اخبار وتقارير

الإثنين - 13 يناير 2025 - الساعة 09:45 ص بتوقيت عدن ،،،

4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة


يحتفل أبناء الجنوب في كل عام بذكرى التصالح والتسامح الجنوبي، وهي المناسبة التي تحولت من ذكرى أليمة إلى حدث وطني عظيم يعكس عمق الوعي والإرادة الجنوبية. ان التصالح والتسامح ليس مجرد شعار، بل هو مبدأ حضاري وإرث أخلاقي ووطني عظيم، سيظل أساسًا ثابتًا لنضال شعب الجنوب حتى استعادة دولتهم الجنوبية الفيدرالية المستقلة وعاصمتها عدن. وتأتي الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس هذا المشروع العظيم لتؤكد وحدة الصف الجنوبي، التي أصبحت الحصن المنيع أمام كل المخططات الهادفة إلى تقويض تطلعات شعب الجنوب.



-محطة تاريخية وشعلة مستدامة

في 13 يناير 2006، وُقّع اتفاق التصالح والتسامح الجنوبي في العاصمة عدن، ليصبح محطة تاريخية بارزة في مسيرة الجنوب. هذا الاتفاق أنهى رهان الأعداء على استمرار الصراعات الداخلية، وحوّل ذكرى الانقسام إلى مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية.
لقد أرسى التصالح والتسامح الجنوبي أسساً جديدة للعمل الوطني الجنوبي، حيث تجاوز الجنوبيون جراح الماضي الأليم، وبدأوا بتعزيز الأخوة والوئام بين كافة أطياف المجتمع الجنوبي. ومن خلال هذا المشروع الوطني الجنوبي، أُعيد الأمل لشعب الجنوب بتحقيق تطلعاته في استعادة دولته الجنوبية المستقلة.

-ثمار التصالح والتسامح تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي

من أبرز ثمار التصالح والتسامح الجنوبي كان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصبح الحامل السياسي والمفوض الشرعي لقضية الجنوب. يقود المجلس، برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، نضال شعب الجنوب بإرادة صلبة نحو تحقيق أهداف الثورة الجنوبية. ونجح في ترجمة مبادئ التصالح والتسامح إلى عمل فعلي، معززًا وحدة الصف ومجابهًا كل محاولات شق النسيج المجتمعي الجنوبي. هذا المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن مجرد هيئة سياسية، بل جسّد وحدة الإرادة الشعبية الجنوبية، وحقق إنجازات سياسية ودبلوماسية وعسكرية أعادت للجنوب مكانته وقراره.


-ثمرة إرادة شعبية

جاء التصالح والتسامح استجابةً لوعي أبناء الجنوب بخطورة الانقسامات الداخلية التي استغلها الاحتلال اليمني لإضعاف قضية شعب الجنوب. ومن خلال هذا المشروع، تمكن الجنوبيون من تحويل ذكرى ألم وشقاق إلى مناسبة للوئام والتقارب والعمل المشترك، مما أرسى قاعدة صلبة لتحقيق تطلعاتهم السياسية. ويؤكد الجنوبيون اليوم أن سر انتصارهم يكمن في تلاحمهم، وأن التصالح والتسامح كان السلاح الأقوى لمواجهة كافة المؤامرات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي استهدفت إرادتهم الحرة.


-المجلس الانتقالي الجنوبي.. حامي الوحدة الجنوبية وحامل القضية

من أبرز ثمار التصالح والتسامح الجنوبي كان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصبح الحامل السياسي والمفوض الشرعي لقضية الجنوب. يقود المجلس، برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، نضال شعب الجنوب بإرادة صلبة نحو تحقيق أهداف الثورة الجنوبية. ونجح في ترجمة مبادئ التصالح والتسامح إلى عمل فعلي، معززًا وحدة الصف ومجابهًا كل محاولات شق النسيج المجتمعي الجنوبي. هذا المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن مجرد هيئة سياسية، بل جسّد وحدة الإرادة الشعبية الجنوبية، وحقق إنجازات سياسية ودبلوماسية وعسكرية أعادت للجنوب مكانته الإقليمية والدولية وقراره.
ويؤكد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أن المجلس لن يسمح بأي تسويات سياسية لا تلبي تطلعات شعب الجنوب، مؤكدًا أن الجنوب هو حجر الزاوية في أي حل سياسي للأزمة اليمنية.
كما ظل المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، متمسكًا بمبدأ التصالح والتسامح، وحريصًا على وحدة الصف الجنوبي. هذا الحرص ظهر جليًا في توجيه القيادات الانتقالية للتحضير لإحياء ذكرى التصالح والتسامح في كل محافظات الجنوب، تأكيدًا على أن الجنوب بكل ولكل أبنائه.
ويواصل المجلس الانتقالي الجنوبي العمل مع دول التحالف العربي والعالم لمواجهة العبث الحوثي والإيراني بأمن المنطقة، مؤكدًا التزامه بالتصدي لكافة التحديات التي تستهدف النسيج الجنوبي.


