اخبار وتقارير

الأربعاء - 27 نوفمبر 2024 - الساعة 09:10 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري

انطلقت في العاصمة الجنوبية عدن اليوم الأربعاء أعمال المؤتمر الدولي الأول لمكافحة المخدرات الموسوم ب"المخدرات وتداعياتها على فئة الشباب والمجتمعات" والذي يستمر على مدى يومين تحت شعار"مواجهة المخدرات مسؤولية تضامنية ملحة".
يعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في بحث ظاهرة المخدرات بعمق وأسبابها وطرق التوعية من مخاطرها وبمشاركة واسعة لخبراء محليين وعرب ودوليين.

وخلال التدشين اكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، الدكتور محمد سعيد الزعوري، على أهمية هذا الحدث باعتباره "مهمة وطنية وإنسانية جليلة" تهدف إلى التصدي لآفة المخدرات التي باتت تهدد الشباب والمجتمعات. وأشاد الزعوري بالدعم الكبير المقدم من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لإنجاح المؤتمر، الذي يُعد الأول من نوعه في العاصمة عدن.


بدوره ألقى رئيس المؤتمر، الأستاذ الدكتور فضل الربيعي، كلمة ترحيبية استعرض خلالها أهداف المؤتمر وأهميته. كما قدم الدكتور عبدالفتاح السعيدي، ممثلاً عن الجامعة الألمانية المستضيفة، كلمة أبرز فيها دور الجامعة في استضافة فعاليات تهدف إلى معالجة القضايا المجتمعية.

يهدف المؤتمر لتعزيز جهود التصدي للمخدرات التي باتت مشكلة متفاقمة تهدد أمن واستقرار المجتمعات محلياً وإقليمياً ودولياً،كما يبحث المؤتمر سبل مكافحتها والقضاء عليها،وكيفية مواجهة تجار المخدرات والمروجين لها.

ينظم هذا المؤتمر مركز دراسات الرأي(مدار) بالشراكة مع الجامعة الألمانية الدولية ومركز عدن للتوعية من خطر المخدرات بهدف تسليط الضوء على أبعاد ظاهرة المخدرات في المجتمع الجنوبي وتوحيد الجهود لمواجهتها وإيجاد حلول مستدامة للقضاء عليها نهائياً.


عمل مركز الدراسات والبحوث (مدار)على تنظيم المؤتمر والتنسيق والتواصل مع المؤسسات العلمية ومراكز البحوث والمنظمات المختصة المبادرات المجتمعية،وبدأت فكرة تنظيم المؤتمر في أوائل عام 2023م حيث برزت الحاجة إلى ضرورة مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات التي تفاقم انتشارها بصورة مخيفة.

أعلن عن المؤتمر رسمياً في وسائل الإعلام قبل حوالي 10 أشهر تقريباً،وقد لاقى الإعلان استجابة واسعة من قبل الباحثين والخبراء،كما نسقت اللجنة التحضيرية مع شركاء استراتيجيين من بينهم الجامعة الألمانية الدولية ومركز عدن للتوعية من خطر المخدرات.

*أهمية انعقاد المؤتمر


أتت فكرة تنظيم المؤتمر استجابة لمخاطر تفاقم ظاهرة المخدرات وتزايد أعداد المتعاطين لها خصوصاً الشباب الأمر الذي يجعل من إثارة النقاش وإقامة المؤتمرات الهادفة للتصدي لهذه الظاهرة ضرورة قصوى ومسؤولية تقع على عاتق العالم كله.
يسلط المؤتمر الضوء على ظاهرة تعاطي المخدرات وتشخيص أسباب انتشارها وطرق ترويجها وكذلك آثارها الكارثية صحياً واقتصادياً وأمنياً.
وبحسب تصريح الناشط في مجال التوعية من مخاطر المخدرات "وائل محمود" يمثل المؤتمر فرصة لتعزيز التعاون المشترك بين جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ومختلف الجهات المهتمة بمكافحة المخدرات من أجل البحث عن حلول فعالة ومستدامة للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تنتشر في بلدنا بشكل مخيف نتيجة لظروف الفقر والبطالة وانعدام وسائل الترفيه."

يهدف المؤتمر أيضاً لتحفيز الأبحاث العلمية والدراسات التي تناقش هذه المشكلة من جميع الجوانب وصولاً لصياغة حلول علمية وعملية تعمل على التقليل من مخاطر المخدرات على الشباب والمجتمعات.

*مشاركة محلية وعربية ودولية


يشهد المؤتمر حضوراً واسعاً ومشاركة فاعلة لعلماء وباحثين من جامعات محلية وعربية ودولية بما في ذلك جامعة عدن،وجامعة حضرموت ،وجامعة صنعاء، وجامعة بغداد ،وجامعة الموصل وجامعة القدس،وجامعة محمد خيصر الجزائرية.
تضم اللجنة العلمية 13 أستاذاً متخصصاً،وعلى طاولة المؤتمر 47 بحثاً علمياً منهم 11 بحثاً من دول عربية وأجنبية سيتم عرضها في المؤتمر عبر تقنية الزوم.

