4 مايو / تقرير / مريم بارحمة
في ظل حلول الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس حزب الإصلاح اليمني الإرهابي، الذي تأسس في 13 سبتمبر 1990م، يعود إلى الأذهان شريط طويل من الجرائم والمجازر التي ارتكبها هذا الحزب بحق أبناء شعب الجنوب، بتواطؤ واضح مع ميليشيات الحوثي الإرهابية، وهي ذكرى كارثية تذكرنا بتاريخه الأسود المليء بالجرائم والمؤامرات ضد الجنوب. تأسس هذا الحزب التكفيري بالتزامن مع إعلان الوحدة اليمنية المشؤومة؛ ليصبح أحد أبرز أذرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ويمارس أفعالًا إرهابية تستهدف استقرار الجنوب. امتد هذا الإرهاب إلى التحالف مع ميليشيا الحوثي الإرهابية، ما أدى إلى زعزعة الأمن في المنطقة وإشعال فتيل الحروب والفتن.
على مدى العقود الثلاثة الماضية، تميز حزب الإصلاح باستخدام العنف والفتاوى التكفيرية ضد أبناء الجنوب، مما أدى إلى مقتل مئات الجنوبيين واستباحة دمائهم. في هذا التقرير نسلط الضوء على تاريخ حزب الإصلاح الإرهابي، وجرائمه المتكررة، وكشف ما خلفه هذا الحزب من إرهاب وخيانة وتواطؤ مع الحوثيين، وتورطه في الاغتيالات، وما أسباب تجميد حزب الإصلاح لجبهات القتال في (ميدي وصرواح والجوف ونهم وتعز) اليمنية، وكيف أصبح الإصلاح أحد أعمدة الإرهاب في المنطقة.
-تاريخ الحزب وصناعة الإرهاب
منذ تأسيسه، استخدم حزب الإصلاح الدين كغطاء لتحقيق أهدافه السياسية. واستغل الفتاوى الدينية لشرعنة عملياته الإرهابية، مما زاد من معاناة الشعبين الجنوبي واليمني. الحزب لم يكتفِ بذلك، بل توسع في استخدام الدين لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية، سواء من خلال تحالفه مع الحوثيين أو دعمه للجماعات الإرهابية الأخرى. حزب الإصلاح الإرهابي، لم يكن سوى أداة لتحقيق مصالح توسعية وأجندة سياسية خبيثة على حساب أرواح الأبرياء في الجنوب والشمال، وارتبط حزب الإصلاح بتعزيز الإرهاب في اليمن عبر تحالفه مع ميليشيا الحوثي الإرهابية، كلا الطرفين استخدم العنف كأداة رئيسية في تحقيق أهدافهما السياسية والعسكرية، مما جعل الجنوب ساحة صراع وتدمير. ولا يخفى على أحد أن الحزب كان رافدًا أساسيًا للإرهاب في الجنوب. فأصبح الإرهاب جزءًا من سياسات حزب الإصلاح، حيث تأسست معسكرات الحزب لتكون منطلقًا للعمليات الإرهابية ضد القيادات الجنوبية وضد التحالف العربي. واستخدام الخيانة ضد أبناء الجنوب والتحالف العربي؛ مما يثبت أن حزب الاخوان كان، وما يزال، معاديًا لأي جهود لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
-ذكرى تأسيس الإصلاح.. تذكير بجرائمه
تُعد الذكرى ال 34 لتأسيس حزب الإصلاح ذكرى كارثية، فقد مارس الحزب الإرهاب والفتن في كل من الجنوب واليمن، وتسبب في زعزعة الاستقرار وإثارة الفتن وارتكاب أبشع الجرائم والمجازر على مدى العقود الماضية. وفي هذه الذكرى المأساوية تتجدد الأصوات لكشف جرائمه واستعراض تاريخه الدموي، خاصة تجاه أبناء الجنوب. فمنذ تأسيسه، تحالف هذا الحزب مع قوى الشر، ومنها ميليشيا الحوثي، لتوجيه الإرهاب نحو الجنوب. كما لعب دورًا محوريًا في زعزعة استقرار اليمن والجنوب، لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية وعسكرية.
-استخدام الدين كغطاء للإرهاب
من السمات الرئيسية لحزب الإصلاح الإرهابي منذ نشأته استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية. وأبرزها جريمة الفتوى التكفيرية التي أصدرها الحزب بواسطة عبدالوهاب الديلمي، عضو مجلس شورى الحزب في حرب صيف 1994م، فالحزب يصدر الفتاوى ويستخدم الخُطب لتبرير عملياته الإرهابية والترويج لأفكاره المتطرفة، سواء في الجنوب أو اليمن. وعلى الرغم من ادعاء الحزب بأنه يسعى لتحقيق الوحدة والاستقرار، فإن الوقائع تثبت أن ممارساته لا تختلف عن ممارسات الميليشيات الإرهابية التي تدمر المجتمعات باسم الدين.
