الخميس - 19 ديسمبر 2024 - الساعة 09:59 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ د. أمين العلياني
يقع على عاتق ناشطي ورواد وسائل الإعلام الجنوبي اليوم مسؤولية كبيرة، ويجب على من ينتمي إلى الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي أرضًا وإنسانًا وهوية وانتماء أن يتحمل مسؤوليته في المحافظة على القيم الأصيلة، والعادات الحميدة، والتقاليد الأعراف الجنوبية الشعبية، واللغة والهوية، والتراث، والسلام الاجتماعي والتعايش الديني، والمتاحف والمحميات والمنتزهات وغيرها؛ بوصفها ركائز وأعمدة تجسد الوعي الحضاري وتمنح صورة مشرقة للمجتمع الجنوبي حالًا ومستقبلًا.
ومن هنا يتحتم على دور الإعلام الجنوبي ووسائله وأنواعه المختلفة أن تؤدي دورها الكبير والمأمول في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، وفئات المجتمع عامة من جهة أخرى، على وفق نسق رسالة ثقافية إيجابية، يستوعبها العقل، ويترجمها السلوك ويحس باعتزازها الوجدان، فالإعلام كوسيلة بات اليوم سلاحًا ذا حدين، إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم الأصيلة والعادات الحميدة والتقاليد والأعراف والمظاهر السليمة والحضارية، وإما أن يكون معول هدم لها، ومن هذا المنطلق يقع على عاتقنا كفئات مجتمعية مثقفة ومتعلمة أولًا وقيادات جنوبية ثانيًّا وإعلام جنوبي حديث وفاعل ومؤثر ثالثًا مسؤولية الحفاظ وعلى انتقاء ما يناسب ويجسد، وينشر على الإعلام المسموع والمرئي المقروء ويشجع على منافذ التنوير المعرفي، وتطوير الوعي الثقافي الوسطي، ويجعل ما يعرض في شتى وسائل الإعلام من إذاعة أو تلفاز أو غيرهما، يكون في الأخير الهدف منه هو الحفاظ على النسيج الاجتماعي والتعايش الديني والانفتاح الثقافي وصون المجتمع من كل تلك الآفات التي دمرت المجتمعات العربية إلى اليوم وهي الفئوية والتمزق والعنصرية والطائفية والمذهبية والتطرف والإرهاب والعصبية القبيلة.
لقد أصبح دور الإعلام بمختلف ووسائله ومنصاته الاجتماعية اليوم في المجتمعات العربية عامة وجنوبنا الحبيب خاصة ضروريًا وجوهريًّا أن يؤدي دورًا رئيسًا في بناء الوعي المعرفي والثقافي، ويسهم في بناء فئات المجتمع على التعايش البناء؛ لأن الإعلام بعد أن أصبح سلطة رابعة وصار ركنًا أساسيًّا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأفراد الفئات والمؤسسات في المجتمع.
ومن هنا باتت الحاجة موجبة علينا جميعًا أولًا من دون استثناء ومن بعد ذلك تكون المؤسسات القائمة على الإعلام ذاته ثانيًّا نحو المجتمع والإسهام الواعي في بناء بنياته المجتمعية بنـاءًا مهمًا يقوم على الوعي الجماهيري، وتوجيه المجتمع نحو انتقاء المحتويات الإيجابية والقيام الأصيلة والمفيدة، وتشجيع أبنائه على المشاركة في تقديم وتطوير أساليب تفكيرهم نحو التماسك والتكاتف ونبذ العنصرية والوقوف الحازم تجاه دعاتها، وترشيد الخطاب الديني الذي يخدم المجتمع يرشده من عدم الانحراف والتطرف والإرهاب والتحريض ضد جنوبنا الحبيب.
ويجب على نشطاء دور الإعلام الجنوبي أن لا ينساقوا وراء ما تنشره آلات الإعلام المعادي وما ينشروا من إشاعات الهدف من شأنها تزييف الوعي المعرفي ضد مجتمعنا وقيمنا الجنوبية المدنية، وسماحة ديننا الوسطي، أو مما ينشره أعداء الجنوب بهدف هدم كيانات المجتمع الجنوبي الواحد المنضوية تحت قيادة رئيس مجلسنا الانتقالي الجنوبي أو إضعاف عزائم الشعب المؤمن بنصرة قضيته الجنوبية السياسية والحق المشروع في استعادتها بحدود ما قبل عام 1990م. لأن ذلك يعد خيانة وطنية كبرى بحق الجنوب وشعبه ومشروعه النضالي ودماء الشهداء وأنين وإعاقات الجرحى والآلام الفقراء وما عانوا ويعانونه إلى اليوم؛ لكن أدركوا حجم المؤامرات على قضيتهم العادلة فصبروا لثقتهم بممثلها الشرعي وهو المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة القائد الرمز عيدروس بن قاسم الزبيدي الذي قاده بثقة واقتدار وإجماع وتفويض شعبي منقطع النظير وأصبح مجلسنا الانتقالي الجنوبي الحصن الوحيد المدافع عن مبادئ قضيتنا وعدالة مشروعها في التحرير والاستقلال بعد أن عرف الشعب الجنوبي ما يتعرض له الجنوب الحبيب من ممارسات وضغوطات مركبة ومعقدة ومن أطراف متعددة، بهدف أن يتراجع أو يتخلي عن مشروعه التحرري واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية.
وللحديث بقية يتبع (5)