الإثنين - 03 مارس 2025 - الساعة 12:00 ص بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ منير النقيب
تحيي جزيرة سقطرى وأبناء الجنوب في الثالث من مارس من كل عام اليوم العالمي للغة السقطرية، احتفاءً بهذا الإرث اللغوي الفريد الذي يجسد الهوية الثقافية العريقة لسكان الجزيرة. وتأتي هذه المناسبة تأكيدًا على أهمية الحفاظ على اللغة السقطرية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من التراث الجنوبي، وسجلًا حيًا يحفظ التاريخ والهوية الثقافية للسقاطرة عبر الأجيال.
اللغة السقطرية: كنز لغوي فريد
تنتمي اللغة السقطرية إلى اللغات السامية الجنوبية، لكنها تتميز بمفرداتها الخاصة التي لا توجد في أي لغة أخرى، مما يجعلها لغة فريدة تحمل إرثًا ثقافيًا غنيا. ورغم عدم وجود نظام كتابي رسمي لها، إلا أنها استمرت في الانتقال شفهيًا من جيل إلى جيل، ما يجعلها عرضة لخطر الاندثار في ظل التغيرات الاجتماعية والعولمة.
جهود الحفاظ على اللغة السقطرية
تجسد توجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي في توثيق وحماية اللغة السقطرية اهتمام القيادة الجنوبية بالهوية الثقافية للجنوب، حيث أكد مرارًا أهمية دعم جهود الحفاظ عليها باعتبارها جزءًا من التنوع اللغوي والحضاري الجنوبي. كما لعب محافظ سقطرى رأفت الثقلي دورًا بارزًا في دعم المشاريع الثقافية الهادفة إلى حماية هذه اللغة من الضياع.
التحديات التي تواجه اللغة السقطرية
تعاني اللغة السقطرية من تحديات كبيرة، أبرزها:
• عدم وجود نظام كتابي رسمي لها، مما يجعلها مهددة بالاندثار.
• تراجع استخدامها بين الأجيال الجديدة بفعل العولمة والتغيرات الاجتماعية.
• قلة المبادرات المؤسسية لتوثيقها وتعليمها في المناهج الدراسية.
دعوات لتعزيز جهود التوثيق والتعليم
في ظل هذه التحديات، تتعالى الدعوات لدعم المبادرات الثقافية الرامية إلى توثيق اللغة السقطرية وتعليمها، سواء من خلال إدراجها في المناهج التعليمية أو عبر وسائل الإعلام والبرامج الثقافية. فاللغة السقطرية ليست مجرد لهجة، بل لغة مستقلة ذات نظام لغوي متكامل يشمل الأفعال والضمائر والتراكيب النحوية، مما يعكس عمقها اللغوي وثراءها التاريخي.
رسالة اليوم العالمي للغة السقطرية
يعد اليوم العالمي للغة السقطرية فرصة لإعادة إحياء هذا الإرث اللغوي، والتأكيد على مسؤولية أبناء سقطرى والجنوب في الحفاظ عليها. فبدعم القيادة السياسية ووعي أبناء الجزيرة، ستظل هذه اللغة موروثًا ثقافيًا نابضًا بالحياة، يحمل بين كلماته تاريخ الأجداد وأصالة التراث الجنوبي.