رئاسة الانتقالي الجنوبي تعقد اجتماعها الدوري.. انفوجرافيك

الهيئة الادارية للجمعية الوطنية تعقد اجتماعها الدوري.. انفوجرافيك

الكثيري يلتقي الدكتور الشبحي وكيل وزارة الصحة.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الأربعاء - 16 أكتوبر 2024 - الساعة 09:07 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ حافظ الشجيفي



في احتفالية غير مسبوقة، شهدت مدينة سيؤن في حضرموت مؤخرًا تظاهرة حاشدة بمناسبة الذكرى الحادية والستين لثورة 4ا أكتوبر 1963م، اامجيدة حيث تجمع مئات الآلاف من المواطنين الجنوبيين في مشهد يعكس وحدة الصف الجنوبي والتصميم على تحقيق الاستقلال. هذه الفعالية، التي جاءت في وقت كان فيه البعض يشكك في ولاء حضرموت للجنوب، أثبتت مرة أخرى أن الإرادة الشعبية أقوى من أي تكهنات أو محاولات للتهميش.

تعتبر سيؤن، التي لطالما اعتبرها الكثيرون منطقة محايدة أو حتى مشكوك في ولائها للجنوب، بمثابة القلب النابض لحضرموت. ومع ذلك، فإن التجمع الضخم الذي شهده هذا المكان أثار دهشة كبيرة لدى القوى اليمنية التي كانت تأمل في إضعاف الجنوب.

لقد ارتكزت هذه القوى على افتراض أن حضرموت، بما تشمله من تنوع ديموغرافي وسياسي، ستكون عرضة للضغوط الاجتماعية والاقتصادية. لكن المليونية الجنوبية التي احتضنتها سيؤن لم تكن مجرد حدث عابر؛ بل كانت رسالة قوية لكل من يشكك في الولاء الجنوبي.

الإرادة الجنوبية التي تجلت في هذه الفعالية تؤكد أن الضغوط السياسية والاقتصادية، وسياسات التركيع التي مارستها الحكومة الشرعية اليمنية في محاولة لإثناء أبناء الجنوب عن حلمهم في استعادة دولتهم، قد أدت إلى نتائج عكسية تمامًا. فبدلاً من أن تدفع الشعب الجنوبي إلى التراجع، جاءت هذه السياسات لتزيد من تصميمهم وثباتهم على تحقيق استقلالهم. بل ويمكن القول إن هذه السياسات قد حولت الكثير من الجنوبيين، الذين كانوا سابقًا محايدين او يفضلون الوحدة مع الشمال، إلى داعمين للانفصال واستعادة الهوية الجنوبية.

اختزلت المظاهرة في سيؤن معاناة الكثير من المواطنين الجنوبيين الذين يعانون من الأزمات المتعددة والتي تتراوح بين الخدمات الأساسية ومواجهة الفوضى الأمنية. وانعدام الأمن وحرمان الناس من حقوقهم الأساسية، يضاف إليهما قضايا الفساد ونهب الثروات، كلها عوامل أدت إلى زيادة الفجوة بين أبناء الجنوب وسلطات الاحتلال الحاكمة. فالمظاهرة لم تكن مجرد تعبير عن الرغبة في الاستمرار على درب الاستقلال، بل كانت صرخة في وجه التهميش وللصمود ضد كل السياسات الظالمة.

هذه الفعالية تعد بمثابة اختبار حقيقي لقوى الاحتلال المختلفة، فهي تظهر أن محاولاتهم في تنفيذ أجندتهم التركيعية لا يمكن أن تنجح أمام إرادة الشعوب.حيث أصبحت حضرموت الآن رمزًا للإرادة الجنوبيّة، كما أنها تشكّل نقطة انطلاق لتحقيق الأهداف الوطنية.

في الختام، إن المليونية الجنوبية في سيؤن تعكس روح الجماهير وإرادتها القوية، وتجسد التصميم والثبات على تحقيق هدف استعادة الهوية الجنوبية. فكما أثبتت هذه الفعالية، فإن قوى الاحتلال اليمني لن تستطيع كسر إرادة الشعب الجنوبي، بل إن محاولاتهم لتركيع هذا الشعب ستعود عليهم بمزيد من الإخفاقات ومزيد من التعزيز للروح الوطنية الجنوبية. إن طريق الاستقلال ليس سهلاً، لكنه بمثل هذه المشاركة الجماهيرية يكون ممكنًا ومؤكدًا.