الرئيس الزُبيدي: المليشيات الحوثية ستظل مصدر تهديد لأمن المنطقة ما لم يتم القضاء عليها بشكل كامل.. انفوجرافيك

البيان الختامي الصادر عن اللقاء الاستثنائي لأعضاء رئاسة وقيادات حلف قبائل حضرموت

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يتفقد مشروع كلية التربية والعلوم الإنسانية والتطبيقية بمحافظة أرخبيل سقطرى



اخبار وتقارير

الأربعاء - 26 مارس 2025 - الساعة 10:17 م بتوقيت عدن ،،،

4مايو/تقرير خاص-محمد الزبيري


في ظل أجواء فرائحية واحتفالية يعيش الشعب الجنوبي اليوم الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي وقوات صالح، وهي ذكرى سطّر فيها أبطال المقاومة الجنوبية أروع ملاحم البطولة والتضحية، مقدمين أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن أرضهم وهويتهم.

لقد كانت معركة التحرير محطة فارقة في تاريخ الجنوب، حيث جسدت وحدة الصف الجنوبي وصمود أبنائه في وجه آلة الحرب الحوثية التي حاولت فرض سيطرتها بالقوة.

لم يكن هذا الانتصار الجنوبي ليتحقق لولا الإرادة الصلبة للمقاومين الأحرار، والدعم الأخوي الصادق من التحالف العربي، وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين قدموا السلاح والدعم اللوجستي والغطاء الجوي الحاسم في معركة التحرير، مما عزز قدرة المقاومة على دحر الغزاة وتطهير عدن من قوى الظلام.

اليوم، وبعد مرور عشر سنوات على هذا النصر العظيم، تعيش عدن واقعًا جديدًا رغم التحديات، حيث مثل التحرير نقطة انطلاق نحو استعادة القرار الجنوبي، وتعزيز الأمن والاستقرار، وإرساء مداميك بناء الدولة الجنوبية المنشودة.
كما كان للمجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل السياسي للقضية الجنوبية، دور محوري في حماية مكتسبات التحرير والعمل على تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته.

*عدن: ذكرى التضحيات والانتصارات

تمر اليوم الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة الجنوبية عدن من ميليشيات الحوثي في يوليو 2015، ذلك الحدث الذي شكل نقطة تحول في مسار الحرب الدائرة في اليمن منذ انقلاب الميليشيات على الشرعية في سبتمبر 2014. عشر سنوات مضت، حافلة بالتحولات السياسية والعسكرية والاقتصادية، تحققت فيه الكثير من أهداف التحرير وعانت فيه المدينة من العديد من الأزمات والمشاكل المفتعلة

*السياق التاريخي لمعركة التحرير

في مارس 2015، اجتاحت ميليشيات الحوثي العاصمة عدن بدعم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وسط قصف عنيف وأعمال قمع ضد المدنيين، مما دفع المقاومة الجنوبية للتصدي لها.
وبرغم افتقار المقاومة في البداية للتسليح الكافي، إلا أنها نجحت في تشكيل قوة عسكرية استماتت في الدفاع عن العاصمة وقدمت الكثير من التضحيات في ظل فارق التسليح والخبرة العسكرية.

في 26 مارس 2015، أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بدء "عاصفة الحزم" لدعم الشرعية اليمنية، وشكل هذا التدخل نقطة تحول حاسمة في معركة عدن. تصاعدت المواجهات بين المقاومة الجنوبية وميليشيات الحوثي، حيث خاضت الأحياء العدنية معارك ضارية استمرت حتى يوليو من العام نفسه.

"لم تكن معركة عدن مجرد صراع عسكري، بل كانت مقاومة شعبية حقيقية ضد مشروع الهيمنة الحوثية"، يقول القائد الميداني في المقاومة الجنوبية، العقيد حسن عبدالله، أن "القتال كان في كل شارع وحارة، وساهمت روح الفداء والتكاتف المجتمعي الجنوبي ثم دعم قوات التحالف العربي في تحقيق النصر".

*مراحل التحرير

كانت السيطرة على مطار عدن الدولي في مديرية خورمكسر نقطة انطلاق عمليات التحرير. بعد أسابيع من القتال العنيف، تمكنت المقاومة الجنوبية، بدعم جوي مكثف من طيران التحالف، من استعادة المطار في منتصف يوليو 2015، مما شكل ضربة قاصمة للحوثيين.

في نفس التوقيت، نجحت المقاومة في تحرير ميناء المعلا الاستراتيجي، ما ساعد في تأمين وصول الإمدادات الإنسانية والعسكرية وتضييق الخناق على المليشيات الحوثية التي بدأت تستشعر أنها وقعت في كماشة لتبدأ في التضعضع والتفكير في الهروب قبل أن تغلق المقاومة الجنوبية كل المنافذ وتقطع طرق الانسحاب أمام المليشيات.

