4 مايو/ تقرير/ مهيب الجحافي
يعاني أهالي بلدتي أعمور وحورة غنية والمناطق المجاورة لها في مديرية الازارق غربي محافظة الضالع ، أوضاعًا مأساوية في جميع النواحي الحياتية ، لا سيما الطريق التي تمثل شريان الحياة والمتنفس الوحيد المتبقي لأبناء المنطقة بعد أن تعرضت لأضرار مادية كبيرة جراء استمرار تدفق سيول الأمطار ، والتي أدت إلى قطع الطريق وإعاقة حركة التنقل وجرف الأرض الزراعية وسقوط عدد من المركبات المدنية ، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة تفاقم معاناة الأهالي في نقل المواد الغذائية وعدم قدرتهم على ممارسة أعمالهم اليومية .
ونظراً للأمطار الغزيرة التي تشهده البلاد من كل عام، في ظل استمرار تدفق السيول الجارفة إلى سيلة طريق بلدتي أعمور وحورة غنية والمناطق المجاورة لها ، وما سببته وتسببته من أضرار مادية كبيرة على واقع حياة أبناء المنطقة ، والتي باتت تهدد حياتهم في حال لم تقوم السلطات المحلية بالمحافظة بدورها الإنساني ووضع دراسة حقيقية لإصلاح الطريق وحمايتها من مجاري السيول والتخفيف من حدة معاناة الأهالي وما يتعرضون له من حوادث مرورية بشكل متواصل .
وأمام تلك المعاناة الأليمة التي يتعرض لها سكان أعمور وحورة غنية ، فقد دفعنا الأمر إلى أن نسلط الضوء أكثر على حجم المآسي والصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية ، وإجراء الاستطلاع مع بعض المواطنين ، لنضع في تقريرنا هذا الجهات المعنية أمام مسؤولية كبيرة تجاه أبناء المنطقة .
وقال المواطن رضوان قائد صالح العمري ، وهو أحد أهالي بلدة أعمور ، وصاحب سيارة أجرة ، أنه ذهب إلى سوق المحافظة لشراء بعض احتياجات المواطنين ، وعند عودته من سوق المحافظة ، تعرض لحادث سير ، جراء تدفق سيول الأمطار على سيارته الخاصة .
وتابع : لقد ذهبت إلى السوق لتوفير احتياجات المواطنين ، وباسلت بروحي وسيارتي الخاصة ، لأجل أوفر لقمة العيش لأبناء المنطقة ، حيث كنت أقود السيارة ومجاري السيول تتلاطم بي من مكان لآخر ، حتى صادفتني حفرة كبيرة ، وفقدت السيطرة بالتحكم بالسيارة .
وأضاف: أن جميع المواد الغذائية التي كانت فوق السيارة لإيصالها للمواطنين ، تعرضت للتلف بسبب دخول الماء عليها ، وأن سيارته الخاصة تعرضت لأضرار مادية كبيرة ، وأنه خسر ما يزيد عن مليوني ريال يمني .
وتابع : هناك حوادث كبيرة تعرض لها سائقي السيارات في نفس المكان ، وأن أصحاب السيارات لم يتحركون إلا لظروف ضرورية ، لأن العبور من بين مجاري السيول الجارفة ، بمثابة المباسلة بالنفس ، لأن الخطر يحيطهم من كل جانب .
ووصف المواطن أحمد ناجي قاسم ، وهو أحد أهالي بلدة أعمور ، أنه تعرض لموقف أليم ، أثناء قيامه باسعاف زوجته نتيجة تعرضها لأعراض الوالدة ، وأنه عند وصولهم إلى المذيق الواقع غربي منطقة حجر ، تفاجئوا بسيل كبير أمامهم ، مما اضطروا تدوير السيارة نحو طريق عفة باتجاه مديرية جحاف ، لكنهم وجدوا جدار الطريق أمامهم منثور جراء سيول الأمطار ، مما دفعهم الأمر للعودة إلى منطقة عبر ، ونقل زوجته المريضة فوق النعش ، من منطقة ذي جعر إلى منطقة الحلجوم قرابة الساعة الرابعة فجرًا ، ومن ثم تم نقلها بسيارة أخرى إلى أحد مستشفيات الضالع ، وحالتها الصحية كانت متدهورة .
وأوضح: أنه عند وصوله إلى المستشفى ، قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية لزوجته لإخراج الجنين ، وأنه ذهب لتوفير المبلغ المالي المقرر للعملية من بعض زملائه ، وعند عودته إلى المستشفى ، تفاجئ بخبر صادم أن الجنين قد توفى ، وأن زوجته دخلت بتسمم حملي وسوف تخضع في العيادة لمدى أسبوع، لكون حالتها الصحية متدهورة وكادت أن تفارق الحياة لولا لطف الله عليها .
وأفاد شهود عيان، أن هناك حالات كثيرة وقعت نفس هذه الحالة المرضية ، وأن أبناء المنطقة يواجهون تحديات كبيرة أثناء نقل المواد الغذائية والمرضى لا سيما النساء اللاتي يتعرضن لأعراض الوالدة وعدم قدرة الأهالي لإسعافهن بالوقت المناسب، وذلك بسبب وعورة تضاريس الطريق واستمرار تدفق سيول الأمطار إلى داخلها ، وغياب السلطات المحلية والمنظمات الدولية تجاه إصلاحها ووضع حد لأضرار مجاري السيول .
أما في بلدة حورة غنية بمنطقة تورصة ، فقد أفاد المواطن أمين الحويج ، وهو صاحب سيارة أجرة ، ومحل تجاري ، ويقدم لأبناء المنطقة خدمات جلية ، في نقل المواطنين إلى السوق ، وتوفير المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات المنزلية الأساسية ، أن مجاري السيول تسببت بقطع الطريق الرابطة بين منطقة تورصة وبلدة حورة وإعاقة الحركة بالكامل أمام أصحاب السيارات .
وتابع : أن المقطع المتدهور التي تسببت به مجاري السيول في الطريق ، يبلغ طوله حوالي مائة متر ، وأنهم اضطروا العبور من طريق بينيا الغيل وقطع المسافات الطويلة والعقبات الوعرة لأجل الوصول إلى مربع حورة .
وتابع : أن المقطع الذي يعبرون من داخله حالياً يبلغ طوله حوالي أكثر من كيلو متر ، وأنهم يعانون معاناة كبيرة في نقل البضائع والسلع الغذائية ، وتوفير احتياجات المواطنين الأساسية ، جراء تعثر الطريق ، وزيادة أجور النقل والمواصلات واستهلاك مادة البترول.
وأطلق أهالي بلدتي أعمور وحورة غنية والمناطق المجاورة لها ، نداء الاستغاثة للجهات المختصة والمنظمات الدولية ، وسرعة التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم ، ووضع دراسة حقيقية لإصلاح وشق الطريق وحمايتها من مجاري السيول .