبادة جماعية.
صدمات الإبادة الجماعية
الخبير بعلم النفس أشار في حديثه إلى أن الأشخاص الذين شهدوا الإبادة الجماعية في سربرنيتسا تعرضوا لصدمة كبيرة، مؤكدا أن معاناة مماثلة لا تزال قائمة تتكرر في غزة اليوم.
وأردف: “من الصعب حقا الحديث عن نفسية الأشخاص الذين شهدوا الإبادة الجماعية، أو تعرضوا للتعذيب، أو أجبروا على الهجرة، نحاول فهم هذه المواقف من خلال مراقبتها”.
وأكمل: “أجريت دراسات أكاديمية في البوسنة والهرسك، ما شاهدته هناك كطبيب نفسي هو أن الناس لم يتغلبوا بعد على الصدمة التي تعرضوا لها”.
وقارن جبجي بين الصدمات العاطفية المفتوحة، وأشار إلى أنها “مثل الجروح الجسدية، يمكن التغلب عليها بالتدخل حسب عمقها وشدتها، وقد تكون هناك جروح يمكن شفاءها بضمادات صغيرة، بالإضافة إلى نزيف داخلي، ولكن الصدمات يمكن أن تستمر لسنوات عديدة”.
سربرينيتسا الأمس غزة اليوم
عالم النفس كشف أن الصدمات يمكن أن تحدث من خلال مشاهدة الإبادة الجماعية، أو كونك ابنا لشخص شهدها، أو من خلال مشاهدة الإبادة الجماعية في غزة مباشرة، كما هو الحال اليوم.
وذكر بأن الشيء المهم هو ضمان استمرار الحياة حتى مع الألم، وأن هناك حالات انتحار لدى أشخاص لا يستطيعون التغلب فيها على صدمة الإبادة الجماعية.
وأوضح قائلا: “سربرينيتسا بالأمس أصبحت غزة اليوم، حتى لو أن الأطفال الذين ولدوا في غزة أو البوسنة لم يشهدوا الإبادة الجماعية، فإنهم يحملون متاعب تاريخية وأعباء الأمس”.
وأردف: “الطفل لا يستطيع أن يحلم بالمستقبل لأنه يعتقد أن البيئة الفوضوية والصراع هي السائدة في بلاده، إن حقيقة أن الطفل تحت الحصار في غزة يعيش في ظروف صعبة وحرية محدودة تؤثر بالفعل على نفسيته بشكل سيء بما فيه الكفاية”.
ولفت إلى أنه “ينبغي بذل الجهود الدولية لإدارة الصدمات، لأن عبء الصدمة يكون ثقيلا جدا عندما يكون فرديا، وهناك أحمال لا يستطيع الإنسان حملها”.
الصدمات في قطاع غزة
وفيما يتعلق بتأثير الإبادة الجماعية أجاب جبجي: “كانت هناك إبادة في سربرنيتسا ويعتقد أنها انتهت، لا يزال الناس يعانون من الصدمة ولا يستطيعون المشي في الشارع بسبب قنبلة، وتحدث صدمات مماثلة في غزة اليوم”.
وأضاف: “مثل البوسنيين يعاني سكان غزة أيضا من صدمة الإبادة، إذا لم يتم اتخاذ التدخلات اللازمة يمكن أن تنتقل الصدمات إلى الأطفال حديثي الولادة”، مشددا على ضرورة استيفاء شروط مختلفة للتغلب على الصدمة.
وفسر بهذا الصدد: “من أجل شفاء صدمة الأم التي قتل طفلها أمام عينيها في سربرنيتسا أو غزة، يجب عليها أولا ألا تشعر بالوحدة، ويجب الوفاء بأبسط الحقوق وهي التغذية والحماية والأمن”.
وأكمل: “إذا لم تشعر الأم بالأمان في بيئتها سيكون من الصعب عليها التغلب على الصدمة، ولكي تتكيف مع الحياة مرة أخرى يجب أن تتوفر لها بيئة اجتماعية والدخول في دورة الحياة”.
وأفاد أن هناك مشكلة بطالة خاصة في سربرنيتسا واضطر الناس إلى الهجرة إلى أوروبا، مشددا على ضرورة تحسين الأنشطة التجارية والتعليمية والثقافية في البلاد.
مشاكل الأمن
وفي حديثه عن أهمية الأمن في المناطق التي تشهد إبادة، أشار جبجي إلى أن البوسنيين ما زالوا يعانون من مشاكل أمنية، مؤكدا أن الفجوات العاطفية والصدمات التي تحدث يمكن أن تنتقل إلى الأجيال الجديدة.
وتابع: “هل يمكن الحفاظ على بيئة من الثقة في سربرنيتسا اليوم ولا يزال عمدة سربرنيتسا الحالي لا يقبل الإبادة الجماعية
ويقول الصرب إنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم، ويتم الاحتفال بيوم البطولة في 11 يوليو في الكنيسة الأرثوذكسية في سربرنيتسا؟ لذا فإن حداد شخص ما يصبح بطولة لشخص آخر”.
وشدد على أن مرتكبي الإبادة الجماعية يجب أن ينالوا العقوبات اللازمة وإعادة تأهيلهم من أجل التغلب على الصدمات، وعلى عدم وجود الثقافة البوسنية في المناهج التعليمية للأطفال البوسنيين الذين يعيشون في صربيا، مثال على الصعوبات التي يواجهونها.
وأكد على أن إفلات مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية من العقاب أثار مزيدا من الصدمات، مبينا أنه “قُتل 116 بوسنيا على يد قوات مجلس الدفاع الكرواتي في قرية أهميتشي قرب مدينة فيتيز في الأجزاء الوسطى من البوسنة”.
وختم بالقول أنه “أُطلق سراح أحد الجناة مؤخراً من السجن وقال إنه لم يندم على أفعاله، نرى أن العقوبة تُفرض ولكن لا تؤدي للشفاء منها هذه التصريحات تثير صدمات الشعب البوسني”.
وكانت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش دخلت سربرنيتسا في 11 تموز/ يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة.
وارتكب الصرب مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، بينهم أطفال ومسنون، بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.