بعد السيطرة على خورمكسر والمعلا، توجهت المعارك إلى أحياء كريتر والتواهي، حيث شهدت الأخيرة واحدة من أشرس المواجهات بسبب التحصينات الحوثية.
وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان الموافق ال17 يوليو 2015، أعلن تحرير عدن بالكامل، لتصبح أول مدينة جنوبية تتحرر من الحوثيين كلياً من عصابات الحوثيين.

*عاصفة الحزم:الإمارات والسعودية وقفة للتاريخ


لعبت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول التحالف العربي دورًا محوريًا في تحرير العاصمة عدن من ميليشيات الحوثي في عام 2015.
ضمن مشاركتها في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمًا عسكريًا كبيرًا للمقاومة الجنوبية، من خلال الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين، إضافة إلى إنزال معدات عسكرية ساهمت في تعزيز قدرات المقاومة الجنوبية ورفعت من معنويات المقاتلين الذين شعروا أن هناك حليف صادق يقف إلى جانبهم بالعتاد والرجال والإمكانيات العسكرية والدعم اللوجيستي

قامت الإمارات بتسليح وتدريب أفراد المقاومة الجنوبية، مما ساهم في رفع كفاءتهم القتالية وتمكينهم من تحرير عدن في يوليو 2015 كما شاركت قوات النخبة الإماراتية بشكل مباشر في العمليات البرية، خصوصًا في تأمين المواقع الاستراتيجية مثل مطار عدن والميناء.


*شهداء الإمارات في معركة تحرير عدن

قدمت الإمارات عددًا من الشهداء خلال عملياتها العسكرية في عدن واليمن عمومًا، وكان أبرزهم الشهيد عبد العزيز الكعبي الذي سقط في مواجهة مباشرة مع المليشيات الحوثية أثناء معركة تحرير مطار عدن وكذلك الشهيد سلطان محمد الكتبي – قائد ميداني إماراتي استشهد أثناء تأدية واجبه في دعم القوات الجنوبية لتحرير العاصمة عدن

بعد التحرير، لعبت الإمارات دورًا كبيرًا في إعادة تأهيل عدن من خلال إعادة تشغيل المطار والميناء وترميم ما دمرته الحرب وخلال فترة وجيزة عاد المطار لاستقبال الطائرات فيما عاد النشاط الملاحي لميناء عدن.

ركزت دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة فرض الأمن والاستقرار وبناء المرافق الأمنية من خلال تأسيس قوات الحزام الأمني وإعادة تفعيل اقسام الشرطة والأمن

قدمت الإمارات ملايين الدولارات لتأهيل محطات الطاقة الكهربائية وإعادة ترميم خطوط النقل وبفضل دعمها السخي عاد النور إلى العاصمة والمحافظات المجاورة بعد أن دمر الحوثيون محطات الكهرباء في عدن.
كان للإمارات العربية المتحدة بصمة واضحة في تحرير عدن، سواء على المستوى العسكري أو الإنساني، وقدمت شهداء ضحّوا بحياتهم من أجل دعم استقرار المدينة وإنهاء الاحتلال الحوثي لها.

*ما بعد التحرير
مثلت عودة مؤسسات الدولة والحكومة إلى العاصمة عدن بعد التحرير، أصبحت عدن مقرًا للحكومة الشرعية، كما استأنفت الموانئ والمطارات أعمالها.

بفضل الدعم الإماراتي السخي تم إعادة بناء الأجهزة الأمنية: تأسيس قوات الحزام الأمني والقوات الجنوبية، ما ساهم في تحسين الوضع الأمني بشكل كبير.

كان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وما حققه للقضية الجنوبية أبرز انجازات التحرير حيث خرج الشعب الجنوبي في الرابع من مايو 2017 ليفوض القائد عيدروس الزبيدي لتأسيس كيان جنوبي يعبر عن تطلعات الشعب الجنوبي وحقه في الحرية والاستقلال.

تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزبيدي من تحقيق انجازات كبرى خلال فترة قصيرة من تأسيس المجلس حيث استطاع الزبيدي انتزاع اعتراف التحالف العربي بالمجلس الانتقالي الجنوبي كما تمكن من وضع القضية الجنوبية على طاولة المجتمع الدولي وبنى شبكة علاقات واسعة مع العديد من الدول والمنظمات الدولية واقناعها بعدالة القضية الجنوبية.
داخلياً أعاد المجلس الانتقالي الجنوبي بناء قوات الجيش والأمن بحيث أصبح للجنوب اليوم جيشاً مدرباً تمكن من تحقيق انتصارات ساحقة على المليشيات الحوثية وتمكن من تأمين حدود الجنوب والقضاء على التنظيمات الإرهابية

في الجانب الأمني نجحت قوات الأمن في فرض الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وأصبحت المدن الجنوبية نموذجاً للأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع.

