الثلاثاء - 05 نوفمبر 2019 - الساعة 10:21 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / منير النقيب
تحدث مراقبون سياسيون حول توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.. مشيرين بأنه يعد خطوة أولى مهمة على طريق الحل الدائم الذي يوازن بين المكونات المناطقية والسياسية في مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أن قيمته حاليا تكمن في كونه أنهى نزاعا كان يمكن أن يقود إلى حرب أهلية تحول دون تحقيق الهدف الرئيسي في هذه المرحلة، وهو مواجهة الحوثيين الذين هم واجهة للنفوذ الإيراني في اليمن.
وفي حفل مراسيم قصير في قصر اليمامة بالرياض وقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، على اتفاق الرياض بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، ووفدي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المشاركين في حوار جدة الذي رعته الحكومة السعودية.
ووقع على الاتفاق من جانب الحكومة نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، فيما وقع عن الانتقالي الجنوبي عضو الوفد ناصر الخبجي، وهو ما انفردت “العرب” في تقارير سابقة بالكشف عنه.
وألقى ولي العهد السعودي كلمة قبيل بدء مراسيم التوقيع على اتفاق الرياض أشار فيها إلى الأهمية التي توليها القيادة السعودية للملف اليمني منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود. كما تحدث ولي العهد السعودي عن صدور توجيهات من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لرأب الصدع بين فرقاء الأزمة، مشيدا باستجابة الرئيس اليمني والمجلس الانتقالي للحوار الذي احتضنته مدينة جدة، قبل التوقيع على الاتفاق في الرياض.
واعتبر ولي العهد السعودي أن ما تم التوصل إليه من اتفاق يمثل بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والبناء والتنمية في الجنوب وشمال اليمن، موجها شكره لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على ما قدمته دولة الإمارات من تضحيات في اليمن.
وكشف الأمير محمد بن سلمان عن أن اتفاق الرياض سيفتح الآفاق أمام اتفاقات أوسع، ما عده مراقبون إشارة إلى اعتزام التحالف العربي بقيادة السعودية احتواء مكونات جديدة في الشرعية مثل حزب المؤتمر الشعبي العام على سبيل المثال.
وأكد ولي العهد السعودي على دعم بلاده للحل السياسي في اليمن على قاعدة المرجعيات الثلاث، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل شامل في اليمن بين الشرعية والحوثيين.
بدوره أكد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بأن توقيع اتفاقية الرياض يعتبر توقيعًا عادلًا، حافظ فيه على الثوابت الوطنية التي تضمنتها وثائق ومشروع المجلس الانتقالي الجنوبي السياسي والذي يحمل قضية شعب الجنوب.
وعبّر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، خلال تصريحه لصحيفة "الوطن" السعودية، عن سعادة المجلس باتفاق الرياض الذي رعته السعودية، مبينا «أن هذا الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة، وذلك لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا، ورفع المعاناة عن شعبنا، وكبح ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني».
وقال الرئيس الزبيدي: نثق بشكل مطلق في حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، لذلك كنا حريصين على نجاح وساطة المملكة وجهودها من أجل السلام".
وأكد الزبيدي إن المملكة اليوم تصنع سلاماً جديداً في المنطقة، في وقت بات الأمل فيه ضعيفا في إيجاد حلول للأزمات والقضايا العالقة في الشرق الأوسط. وأعتقد أن الحكمة والخبرة السياسية والثقل الإقليمي والدولي للمملكة كفيل برعايتها للحوارات وصناعتها للسلام في المنطقة، وللمملكة تاريخ مشرّف في رعاية جهود السلام".
وأضاف " نوقع اليوم على اتفاق عادل، حافظنا فيه على ثوابتنا الوطنية التي تضمنتها وثائقنا ومشروعنا السياسي كمجلس انتقالي جنوبي يحمل قضية شعب الجنوب، وبنفس الوقت أسسنا من خلال الاتفاق لآلية تنظم العلاقة بالشرعية وتعالج الأخطاء التي واكبت المرحلة السابقة، ومن اليوم سيتم توجيه وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمحاربة ميليشيات الحوثي. ولا شك أن تنفيذ اتفاق الرياض سيمكننا من تحقيق انتصارات جديدة ضد التمدد الإيراني".
كما رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، باتفاق الرياض الذي وقعته حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأكدت الإمارات في بيان لها صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، دعمها و مساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني و يسهم في استقراره و أمنه.
وأشادت الإمارات في بيانها ، بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التي كان لها الدور المحوري في جمع الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار و إنجاز هذا الاتفاق المهم الذي يعزز جهود مختلف المكونات اليمنية لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تستهدف اليمن.
