الكثيري يرأس اجتماعاً لقيادة السلطة المحلية والقوات العسكرية والأمنية بالعاصمة عدن.. انفوجرافيك

الهيئة السياسية تعقد اجتماعها لدوري وتؤكد دعمها لحقوق أبناء حضرموت واستقرارها.. انفوجرافيك

الكثيري يترأس اجتماعًا استثنائيًا للوقوف على التحضيرات الجارية لفعالية حضرموت أولًا



اخبار وتقارير

الأربعاء - 06 نوفمبر 2019 - الساعة 11:07 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تحقيق/ نوال سالم باقطيان


يشكل الدوام الجزئي في مدراس العاصمة عدن أهم العوامل التي خلّفت مشكلة الازدحام الطلابي في المدارس الحكومية نتيجة عمليات النزوح من مناطق الاشتباكات وعودة معظم المغتربين إلى عدن، مما خلق معاناة كبيرة لأولياء الأمور الذين يشكون من تعطل العملية التعليمية وانخفاض عملية الاستيعاب للدروس لدى أولادهم؛ وخلّفت ظاهره الازدحام الطلابي آثارًا سلبية على واقع العملية التعليمية في مدارس عدن.
وأصبح المشهد التعليمي في عدن يعج بالعديد من القضايا الشائكة والمشاكل المستعصية، وكانت أبرز القضايا هي ازدحام الفصول الدراسية، حيث يصل أعداد الطلاب في أغلب الفصول إلى 100 طالب في الصف الواحد! وذلك نتيجة النزوح الكبير إلى العاصمة عدن مما نتج عنه تضخمًا سكانيًا بالإضافة إلى اعتماد مدارس عدن على دوام واحد فقط في الفترة الصباحية بعدما كانت تعتمد على دوامين صباحي ومسائي، مما شكل ضغطًا على المدارس في عدن.

أم آسيا أول المتحدثين قالت: "تعاني ابنتي - في الصف السابع - من مشكلة عدم الفهم والاستيعاب للدروس نتيجة ازدحام الطلبات في الصف الواحد، والمعلمة عندما تشرح الدرس تحدث فوضى، مما يعرقل إكمالها للشرح ويذهب الوقت بمحاولة السيطرة وضبط الصف، وأُضطر في المنزل لإعادة الشرح لابنتي ومتابعتها لتعويض النقص في المدرسة".
أم سلوى بدورها أكدت أن ازدحام الطالبات خلال هذا العام كبير جدا، مما يعرقل عملية إيصال المعلومات من قبل المدرس إلى الطالب. وأضافت: "ابنتي تدرس حاليا دروساً خصوصية (معلامة) لكي تستوعب الدروس، ولو كنت أملك دخلا كبيرا سوف أضم ابنتي إلى مدرسة خاصة بدلا من المدارس الحكومية والفوضى التي تعانيها".

*غياب المدرسين

ولطرح المشكلة على التربويين التقينا بوكيلة مدرسة إدريس حنبلة في منطقة القاهرة، الأستاذة/ ريم الصوفي، والتي تحدثت إلى صحيفة "4مايو" عن معاناة المدارس بالعاصمة عدن وعن ظاهرة الازدحام الطلابي في المدارس حتى تداعت باقي القضايا أمامنا، قائلة : "لديّ 15 فصلًا بالمدرسة وتستوعب مراحل من أولى ابتدائي إلى مرحلة الصف الخامس ابتدائي فقط، بينما كنا سابقا نستوعب جميع المراحل من الصف الأول إلى الصف التاسع، وحاليا يصل عدد الطلاب إلى 80 طالبًا خاصة في مرحلتي الرابع والخامس، لقد كان نظام الدوامين مرهقًا لنا، وهذه المدرسة الوحيدة المتواجدة في القاهرة وفي حي شعبي. ومن أبرز الصعوبات التي تواجهنا والتي تعيق العملية التعليمية هي غياب المعلمين، ولدينا معلمات صار لهن سنوات طويلة بالخدمة وبعد عام أو عامين سيتم إحالتهن إلى التقاعد وستصبح المدرسة بدون طاقم تدريسي! كما نعاني حاليا مشكلة في الوضع الصحي لطاقم التدريس المتواجد اليوم، كونهن صار لهن سنوات طويلة بالعمل وقد طغى عليهن التعب والمرض، ومرات كثيرة نعاني مشكلة الغياب للمدرسات ووزارة التربية والتعليم لم تعتمد لنا البديل للطاقم القديم الذي قد يغادر المدرسة في أي وقت للتقاعد".
وأضافت الأستاذة ريم: "كان لدينا مدرسات متطوعات إحداهن ظلت معنا 15 عاما وتم استيعابها مؤخراً من المنظمة واعتمد لها راتب 30 ألف ريال يمني من المنظمة، وتم ضمها إلى مدرسة أخرى وهي سالم بارباع، وهذا الوضع اضطرني إلى الاجتماع بمجلس أولياء الأمور من أجل التعاون معنا في تأمين رواتب للمتطوعات من المدرسات واللواتي يحصلن على مرتباتهن عبر مجلس أولياء الأمور".
وتابعت قائلة: "وللأسف الشديد يتم استخراج أوراق من مكتب التربية والتعليم، وفي بداية كل عام يأتي العديد من الطلاب بأوراق اعتمادهم إلى المدرسة على الرغم من المعلومات بعدد الطلاب التي نزودهم بها".
وأشارت إلى وجود مدارس يصل عدد الطلاب في صفوفها من 100 أو 120 طالباً وأن النقص في الطاقم التدريسي أجبرها على تغطية الحصص تعويضا عن النقص.
وقالت: " ليس لدينا هيئة مساعدة وليس لدينا مشرفة اجتماعيه ولا مشرفة صحية".