*الذكرى العاشرة لتحرير عدن وضربات أمريكيا ضد الحوثيين


تزامناً مع الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن من الحوثيين تشن الولايات المتحدة الأمريكية، بالتنسيق مع حلفائها، ضربات جوية جديدة استهدفت مواقع ومخازن أسلحة تابعة لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في خطوة تهدف إلى تحجيم القدرات العسكرية لهذه الجماعة التي باتت تشكل تهديدًا للملاحة الدولية وأمن المنطقة.
المجلس الانتقالي الجنوبي رحب بهذه الضربات، معتبرًا أنها خطوة ضرورية لوقف التهديدات الحوثية التي تستهدف استقرار اليمن والمنطقة.
وأكد المجلس، في بيان رسمي، أن مليشيات الحوثي ليست خطرًا على اليمن فحسب، بل على الأمن الإقليمي والدولي، خاصة بعد تصعيدها الأخير في البحر الأحمر واستهدافها للسفن التجارية، مما استدعى تدخلًا دوليًا لردع هذه التهديدات.

تأتي هذه الضربات الجوية بالتزامن مع الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي في يوليو 2015، عندما خاضت المقاومة الجنوبية معارك شرسة لطرد المليشيات التي اجتاحت المدينة وحاولت فرض سيطرتها بالقوة. وكان الجنوب سباقًا في مقاومة المشروع الحوثي، مقدمًا التضحيات الجسام في سبيل استعادة أرضه وحريته.

المعارك التي خاضها الشعب الجنوبي ضد المليشيات الحوثية منذ العام 2015 اكدت أن الشعب الجنوبي كان في طليعة المواجهة ضد الحوثيين منذ اللحظات الأولى، حيث لم يكن الصراع مجرد معركة عسكرية، بل معركة وجود ودفاع عن الهوية.
واليوم، بعد عقد من الزمن، تثبت التطورات أن الحوثيين ما زالوا يشكلون تهديدًا حقيقيًا يتطلب تحركًا حازمًا من المجتمع الدولي.

منذ سيطرتهم على صنعاء عام 2014، سعت مليشيات الحوثي إلى فرض واقع جديد بالقوة، مستخدمة الأسلحة الإيرانية والتكتيكات الإرهابية في البر والبحر. ومع توسع هجماتهم على السفن التجارية الدولية، بات واضحًا أن هذه الجماعة لم تعد مجرد مشكلة يمنية داخلية، بل تهديدًا عالميًا يتطلب ردًا دوليًا قويًا.

وفي الوقت الذي يقف فيه المجلس الانتقالي الجنوبي داعمًا لأي تحرك يحد من خطر الحوثيين، تظل ذكرى تحرير عدن شاهدًا على أن الجنوبيين كانوا الأوائل في هذه المعركة، وسيظلون في الصفوف الأمامية للدفاع عن أمن واستقرار المنطقة.

*مستقبل عدن بعد عقد من التحرير

يقول المحلل السياسي، الدكتور حسين لقور في تصريح سابق: أن"تحرير عدن كان خطوة أولى في مسار طويل، لكن الأهم هو تعزيز الإدارة المحلية وبناء اقتصاد مستقل يعزز من مكانة المدينة"
اليوم استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي إعادة تفعيل مؤسسات الدولة وعادت الحكومة للعاصمة بفضل جهود المجلس وقوات الجيش والأمن في تأمين العاصمة عدن.

فيما يرى الصحفي محمد عادل أن "عدن استطاعت رغم كل شيء أن تبقى صامدة، وهي تحتاج اليوم إلى إرادة سياسية قوية للنهوض بشكل أكبر" داعياً الشعب الجنوبي إلى الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي لفرض الإرادة الجنوبية.

*ماذا بعد؟ – آفاق المستقبل*

عشر سنوات مرت على تحرير عدن، وما زالت المدينة تواجه تحديات كبيرة
رغم الانتصار العسكري يبقى السؤال الأهم: هل يمكن تحويل هذا النصر إلى قاعدة صلبة لاستقرار وتنمية مستدامة؟ وهل يتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من فرض ارادة الشعب الجنوبي وانتزاع الاستقلال..الواقع يقول أن المجلس يسير بثبات رغم التحديات في طريق الاستقلال والأيام القادمة وحدها ستثبت ذلك.