الإثنين - 29 يوليه 2024 - الساعة 09:47 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ عادل العبيدي
لا يريد المجلس الانتقالي الجنوبي أن يستبق التوجهات الإقليمية والدولية بشأن التوصل إلى تسويات سياسية في اليمن بأي قرارات سيادية ، حيث وحتى اللحظات الحالية مازال الانتقالي يعطي تلك الجهات متسعا من الوقت عسى أن تقبل تلك الجهات إدراج القضية الجنوبية ضمن مساعيها لتشمل حلول التسويات أهم القضايا المحورية ، أثناء ذلك الوقت فأن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وفي اجتماعات مختلفة دائما ما كانت تصدر بياناتها المحذرة أنها مع أي عملية سلام على أن لايتم تجاوز القضية الجنوبية ، تلك البيانات المحذرة هي بمثابة تنبيه لتلك الجهات الإقليمية والدولية ، على ضرورة إشراك القضية الجنوبية في تلك المفاوضات والتسويات كقضية محورية أو أنه سيكون للجنوب شأن آخر (قرارات سيادية ) .
في هذه الأيام وأمام التوجهات السعودية الحوثية بشأن التوصل إلى تسويات أمنية فيما بينهم البين ، هناك من يحاول تصوير وصول الطرفين إلى تفاهمات واتفاقيات ملزمة أنها ستكون نهاية الانتقالي الجنوبي ودفن القضية الجنوبية في التراب ، نعم ستكون هناك مؤامرآت وتنازلات من طرف السعودية وماتسمى حكومة الشرعية اليمنية لصالح الحوثيين على حساب الجنوب وقضيته وثرواته ، لكنها لن تكون ملزمة على الجنوبيين بشكل عام أو على الانتقالي بشكل خاص ، بل على العكس فأنه ومن بعد نقطة توصل طرفي السعودية والحوثيين إلى تسويات نهائية ملزمة فيمابينهم معها سيبدأ ظهور التحديات الجنوبية الحقيقية في عدم الاعتراف بتلك الاتفاقيات ومن ثم يحين وقت اصدار القرارات السيادية الجنوبية الجادة .
البيانات التحذيرية السابقة التي كانت تصدر عن اجتماعات هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في فترات سابقة ستكون هي المبررة في عدم اعتراف الانتقالي بتسويات السعودية والحوثي وفي اصداره أيضا القرارات الجنوبية السيادية المانعة ولو بالقوة بنود الاتفاق الحوثي السعودي الخاصة بالجنوب ، كالتي يحاولون فيها تهميش القضية الجنوبية واحتلال أرض الجنوب ونهب ثرواته ، خلال هذه الفترة سيتزامن تخلص الانتقالي من شراكته من ماتسمى الشرعية اليمنية بتزامن نهاية هذه الشرعية اليمنية بتوصل السعودية والحوثيين إلى اتفاقيات ملزمة للطرفين .
البعض سيقول أن الوقت يكون قد فات على الانتقالي ، نقول له أن الوقت لم يفت ، لأن معركة الشعب الجنوبي بجميع فئاته ضد الحوثيين ستبقى قائمة ولن تنهيها تسويات السعودية والحوثيين ، لكون هذه المعركة هي مصيرية بالنسبة للشعب الجنوبي دينيا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وأخلاقيا لاستحالة تعايش الشعب الجنوبي مع جماعة الحوثيين الشيعية أو في ظل حكم وسيطرة هذه الجماعة ، في هذه المعركة المصيرية والحاسمة ستتوحد جميع فئات الشعب الجنوبي خلف قيادة الانتقالي ضد التمدد الحوثي نحو الجنوب ، وستكون أوراق وخيارات الانتقالي (انتفاضة الشعب وقوات الجيش والأمن والسيطرة على ثروات الجنوب والقرارات السيادية) التي كان البعض يلوح للانتقالي باستخدامها قبل وقتها المناسب ، ستبقى قائمة وستكون في أوج قوتها ، وسيكون النصر للجنوب وقضيته وشعبه بإذن الله تعالى .