*مراعاة المعلم

وأكدت الأستاة ريم أن "الحل يكمن من خلال مراعاة دور المعلم وتوفير بيئة مدرسية تعليمية، وأن الكثافة الطلابية في الصف ينتج عنها عدم متابعة المعلم للطلاب، ونعمل على إلقاء الدروس للطلاب بصعوبة رغم كل المشاكل، وقبل ثلاثين عاماً كان عدد الطلاب في الصف كأقصى عدد 40 طالبًا وكنا ننزعج من الكثافة الطلابية، وكنا نركز على الطالب وعلى مستواه ونحاول رفع قدراته، أما الآن أصبحنا ننشغل بضبط الصف أولاً والذي يأخذ الكثير من الوقت فكم سيكون جهد المعلم".

*الأثاث المدرسي

أما الأستاذ عزيز محمد الجروي وكيل مدرسة نشوان قال: "هذا العام بدأناه بدوام واحد، ولا نواجه صعوبة في ذلك؛ لأن الفصول متوفرة لدينا والمعلمون متوفرون، ولكننا نعاني نقص الأثاث في الصفوف، حيث يوجد لدينا ما يعادل 20 كرسيًا لـ80 طالبًا فقط، ونحن موعودون من مكتب التربية والتعليم بـ600 درج، وإلى الآن لم يتم اعتمادها. أما من حيث الكثافة الطلابية هي موجودة في كل المدارس، ليست فقط في مدرسة نشوان فجميع المدارس تعاني من كثافة طلابية، لكننا نعتبر أحسن من غيرنا من ناحية الكثافة الطلابية، والنقص في الأثاث المدرسي هو مشكلتنا أمام عدد الطلاب المتضخم. وبعد تحديد الدوام المدرسي بالفترة الصباحية تم افتتاح جميع الشعب ووصلت إلى 24 شعبة، حيث أن الأثاث المدرسي توزعت على كافة الشعب ما شكل نقصًا في الأدراج والكراسي، ونحن لم نعتمد الدوام الصباحي فقط إلا عندما وجدنا وعوداً من مكتب التربية والتعليم بتوفير الأثاث".
وأضاف الأستاذ الجروي: "هناك العديد من الشكاوى والتذمر من المدرسين وأولياء الأمور، ونحن اليوم ننتظر وصول الأثاث المدرسي حسب تواصلنا مع مدير مكتب التجهيزات في إدارة التربية، والذي أفاد أنه سيتم توفير الأثاث في اليومين القادمين".

الانشغال بأمور بسيطة على حساب التعليم
أما الأستاذة افتكار عبدالله، وكيلة الصف الرابع والخامس في مدرسة إدريس حنبلة قالت: "نتيجة ازدحام الطلاب بالصفوف تحدث فوضى ومشاكل في الصف، الأمر الذي يجعلنا ننشغل بحل هذه الأمور على حساب التعليم، لقد كنا نعتمد على فترتين بالدوام وكان الطاقم التعليمي مكتملًا أما الآن نسير في دوام واحد ونعاني نقص في الطاقم التدريسي".
واضافت قائلة: "لدينا العديد من الشكاوى من أولياء الأمور لعدم استيعاب أبنائهم للدروس، لكن المدرس ليس كل شيء ويجب أن يتابع الطالب المدرس وأيضا الأسرة يجب أن تتابع تعليم ابنها بالمنزل".

*مشكلة عامة

مديرة مدرسة حكومية قالت في حديثها مع "4مايو": "إن مسؤولي مكتب التربية والتعليم يقولون إن الموازنة لا تسمح وإن ظاهرة ازدحام الطلاب والافتقار إلى الصفوف هي مشكلة عامة في كثير من المدارس".
وأكد وكيل الأنشطة في إحدى مدارس عدن بأن مشكلة ازدحام الفصول تؤثر على سلوك الطلاب وافتقارهم إلى الإحساس بأهمية النظم واللوائح المدرسية والإحساس بأهمية التعليم ونأمل في إيجاد الحلول المناسبة".

*هناك مشاكل كثيرة

الأستاذ بسام الحامد قال: "أنا كمدرس أجد عناءً بسبب ازدحام الطلاب بالصف وعدم توفر الوسائل لا سيما الكراسي، وهناك معايير علمية لتحديد العدد المثالي في الفصل، ونحن نقبل بالزيادة كضرورة، لكن لا يمكن قبول النقص في الكراسي، إنها تعتبر معاناة أخرى أمام التلاميذ والمعلمين. هناك مشاكل أكبر من هذه الأمور فيما يخص الجانب التعليمي، منها الكتب المدرسية سليمة المنهج والكادر التعليمي، وجوانب أخرى كثيرة مهمة في الجانب التربوي والتعليمي هي معدومة في مدارس عدن".