ولفت البيان، إلى أن المملكة العربية السعودية تمثل ركيزة أساسية للأمن القومي العربي والخليجي.
و شدد البيان، على أهمية تكاتف القوى اليمنية و تعاونها وتغليب المصلحة الوطنية العليا للتصدي للمخاطر التي تتعرض لها اليمن وفي مقدمتها الانقلاب الحوثي.
ودعا البيان إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم اليمن خلال الفترة المقبلة ودعم استقراره والمساهمة في بناء اقتصاده، مجددا التزام الإمارات بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ودعم طموحاته المشروعة في التنمية و الأمن و السلام في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
و ثمنت الإمارات في بيانها جهود تحالف الحزم الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة و دوره في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها مجددة التزامها بهذه الشراكة .
كما أشاد الشيخ محمد بن زايد بجهود السعودية الكبيرة في توحيد الصف اليمني ودورها المحوري في التوصل إلى اتفاق الرياض”، وتمنى أن “يعم الخير والسلام ربوع اليمن وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية”.
وقال وزير الشئون الخارجية الإماراتي، الدكتور أنور قرقاش : " ان توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية يعتبر تاريخي بمعنى الكلمة.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على توقيع اتفاق الرياض الذي عقد اليوم بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.
وقال ترامب:" اتفاق الرياض بداية جيدة جدا وأدعو الجميع للسعي من أجل التوصل لاتفاق شامل".
بدوره هنئ المبعوث الاممي الخاص باليمن مارتن غريفيت المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية بمناسبة التوقيع على اتفاق الرياض.
واكد في بيان صادر عن مكتب المبعوث الاممي الى اليمن ان التوقيع على اتفاق الاتفاقية يمثل خطوة مهمه في الجهود الجماعية الرامية الى التوصل لتسوية سياسية لمة للنزاع في اليمن .
واضاف البيان : كما ان الاصغاء الى اصحاب العلاقة الجنوبيين المعنيين غاية في الاهمية للجهود السياسية المبذولة لاحراز السلام في الببلاد .
وعبر البيان عن امتنان غريفيت للمملكة العربية السعودية لتوسطها الناجح من اجل ابرام الاتفاقية ولجهودها الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها بدون كلل او ملل .
وتمنى ان تعزز هذه التفاقية الاستقرار في عدن وتوطده في المحافظات المحيطة بها وتنعكس تحسينا في حياة المواطنين .
وتأخرت مراسم التوقيع التي كان من المفترض أن تبدأ في الساعة الثالثة من مساء الثلاثاء لبعض الوقت بسبب ترتيبات فنية وتأخر وصول عدد من المدعوين.
وسادت أجواء من التفاؤل المشوبة بالحذر بين أوساط المكونات السياسية اليمنية التي تأمل أن ينجح الاتفاق في احتواء الخلافات والتباينات داخل معسكر الشرعية اليمنية في ظل تصاعد أصوات ما زالت تعمل ضد الاتفاق.
وقال الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى إن اتفاق الرياض راعى كافة الحساسيات التي أدت إلى الأزمة في عدن وبعض المحافظات الجنوبية في أغسطس الماضي. كما أحاط بكل شروط الحل الذي يسد الفجوات لاحتمال تكرار ما حدث ويضمن تنفيذ الحلول التي شملها الاتفاق من خلال تزمين تنفيذ كل نقطة وتشكيل لجنة للإشراف على التنفيذ وربط أي تحركات عسكرية بالتحالف العربي وهو ما يعزز كفاءة تحقيق الأهداف المشتركة في التصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وأضاف مصطفى في تصريح لوسائل الاعلام كان الاتفاق شاملا في محاوره العسكرية والأمنية والاقتصادية وما يتعلق بتفعيل دور مؤسسات الدولة وتصويب أدائها ورفع كفاءتها وتوسيع المشاركة فيها، إضافة إلى أن تضمين بنود الاتفاق مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الشرعية لأي مشاورات سلام ترعاها الأمم المتحدة سيعزز من كفاءة وفد الشرعية المفاوض ويقلص السيطرة الحزبية الأحادية من قبل طرف سياسي معين على مصادرة القرار السياسي اليمني ويخفف الضغوط من قبل ذاك الطرف على شخص رئيس الجمهورية”.
وعن أبرز العقبات والصعوبات التي تعترض تنفيذ بنود اتفاق الرياض اعتبر مصطفى أن العقبة الوحيدة المتوقعة هي عدم التزام جماعة الإخوان المسلمين بالتهدئة الإعلامية التي نص عليها الاتفاق واستمرارها بالتحريض ضده وضد التحالف العربي، لكنه أشار إلى أن ضمانات تنفيذ اتفاق الرياض أقوى من هذه العقبات.