-فتاوى التكفير واستباحة الدم الجنوبي
أحد أبرز الأدوات التي استخدمها حزب الإصلاح لتبرير جرائمه ضد أبناء الجنوب كانت الفتاوى الدينية، فقد أصدرت قيادات حزب الإصلاح، وعلى رأسهم العلماء والفقهاء التابعون له فتاوى تكفير أبناء الجنوب، مما شرعن قتل أبناء الجنوب، واستباحة دمائهم وتدمير مدنهم وقراهم، ونهب ممتلكاتهم، وأسهم في ارتكاب مجازر وإشعال فتيل العنف. هذه الفتاوى ليست مجرد كلمات، بل كانت بداية لمجازر واستهداف منهجي للمواطنين الجنوبيين والمقاومة الجنوبية. فشجعت على العنف والإرهاب، ولا تزال آثارها المدمرة حاضرة حتى اليوم، حيث يستمر الحزب في ممارسته الإرهابية ضد الجنوبيين.
-المجازر واستهداف القيادات الجنوبية
بعد إعلان الوحدة اليمنية الظالمة، ارتكب حزب الإصلاح الإرهابي مجازر كبرى ضد الجنوبيين، من خلال عمليات اغتيال ممنهجة استهدفت القيادات الجنوبية، وكان أبرزها اغتيال أكثر من 156 كادرًا جنوبيًا في العاصمة اليمنية صنعاء. هذه الاغتيالات ليست وليدة اليوم، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إضعاف الجنوب والتخلص من قياداته القوية، والسيطرة على موارده، وقمع أي محاولة لمقاومة هيمنته.
وقد لعب حزب الإصلاح دورًا رئيسيًا في تنفيذ هذه الاغتيالات بالتعاون مع ميليشيات الحوثي. لتحقيق أهداف الحزب التوسعية. ولم يقتصر الأمر على تلك الجرائم، بل استمر الحزب في الاغتيالات والتدمير الممنهج حتى بعد الحرب.
-اغتيالات الأئمة والدعاة.. الاستهداف الممنهج للدين
لعب حزب الإصلاح دورًا محوريًا في استهداف أئمة وخطباء المساجد والدعاة في الجنوب، وخاصة في العاصمة عدن. وأثبتت التحقيقات والأحكام القضائية تورط حزب الإصلاح في اغتيالات أئمة وخطباء المساجد في الجنوب، وكان اغتيال الشيخ عبد الرحمن مرعي العدني، مؤسس مركز دار الحديث في منطقة الفيوش، بتاريخ 28 فبراير 2016م، واحدًا من أبرز هذه الجرائم.
المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة في العاصمة الجنوبية عدن، قضت بإعدام المدانين في هذه الجريمة، الذين اعترفا بانتمائهما لحزب الإصلاح. مما يؤكد أن الحزب كان وما يزال يستخدم الإرهاب والعنف كوسيلة لتصفية خصومه، ويثبت تورط حزب الإصلاح الإرهابي في سلسلة الاغتيالات التي طالت الشخصيات الدينية والسياسية في الجنوب، ويبرهن زيف وتضليل إعلام الإخوان الإرهابي عندما كانوا يتهمون، زوراً، وبهتاناً، المجلس الانتقالي الجنوبي وبعض قياداته، ودولة الإمارات العربية المتحدة باغتيال أئمة وخطباء المساجد. .
-الخيانة والتخادم مع الحوثيين .. هدف واحد رغم الاختلاف
بالرغم من الاختلاف الأيديولوجي بين حزب الإصلاح وميليشيا الحوثي الإرهابية، إلا أن التحالف والتواطؤ كان ومازال واضحًا، حيث يعتمدان على العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهما السياسية. وشكلت الخيانة سمةً رئيسية في مسيرة حزب الإصلاح، حيث أظهرت العديد من الشواهد كيف تواطأ الحزب مع ميليشيا الحوثي الإرهابية لتجميد الجبهات والمواقع القتالية في مناطق استراتيجية متعددة من اليمن. هذا السلوك الخياني بين الإخوان والحوثيين أدى إلى تسليم مواقع وجبهات قتالية لميليشيا الحوثي، في ميدي وصرواح والجوف ونهم وتعز اليمنية، في الوقت الذي كانت فيه قوات التحالف العربي تقاتل ميليشيات الحوثي، قام حزب الإصلاح بتجميد عملياته العسكرية في هذه المناطق، مما منح الحوثيين الفرصة لتعزيز سيطرتهم في عدة مناطق. هذا التخادم يكشف الوجه الحقيقي لحزب الإصلاح ودوره في تعميق الأزمة اليمنية. ويبرز تواطؤ الإصلاح وميليشيا الحوثي في استهداف أمن واستقرار الجنوب واليمن، عبر توجيه ضربات مشتركة ضد القوى الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية، معتمدين على التكتيكات الإرهابية والإعلام المضلل. هذا التعاون المشبوه لم يكن وليد اللحظة، بل هو جزء من مخطط طويل الأمد لزعزعة أمن المنطقة، وضمان بقاء مصالح القوى الإقليمية التي تدعمهما.
