4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري
بهدف تجديد الانتماء للجنوب،وتعزيز الهوية الوطنية الجنوبية والمطالبة بخروج قوات الاحتلال أو ما تعرف "بقوات المنطقة العسكرية الأولى"التي تتمركز بوادي حضرموت ووقف مسلسل نهب ثروات المحافظة وتمكين ابناءها من إدارة شؤونها ونشر قوات النخبة الحضرمية على كل ربوع حضرموت،خرج ابناء حضرموت في تظاهرة مليونية حاشدة تحت مسمى "مليونية الهوية الجنوبية"واحتضنتها مدينة سيؤون حاضرة وادي حضرموت.
حجم الجماهير التي تدفقت من مختلف مديريات ومناطق المحافظة أكدت بصورة واضحة أن حضرموت ترفض كل مخططات الأعداء بإبعادها عن نسيجها الجنوبي والاستفراد بها وتتمسك بهويتها الجنوبية.
المليونية الحاشدة حملت رسائل واضحة لقوات الاحتلال وحكومة الشرعية بأن مسلسل نهب ثروات حضرموت وإقصاء ابناءها لن يستمر،كما وجهت رسالة للمجتمع الاقليمي والدولي بأن المكونات الوهمية التي تحاول تزوير الإرادة الشعبية وتدعي تمثيل حضرموت مرفوضة ولا مكان لها في المحافظة،كما أن المليونية التي خرج فيها ابناء حضرموت تمثل استفتاءاً شعبياً يظهر ولاءهم للجنوب ودعمهم لمشروع لخطة إقليم حضرموت ضمن إطار دولة جنوبية فيدرالية موحدة.
*مواكب جماهيرية
رغم اتساع النطاق الجغرافي للمحافظة وبعد المسافات وحرارة الشمس زحف ابناء حضرموت من مختلف المديريات والمناطق إلى مدينة سيؤون للمشاركة في المليونية والتعبير عن رفضهم للإحتلال ومطالبتهم بتسليم المحافظة لأبناءها وكذلك تمسكهم بالهوية الوطنية الجنوبية.
من المكلا والشحر وبروم وميفع ووادي حجر انطلق موكب ضخم من الجماهير للمشاركة في المليونية،كما سجلت مديرية أرياف المكلا حضورها بأرقام كبيرة رغم المسافة الطويلة والشمس الحارقة بهدف التأكيد على دعم الهوية الجنوبية والمطالبة بخروج قوات الاحتلال اليمني.
أكد المشاركون في المليونية أن ذكرى ثورة 14 أكتوبر تمثل رمزاً للصمود والحرية،وأن المشاركة في إحياء ذكرى الثورة ضرورة من أجل بناء مستقبل الجنوب.
من مديرية الضليعة انطلقت حشود جماهيرية باتجاه سيؤون للمشاركة في المليونية.
أعرب المشاركون عن فخرهم بالهوية الوطنية الجنوبية،مؤكدين أن الاحتفال بثورة 14 أكتوبر هو تأكيد على تمسكهم بالانتماء للجنوب ورفضهم لبقاء الاحتلال ومطالبتهم والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
مديريات حورة،وادي العين،القطن،والسوم شاركت بفعالية في المليونية التي عبرت عن مطالب الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم،مؤكدين أن حضرموت جنوبية ترفض رفضاً قاطعاً كل المؤامرات الرامية لسلخها عن الجنوب وإشغالها في مشاريع وهمية تقف خلفها جهات تضمر الشر لحضرموت.
تزينت ساحة المليونية بأعلام الجنوب واللافتات المعبرة عن الولاء للجنوب ورفض الاحتلال وردد المشاركون الأهازيج الثورية في صورة عكست حجم الحماس الجماهيري الجنوبي.
* عرقلة نقاط الاحتلال
في محاولة لإفشال المليونية احتجزت نقاط الاحتلال اليمني في منطقة سر حافلات المشاركين من المناطق الغربية وصادرت اللافتات وأعلام الجنوب.
لمليشيات الاحتلال في وادي حضرموت تاريخ طويل من القمع والعنف والإرهاب واستفزاز المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم.
تشعر هذه المليشيات إنها منبوذة وتواجه برفض ابناء حضرموت والنظر إليها كقوة احتلال تفرض وجودها في الوادي رغماً عن إرادتهم.
طوال سنوات دأبت هذه المليشيات على قمع كل الفعاليات التي ينظمها ابناء حضرموت في مدن الوادي بعنف بالغ.
سقط مئات القتلى والجرحى من ابناء حضرموت برصاص المليشيات وتعرض الآلاف منهم للاعتقال التعسفي في سجون ومعتقلات غير قانونية تفتقد لأدنى مقومات الحياة،كما نهبت المليشيات ممتلكات المواطنين ونهبت أرضهم.
يقول المواطن سليم بامزاحم" تفتقد مليشيات الاحتلال للقبول ويكن لها ابناء حضرموت الكره ويعتبرونها قوة احتلال يجب طردها بالقوة،لأجل ذلك تجدها تحاول الإصطدام بالمواطنين والتضييق عليهم.
يضيف المواطن محمد العمودي إنهم غرباء لا ينتمون لهذه الأرض،لذلك يشعرون أن كل شيء هنا يلفظهم ويرفض القبول ببقاءهم حتى الأرض التي يتمركزون فيها يشعرون أنها تريد التخلص منهم،إنهم غزاة تصيبهم ذكرى ثورة 14 أكتوبر بالرعب لأنهم يعرفون أن الشعب الذي طرد الاحتلال البريطاني سيطردهم أيضاً.