-التصالح والتسامح طريق للوحدة الجنوبية

يعتمد الجنوب اليوم على تعزيز قيم التصالح والتسامح كركيزة أساسية للوحدة الوطنية الجنوبية. فقد أدرك الجنوبيون أنهم وصولهم لهدفهم المنشود باستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية لن يتحقق إلا بتلاحمهم ورص صفوفهم. إن سلسلة الحوارات الشاملة التي جمعت مختلف أطياف الجنوب أثمرت في تعزيز ثقافة الإخاء الوطني، ونجحت في إفشال محاولات شق الصف الجنوبي.


-التحديات أمام مشروع التصالح والتسامح

لا تزال قضية الجنوب تواجه العديد من التحديات، أبرزها المؤامرات التي تهدف إلى إنهاك الشعب وحرف مسار قضيته. ومع ذلك، يستمر أبناء الجنوب في تعزيز قيم التصالح والتسامح، مما يجعلهم أكثر قدرة على التصدي لهذه التحديات.
محاولات شق الصف: تعرض الجنوب لمحاولات زرع الفتن بين مكوناته الاجتماعية، إلا أن وحدة الصف الشعبي كانت دائمًا الرد الحاسم أمام هذه المحاولات.
كذلك تسعى قوى الاحتلال اليمني إلى استغلال الثغرات لزرع الفتنة بين أبناء الجنوب.
الأزمات السياسية والاقتصادية: يسعى الاحتلال اليمني إلى استخدام الأزمات كوسيلة للضغط على الجنوب، لكن الوعي الشعبي والإرادة السياسية أثبتا أنهما قادران على تجاوز هذه الأزمات. وتُمارس هذه الأزمات المفتعلة على الجنوب في محاولات إنهاكه سياسيًا واقتصاديًا لإضعاف إرادته الحرة.
المؤامرات الخارجية: تستهدف زعزعة الاستقرار الجنوبي عبر دعم الجماعات الإرهابية واستخدام الإعلام المغرض.


-الصمود الجنوبي رسالة الأمل والإرادة

على الرغم من التحديات، يواصل أبناء الجنوب مسيرتهم نحو تحقيق أهدافهم. ويدرك شعب الجنوب اليوم أن الشعوب الحرة لا تخضع للظلم، وأن إرادة الشعوب لا تُقهر. إن التصالح والتسامح الجنوبي أصبح درعًا حصينًا تنكسر عنده كل المؤامرات. ففي كل شبر من أرض الجنوب، اختلطت دماء أبنائه، مجسدة أعظم معاني اللحمة الوطنية الجنوبية.


-ذكرى التصالح والتسامح إرث حضاري لشعب عظيم

في الذكرى التاسعة عشرة للتصالح والتسامح، يحتفي أبناء الجنوب بهذا الحدث التاريخي الذي شكل نقلة نوعية في مسيرتهم الوطنية. الفعاليات التي تقام في جميع محافظات الجنوب ليست مجرد احتفالات، بل تجديد للعهد بمواصلة النضال ونهج مستدام حتى استعادة الدولة الجنوبية وبناء نظام فيدرالي يحقق طموحات الشعب. ومن خلال هذا المشروع، استطاع الجنوب تجاوز المحن، وترسيخ إرث حضاري يعكس وعيه الوطني والأخلاقي.


-ثمار التصالح والتسامح.. شواهد على النجاح

الحراك الجنوبي: انطلق الحراك الجنوبي بفضل التصالح والتسامح، موحدًا صفوف الجنوبيين نحو هدف استعادة الدولة الجنوبية.
الانتصارات العسكرية: أثبتت حرب 2015 أهمية الوحدة الجنوبية، حيث تداعى أبناء الجنوب للدفاع عن أرضهم، محققين انتصارات عسكرية تاريخية.
اللحمة الوطنية الجنوبية: عزز التصالح والتسامح من قوة التلاحم الاجتماعي، مما أسهم في تعزيز الأمن والاستقرار وفتح آفاق جديدة للتعاون بين مختلف مكونات المجتمع الجنوبي.



-رؤية نحو المستقبل

يدرك أبناء الجنوب أن وحدة الصف وتلاحم الجهود هما السبيل الوحيد لتحقيق أهدافهم. التصالح والتسامح ليس مجرد ذكرى، بل مشروع مستدام يعكس وعي الشعب الجنوبي بأهمية التكاتف لمواجهة التحديات.
ومع استمرار المجلس الانتقالي الجنوبي في قيادة النضال، يتجدد الأمل في بناء دولة جنوبية فيدرالية، قائمة على العدالة والمساواة، وعاصمتها عدن
وفي ظل القيادة الحكيمة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يمضي أبناء الجنوب قدمًا نحو استعادة دولتهم المستقلة. التصالح والتسامح الجنوبي سيظل الركيزة الأساسية لتحقيق تطلعات شعب الجنوب، والدفاع عن هويته وحقوقه.

إن ما يجمع الجنوبيين اليوم هو أكثر من مجرد هدف سياسي؛ إنها إرادة شعب وقضية وطن. وبينما يحتفل شعب الجنوب بهذه الذكرى العظيمة، يثبت للعالم أجمع أن قوة الشعوب تكمن في وحدتها، وأن إرادة الجنوب لن تنكسر حتى تحقيق الاستقلال وبناء الدولة الفيدرالية المنشودة.