4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
حققت بنت الجنوب العربي المحامية ابتسام محمد اليافعي نجاحاً باهراً خارج أسوار الوطن في أرض المهجر كأول امرأة عربية وجنوبية تصل الى البرلمان البريطاني' فقد حازت على عضوية مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال كأول عضو في البرلمان البريطاني من أصول جنوبية وتعتبر أول امراة عربية تحصل على عضوية مجلس العموم البريطاني بعد محاولات متعددة خلال السنوات الماضية للجالية العربية للوصول الى مجلس العموم البريطاني ليكون لهم صوتا يعكس مشاركاتهم السياسية في المجتمع البريطاني' حيث
سيشكل هذا الفوز نقطة تحول نحو مستقبل باهر في المضمار السياسي وصناعة القرار البريطاني من جانب الجاليات العربية' وهو مثابة نجاح وانجاز للمراة الجنوبية في الخارج على المستوى الدولي.
" الرئيس الزبيدي كفاءة المهاجر الجنوبي"
حيث عبر الرئيس
عيدروس الزبيدي عن فرحته بهذا النجاح للمهاجر الجنوبي وذلك مهنئاً المحامية ابتسام بهذا الانجاز ومؤكداً أن فوزها بهذا المنصب الرفيع في المملكة المتحدة كأول امراة عربية يعكس كفاءة المهاجر الجنوبي وقدرته على الاندماج والتأثير الايجابي على الواقع السياسي ولاندماج في بلاد الاغتراب.
" تفاعل شعبي"
تفاعل عدد من الناشطين والسياسيين مع هذا الانجاز والنجاح الذي حققته اليافعي مشيرين الى انها قد تصبح رئيسة حكومة بريطانيا العظمى بعد فوزها في انتخابات مجلس العموم البريطاني'
معتبرين ذلك فخر للجالية الجنوبية والعربية بأن يكون لهم صوت في البرلمان' مؤكدين ان
مثل هذه النجاحات تعزز من الصورة الايجابية للمهاجرين وتبرز قدرتهم على المساهمة الفعالة في المجتمعات التي يعيشون فيها.
" مثالا رائعا ونموذجا"
أثبتت المحامية أبتسام اليافعي من خلال تحقيقها ذلك النجاح انها امتدادا لنجاحات وتميز المرأة الجنوبية داخل الوطن وخارجه '
فكانت المرأة الجنوبية مثالاً رائعاً ونموذجا مشرفٱ وعنصرًا فعالاً في نهضة المجتمع العربي، وما قامت به من دوراً كبيراً ومحورياً في بناء المجتمع الجنوبي المدني في مختلف جوانب الحياة، وقد برزت العديد من النساء الجنوبيات المناضلات والرائدات في شتى مجالات الحياة، الطب والهندسة والتعليم والسلك العسكري والأمني والقضاء والرياضة وغيرها وتبؤات وتقلدت أعلى المناصب'
حيث تألقت المرأة الجنوبية وحققت انجازات عظيمة في مختلف مجالات العمل، وبرهنت قدرتها على تحمل المسؤولية الاجتماعية، وظهر ذلك الإنجاز الكبير جليٱ، عندما ترأست المناصب الإدارية والوزارية في الجنوب، أضافة إلى دعمها تعليم الفتاة في كافة المجالات والتخصصات العلمية
وساهمت المرأة في تغيير مسيرة التاريخ للمضي قدما في تحقيق التنمية والتقدم في الجنوب والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للمجتمع الجنوبي.
" دور نضالي مشرف"
لعبت المرأة الجنوبية دوراً بارزاً في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وقدمت الغالي والنفيس من أجل نيل الاستقلال وكانت تحمل السلاح وتنفذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال وصولاً إلى تحرير الجنوب وتحقيق الاستقلال في الـ30 من نوفمبر المجيد.
وبعد حرب 1994م، انضمت الى سلك النضال مع أخيها الرجل لاستعادة الدولة الجنوبية وانتزاع حقوقها المهدرة؛ لتشكل بنية قوية في مداميك الحراك الجنوبي السلمي والذي برزت من خلاله العديد من النساء الجنوبيات، فكانت الشهيدة والجريحة والمكلومة.
وفي حرب 2015م، أثناء الغزو الحوثي على أرض الجنوب، قام حرائر الجنوب بالخروج إلى جانب أخيها الرجل للمواجهة والذود عن الأرض الجنوبية، ومازالت الى يومنا هذا تقدم الكثير لتحقيق الاستقلال الجنوبي.