-تواطؤ الإصلاح مع القاعدة والحوثيين
أصبح من الواضح أن حزب الإصلاح الإرهابي يسهم بشكل كبير في دعم تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي. العديد من الأدلة تشير إلى دعم الإصلاح للجماعات المسلحة وتورطه في تنفيذ عمليات إرهابية في الجنوب. وتمكنت القوات المسلحة الجنوبية من القبض على عدد من عناصر الإصلاح وهم يقاتلون بجانب الحوثيين.
-دور القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة الإرهاب
القوات المسلحة الجنوبية نجحت في إلقاء القبض على العديد من عناصر حزب الإصلاح الإرهابي الذين كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين. هذا يؤكد التخادم بين الطرفين ويبرز الدور البطولي للقوات المسلحة الجنوبية في محاربة الإرهاب وحماية أمن الجنوب والمنطقة. فالقوات المسلحة الجنوبية لها دور محوري في مواجهة الإرهاب والتصدي للجماعات والمليشيات التي تهدد استقرار الجنوب والمنطقة وذلك خلال، مواجهة إرهاب حزب الإصلاح ومليشيات الحوثي، ومكافحة إرهاب تنظيم القاعدة، وتعزيز الأمن في محافظات ومناطق الجنوب والمحافظات المحررة بشكل عام.
وتعمل القوات المسلحة الجنوبية بالتنسيق مع قوات التحالف العربي لدعم العمليات العسكرية ضد الحوثيين والجماعات الإرهابية، مما يعزز من جهود مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي. كذلك دور النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية في تأمين محافظتي شبوة وحضرموت من إرهاب تنظيم القاعدة، مما أدى إلى استعادة الأمن والاستقرار في محافظتين من أكبر محافظات الجنوب. وتركز القوات المسلحة الجنوبية على حماية المناطق الاستراتيجية مثل الموانئ والمطارات والطرق الرئيسية لضمان عدم استخدام هذه المناطق كنقاط لشن هجمات إرهابية. هذه الجهود المستمرة للقوات المسلحة الجنوبية تعكس التزامها بحماية الجنوب من كل تهديد، سواء كان داخليًا أو خارجيًا.
-الفساد وإضعاف المؤسسات الحكومية
لم يكتف حزب الإصلاح الإرهابي بنشر العنف والإرهاب، بل سعى أيضًا إلى إضعاف المؤسسات الحكومية من خلال نشرأ الفساد والمحسوبية في كافة القطاعات. سياسات الحزب الخبيثة كانت السبب الرئيسي في تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد، وتفشي الفساد على مستوى المؤسسات الحكومية، والتدمير الممنهج للمؤسسات بالجنوب، وتسريح الكوادر الجنوبية، وكذلك تدهور الخدمات، والبنية التحتية.
-دور الدول الإقليمية في دعم الإرهاب
التحالف بين حزب الإصلاح الإرهابي وميليشيا الحوثي لم يكن ممكنًا دون الدعم الخارجي الذي تقدمه بعض الدول الإقليمية، مثل إيران وتركيا وقطر. هذه الدول تقدم للحزب والمليشيات الإرهابية التمويل والدعم اللوجستي؛ لتعزيز نفوذهم والاستمرار في نشر الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة. كما يهدف هذا الدعم؛ لتحقيق أهدافها السياسية. ويُعد جزءًا من مؤامرة أكبر تهدف إلى تقويض أمن الجنوب ودول الخليج، والمنطقة وزعزعة الأمن الوطني والدولي.
-الخطر الإخواني الحوثي على المنطقة
تحالف حزب الإصلاح الإرهابي وميليشيا الحوثي يشكل تهديدًا وجوديًا لأمن الجنوب واليمن والمنطقة بأسرها. ويتضح للجميع حجم الخطر الذي يشكله هذا الحزب، ويجب أن يكون واضحًا للعالم أجمع أن هذا الحزب ليس سوى أداة للتخريب والإرهاب. ويتضح ذلك من خلال الجرائم التي ارتكبها ضد الجنوب، سواء في إطار الفتاوى التكفيرية أو من خلال التحالف مع ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة.
-رسالة إلى المجتمع الدولي والتحالف
يجب أن تتحرك القوى الدولية والإقليمية لفضح هذه مؤامرات حزب الإصلاح وكشف جميع الجرائم التي ارتكبها بحق أبناء الجنوب، والعمل على دعم الجنوب في مواجهته لهذا التحالف الإرهابي بين الحوثيين والإخوان المسلمين.
وسرعة إيقاف خطر دعم حزب الإصلاح لتنظيم القاعدة والحوثيين، وتواطؤه مع الإرهاب واتخاذ إجراءات صارمة ضد حزب الإصلاح الإرهابي وشركائه في الإرهاب، ومنعه من الاستمرار في نشر الفوضى والإرهاب. كما يجب دعم القوات المسلحة الجنوبية في جهودها لمواجهة هذا الخطر الداهم، وحماية أمن الجنوب والمنطقة.
#الارهاب_صناعه_الاخوان_والحوثي