الإثنين - 02 ديسمبر 2024 - الساعة 09:45 ص بتوقيت عدن ،،،
4مايو/إرم نيوز
لولا الذاكرة لبدا أبو محمد الجولاني مشروع قائدٍ عصري مسكون بقيم الانسانية والانفتاح.. زعيم هيئة تحرير الشام وجّه رسالة إلى المقاتلين على الجبهات السورية المشتعلة في حلب و حماة يوصيهم من خلالها الالتزام بـ"القيم الإنسانية" مع المدنيين.. فماذا نعرف عن هذا الرجل الذي صنع اسمه في خضم الفوضى من العراق إلى لبنان وسوريا؟
ولد الجولاني واسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع أو أسامة العبسي الواحدي كما تقول بعض المصادر في دير الزور، ونشأ لاحقًا في مدينة إدلب حيث أتم دراسته الثانوية.. قيل إن أحلامه الأولى كانت أن يصبح طبيبًا، لكنه لم يكمل دراسته ففي عام 2003 مع غزو العراق لينتقل إلى هناك وينضم إلى تنظيم "القاعدة" تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.
بدأ الجولاني مسيرته القتالية في العراق ليصبح لاحقًا شخصية بارزة في التنظيم.. تنقّل بعدها بين العراق ولبنان حيث أشرف على تنظيم جند الشام، قبل أن يُعتقَل من قبل القوات الأمريكية.. واللافت أنه أطلق سراحه لاحقًا ليعود أقوى إلى المشهد.
مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011 أسّس الجولاني فرعًا للقاعدة في سوريا تحت اسم جبهة النصرة التي سرعان ما تحوّلت إلى لاعب رئيسي في الصراع السوري.. وفي عام 2016 أعلن فك ارتباطه بتنظيم القاعدة وأسس مع فصائل أخرى هيئة تحرير الشام ليصبح قائدها الأعلى.
في 2014 ظهر في بيان صوتي يدعو إلى قتال الولايات المتحدة وحلفائها، لكنه في مقابلة عام 2021 مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث أعلن تغيير موقفه وقال "نحن لا نريد تهديد الغرب كنا ننتقد السياسات الغربية، ولكن الهجمات على الدول الغربية ليست هدفنا".
وصفه البعض وقتها بأنه يقدّم فروض الطاعة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علها تقبل "توبته" وتشطب اسمه واسم "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب.
ففي 2013 صنّفت الولايات المتحدة الجولاني كإرهابي عالمي وأعلنت عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، ومع ذلك بقي الرجل حاضرًا بقوة في المشهد السوري حتى أن مظاهرات عديدة خرجت في إدلب مطالبة برحيله خلال هذا العام.. ليعود إلى الواجهة مع تجدد نشاط هيئة تحرير الشام في معارك حلب وحماة أخيرًا..
وفي خضم الحرب وردت تقارير عن استهدافه في غارة روسية، ما أثار التساؤلات حول مصيره وما إذا كان سيواصل لعب دور محوري في الصراع، أم أن رحلته الطويلة والغامضة تقترب من نهايتها.