4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
عانت قضية شعب الجنوب على مدى ثلاثة عقود من التهميش والتعتيم، وحاولت بعض القوى المحلية والإقليمية كبح جماحها من خلال عمل فاعل طاغية في الجنوب، وجه كل أدوات ووسائل طغيانه وفساده لتمزيق الوحدة الوطنية لشعبنا وإفشال ثورته، وقضى على مشروعه التحرري الوطني في مهده.
" اعلان عدن التاريخي"
مثّل إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017م، وكذلك تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، نقطة تحول في مسار الثورة الجنوبية، والتي جاءت في سياق الأحداث للثورة التحريرية الكبرى لشعب الجنوب منذ صيف عام 1994، والتي تمثل تجسيداً نضالياً لاستحقاق تاريخي تأخر كثيراً وتعثر طوال السنوات السابقة،
حيث تمكن من جمع الشتات وتوحيد كافة الأطراف الجنوبية،
وجعل من المجلس الانتقالي الجنوبي مظلة جنوبية تمثل إرادة وتطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته ذات السيادة الكاملة، وإبراز قضية شعب الجنوب ونقلها من الساحة المحلية إلى المحافل الدولية والعالمية.
واليوم نرى ثمار هذه الثورة بارزة وواضحة من خلال الحضور القوي للزبيدي ولقاءاته المستمرة.
" لقاءات الرئيس الزبيدي"
أظهرت اللقاءات والمباحثات التي أجراها الزبيدي موخر مع العديد من الوزراء والمسؤولين من مختلف دول العالم بما لا يدع مجالا للشك التوجه نحو الاعتراف بأهمية المجلس الانتقالي في أي عملية سلام مقبلة، و أصبح المجتمع الدولي يدرك أن التوصل إلى حل شامل لإنهاء الحرب لن يكون ممكنا دون مشاركة المجلس كطرف متساوٍ في مفاوضات السلام.
ومثل حضور الرئيس الزبيدي صوت الجنوب في المحافل الدولية،
وهو ما يعكس الإرادة الشعبية لاستعادة الدولة الجنوبية، ويسعى إلى تحقيق تطلعات الشعب في استعادة سيادته على أراضيه.
" تحولات سياسية"
ويشهد الجنوب اليوم تحولات سياسية واجتماعية متسارعة، وفي قلب هذه التحولات يبرز دور المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية تسعى إلى تمثيل مصالح الشعب الجنوبي وإبراز قضيته على الساحة الدولية' ويسعى المجلس بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب الجنوبي على المستوى المحلي والدولي إلى الحصول على اعتراف دولي بـ"القضية الجنوبية" وحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره.
ونجح المجلس في تعزيز حضور القضية الجنوبية على الساحة الدولية من خلال المشاركة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية، واللقاءات مع المسؤولين الدوليين، وتمكن من بناء تحالفات مع قوى إقليمية ودولية تدعم قضيته، مما زاد من وزنه السياسي.
" تحديات"
لقد حقق المجلس إنجازات مهمة في إبراز القضية الجنوبية على الساحة الدولية، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة على المستوى الخارجي والداخلي، اذ يتعرض لضغوط خارجية من قبل بعض القوى ، وعلى المستوى الداخلي يواجه تحديات اقتصادية وأمنية الا انه قادر على تجاوزها من خلال توحيد صفوفه وكذا علاقاته مع الاقليم والدعم المقدم من دول التحالف العربي سياسيا وماليا وعسكريا.