*زحف جماهيري
بسبب كثافة الزحف الجماهيري وشجاعة المواطنين رأت المليشيات المحتلة أن الموقف ليس في صالحها فتحت الطريق أمام تدفق الجماهير،لتواصل طريقها وتلتحم في ساحة المليونية مع الجماهير المشاركة.
إنها مليشيات بلطجية لا تفهم سوى لغة القوة،هكذا تحدث المواطن مروان الحمومي.
يقول مروان نطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي بالضغط لإخراج هذه المليشيات سواء بالضغط لتنفيذ اتفاق الرياض أو حتى بالقوة العسكرية،نحن إلى جانب الجيش الجنوبي سنقاتل بكل ما نملك.
يضيف مروان نطالب بإحلال قوات النخبة الحضرمية وتسليمها مسؤولية تأمين الوادي،هذه المليشيات هي خانعة الإرهاب ومن يصنع الإرهاب ويحتضنه ويموله كيف يؤتمن على مصالح حضرموت وأمنها واستقرارها.
*احتفاء بذكرى ثورة أكتوبر المجيدة
تزامنت المليونية مع الذكرى ال61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة الأمر الذي ضاعف حماس المواطنين ودفعهم للمشاركة في المليونية التي رأوا في المشاركة فيها فرصة لإحياء ذكرى الثورة وتذكر صفحات مشرقة من تاريخ الجنوب،واستلهام العبر والدروس من هذه الثورة العظيمة التي كان لها الفضل في توحيد الجنوب من المهرة إلى باب المندب.
يعبر المواطن فهمي النوحي عن فخره بالثورة بقوله"إنها ثورة عظيمة تستحق أن نحتفي بها على طول الزمن،ليس هذا فحسب بل ونتذكر بطولات من ضحوا لأجل الثورة،ونعرف أجيالنا الجديدة بمآثر هذه الثورة وما صنعته للجنوب وكيف وحدت وطناً ممزقاً لأكثر من 23 سلطنة وإمارة ومشيخة"
*صفعة جديدة لقوى الاحتلال
صفعة جديدة وجهها ابناء حضرموت لقوى الاحتلال ولحكومة ما تسمى بالشرعية.
قال ابناء حضرموت كلمتهم وبالصوت العالي أنهم ينتمون للجنوب ويرفضون الاحتلال ويتبرأون من كل المشاريع الضيقة والمكونات الوهمية.
سخرت قوى الاحتلال جهودها في سبيل شق الصف الجنوبي وبذلت اموالاً طائلة في شراء الولاءات والذمم لكنها منيت بفشل ذريع.
المؤكد أن قوى الاحتلال أصيبت بالهيستيريا وهي ترى السيل الحضرمي المتدفق إلى سيؤون،وحجم الاصطفاف الشعبي حول المجلس الانتقالي الجنوبي.
بدأت دعوات تظهر في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإعادةالنظر في الدعم المقدم لجهات وأشخاص ليس لهم أي شعبية في حضرموت ولا يتبعهم أحد.
يقول أصحاب هذه المنشورات أن الاحتلال يحرث في الماء حيث فشلت كل المكونات التي صنعها والشخصيات الموالية له في فرض وجودها أو التأثير على المجتمع الحضرمي،وجاءت مليونية الهوية الوطنية الجنوبية كصفعة في وجه الاحتلال والموالين له أثبتت بصورة لا تحتمل الشك أن حضرموت في طريقها إلى التخلص من بقايا الاحتلال التي جثمت على أرضها طويلاً.
* الولاء للمجلس الانتقالي
يتمتع المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي بشعبية جارفة في حضرموت.
ظهرت هذه الشعبية بشكل واضح في حجم الجماهير التي لبت دعوة المجلس الانتقالي للمشاركة في المليونية رافعة العلم الجنوبي وشعار المجلس والرايات المعبرة عن تأييده في كل الخطوات التي يتخذها في سبيل استقلال الجنوب.
الدكتور صلاح السيباني قال "إذا أردت أن تقيس حجم شعبية أي مكون أو مجلس أو حزب فانظر لقدرته على الحشد وتجييش الجماهير."
يضيف صلاح يكفي "أن تلقي نظرة سريعة على الجماهير المحتشدة في سيؤون لتعرف حجم الشعبية الجماهيرية والتأييد الواسع للمجلس الانتقالي الجنوبي،هذه الشعبية تثبت أن المجلس الانتقالي الجنوبي مظلة جامعة لمختلف التنظيمات والأحزاب والمكونات الجنوبية"
يتحدى صلاح كل المكونات الوهمية التي تدعي تمثيل حضرموت أن تثبت صدق ادعاءها وتحشد المؤيدين مثلما فعل المجلس".
يعقب زكي النوحي على كلام زميله صلاح بالقول .."نحن لا نطالبهم بحشد مليوني مثلما فعلنا في مليونية الهوية الجنوبية فهذا من رابع المستحيلات،نتحداهم أن يستطيعوا اقناع ألف شخص فقط بالخروج في أي فعالية مؤيدة لهم.
يتهكم زكي على هذه المكونات ساخراً منها بقوله إنها مجرد دكاكين بضاعتها الوهم التي تحاول تسويقه لدى قوى الاحتلال.