نائب مدير مكافحة المخدرات في شرطة العاصمة عدن إيهاب صالح قال في تصريح صحفي"أن استضافة العاصمة عدن لهذا المؤتمر الدولي الأول من نوعه أتت كحصيلة لنتاج جهود جبارة وعمل متواصل وحرص بالغ أولته المؤسسة الأمنية في الحرب على المخدرات التي تمثل السبب الرئيسي في تدمير المجتمعات وتفكك الأسر وضياع حياة الكثيرين".
وأضاف صالح أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وشرطة العاصمة عدن،ومكافحة المخدرات بالأحزمة الأمنية،ومكافحة المخدرات في محافظة أبين مشاركون في المؤتمر الدولي الأول الذي تجري فعالياته في العاصمة عدن إلى جانب مراكز الدراسات والبحوث المحلية والإقليمية والدولية والجامعات والأكاديميين والباحثين سواء من اليمن أو نظرائهم من مصر والعراق وفلسطين والسودان والجزائر والمغرب وباكستان ودول الخليج العربي وهولندا وبريطانيا.


بحسب المنظمون فإن المؤتمر يتناول ظاهرة المخدرات بعمق ويبحث في تفاصيلها من زوايا متعددة وأبعاد هذه الآفة وتأثيرها اجتماعياً على الفرد نفسه وعلى الأسرة والمجتمع.
كما يبحث في الجوانب الأمنية والقانونية وطرق مواجهة الاتجار بالمخدرات والتصدي لجرائمها.
يهتم المؤتمر أيضاً بدراسة الجوانب النفسية والتربوية ووسائل حماية الشباب والمراهقين وتعزيز وعيهم بمخاطر هذه الآفة القاتلة التي تدمر صحتهم ومستقبلهم.

يشكل المؤتمر الدولي الأول في العاصمة عدن خطوة موفقة وجريئة نحو مواجهة المخدرات والتوعية من مخاطرها التي باتت مشكلة متفاقمة تهدد حاضر ومستقبل المجتمعات.

على طاولة المؤتمر قدمت أكثر من أربعين ورقة بحثية وعشرات الدراسات العلمية والبحوث الميدانية والتجارب العملية والإحصاءات الرقمية لمناقشتها والتعليق عليها تمهيداً للوصول إلى أنسب الوسائل للقضاء على هذه الظاهرة والحد من تفاقمها.

*مشكلة عالمية


بحسب تصريح الدكتور فضل الربيعي فإن ظاهرة المخدارات باتت مشكلة متفاقمة تهدد العالم كله،مضيفاً أن الهدف من إقامة المؤتمر هو التوضيح أن ظاهرة المخدرات هي ظاهرة دولية وآفة عابرة للقارات تقلق العالم كله،وبالتالي فإن مناقشة هذه الظاهرة وبحثها لابد أن يكون من زاوية المنظور الدولي.

الربيعي أشار إلى أن"مواجهة المخدرات مسؤولية تضامنية ملحة أو بمعنى آخر أن الحرب على المخدرات ليست مسؤولية القطاعات المعنية بها فقط مثل الأمن والقضاء والنيابة لكنها مسؤولية المجتمع بصفة رئيسية "
وأضاف أيضاً"في اليمن نتعاطى مع هذه الظاهرة من خلال آخر وسيلة وهي الاعتقال وضبط المتعاطين والتجار وأهملنا ما قبلها متمثلة بإسلوب التنشئة من الروضة حتى المدرسة والجامعة والأسرة والمجتمع وصولاً للدولة.

*عدن تبتسم للعالم


تثبت العاصمة الجنوبية عدن أنها مدينة عالمية لا تموت مهما تكالبت عليها الظروف ودمرتها قذائف الأعداء وعاث فيها الحقد قتلاً وتدميراً وخراباً.
اليوم عادت عدن لتفتح ذراعيها وتستضيف المشاركين في المؤتمر الدولي الأول بمختلف جنسياتهم ولغاتهم وأديانهم وترحب بهم بكل حب وترحاب.

رغم حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة الجميلة،وكمية المؤامرات التي حاولت تسليمها للإرهاب وإغراقها بالدم والصراع والاقتتال والفوضى إلا أن عدن المدينة الإسطورية وأميرة البحر لا تموت.
خلال سنوات قليلة نهضت عدن من بين الركام كطائر الفينيق ولأنها مدينة السلام والتسامح والتعايش وقبلة الإنسانية فقد رفضت أن يحكمها القتلة والمجرمون وعصابات الإرهاب وأبت إلا أن تكون عاصمة للنور والحياة.
اليوم حضر كل هؤلاء ومن مختلف البلدان لأن عدن استعادت أمنها واستقرارها بحسب تصريح الدكتور فضل الربيعي الذي أكد أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في كونه المؤتمر الدولي الأول بعد الحرب،ونوع من تطبيع الأوضاع وإرسال رسالة للعالم أن مدينة عدن باتت آمنة ومستقرة ومستعدة لاستقبال العالم بكل حب وترحاب.