" اقصاء وتهميش"
بعد قيام الوحدة اليمنية المشؤومة تعرضت المرأة الجنوبية لمختلف اصناف القهر والحرمان والتمييز والاقصاء، فنالها التسريح القسري بعد ان كانت تتصدر المشهد السياسي والاقتصادي والتنموي على المستوى الجزيرة العربية والعالم.
" المرأة الجنوبية عنصرا فعال منذ القدم"
بعد استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني وفي مرحلة بناء مؤسسات الدولة الجنوبية، التي ضمنت القوانين والتشريعات لحقوق المرأة في العمل والمشاركة السياسية التي أتاح لها الوصول إلى المراتب العليا وظفرت بمكتسبات كبيرة بالمقارنة مع نظيراتها في مجتمعات الجزيرة العربية المجاورة، إضافة إلى كون المرأة الجنوبية عنصرٱ فعالاً في عملية البناء الحضاري والتنموي وإدارة القرار في مختلف مؤسسات الدولة، حيث وصلت المرأة فترة 1974-1990م، أعطيت المرأة الجنوبية حقوقها كاملة لتتاح لها الإمكانية للاسهام الحضاري الفاعل في شتى مجالات الحياة.
كما حضيت المرأة الجنوبية المكانة التي تستحقها، تفردت وتولت الكثير من المناصب التي كانت شبه غائبة في الكثير من الدول العربية' ووصلت إلى مناصب قيادية عليا في الدولة، وكان منها، أول نائب وزير، وأول عميدة كلية على مستوى الجزيرة العربية والكثير غيره، إضافة فقد تميزت المرأة الجنوبية في بعض المهن والأعمال، فقد عملن في المحاماة والقضاء وقيادة الطائرة، ومذيعات في المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة.
" دور نضالي"
كان للمرأة الجنوبية دور كبير في مختلف مراحل النضال، حائزةٍ على ماضيها المشرق الريادي في التغيير الإيجابي في بناء المجتمع الجنوبي المدني، ولذلك فقد حرص الرئيس عيدروس الزُبيدي، على دعم المرأة وأولى اهتماماً كبيراً بالمرأة الجنوبية واعطائها المكانة التي تستحقها من أجل أن تطالب بحقوقها في الرأي والتعليم، إضافة توليهن مناصب قيادية عليا مشاركةٍ لأخيها الرجل في السلطة، تقديراً لدورها في مختلف المراحل واسهاماتها العظيمة.
" اشادات"
حظي ذلك النجاح باشادة عدد من الكتاب العرب حيث كتب الصحفي والباحث الجامعي الجزائري المقيم في بريطانيا رشيد سكاي:" بقوله في حدث تاريخي ومؤثر، فازت البريطانية من أصول عربية وهي ، ابتسام محمد اليافعي، المرشحة عن حزب العمال، بمقعد في البرلمان عن منطقة نورث ويست لندن يعتبر هذا الفوز خطوة كبيرة نحو تعزيز التمثيل السياسي للجالية العربية والمسلمة في المملكة المتحدة. اليافعي، التي تنحدر من أصول جنوبية، تعد أول امرأة من أصول عربية تحقق هذا الإنجاز الكبير في تاريخ بريطانيا السياسي وحيث يتميز سجلها الشخصي بالمثابرة والعمل الجاد في مجال الحقوق المدنية والاجتماعية ، مما جعلها رمزاً للأمل والطموح للكثيرين من أبناء الجالية.
واضاف بالقول: لم يكن فوز اليافعي بمقعد البرلمان مفاجئاً، إذ تلقت دعماً واسعاً من حزبها، حزب العمال الفائز. تُعرف اليافعي بجهودها المستمرة في تعزيز الاندماج الاجتماعي ومكافحة التمييز.
وتابع بالقول: حيث أكدت في حملتها الانتخابية على أهمية بناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات وتعزيز الوحدة الوطنية وان فوز ابتسام اليافعي كان فريداً إلا أنه يمثل بداية جديدة ومشجعة للجالية العربية والمسلمة في بريطانيا' إنه دليل على أن العمل الجاد والالتزام يمكن أن يؤدي إلى تحقيق إنجازات كبيرة فهذه الجالية طالما تهاونت في لعب الدور المنوط بها بما يتناسب مع حجمها وأهميتها كممثل للوطن العربي في بريطانيا.