الثلاثاء - 12 مايو 2020 - الساعة 02:56 ص بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / متابعات
شهدت منطقة شقرة شرق عدن، مواجهات وصفت بالأعنف منذ أغسطس 2019 بين قوات تابعة للحكومة اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تمكنت، وفقا لمصادر مطلعة، من صد هجوم مباغت من قوات تابعة لـ”الشرعية” حاولت التقدم نحو مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، في أعقاب وصول تعزيزات جديدة من الجيش الوطني وميليشيات الإخوان من محافظتي شبوة ومأرب.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل الحكومة اليمنية حتى كتابة هذا التقرير، قال نزار هيثم الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في تصريح خاص لـ”العرب” إن “الميليشيات الإخوانية فجرت صراعًا جديدا، من خلال محاولة الهجوم الذي شنّته صباح الاثنين على قواتنا في محافظة أبين واستطاعت قواتنا كسر هذا التقدم، وحاليا تجري ملاحقة بقية العناصر وتطهير أبين من تلك الميليشيات”.
وعن مجريات الأحداث في أبين، أكد الصحافي اليمني ياسر اليافعي في تصريح لـ”العرب” تمكن القوات التابعة للمجلس الانتقالي من حسم المعركة وكسر الهجوم في ساعاته الأولى. وقال إنه تم تفجير دبابتين تابعتين لقوات الشرعية وسبعة أطقم عسكرية وأسر العشرات من عناصر حزب الإصلاح المشاركة في الهجوم.
كما تمكنت القوات الجنوبية من التقدم لمسافة سبعة كيلومترات في محور الشيخ سالم بانتظار صدور الأوامر بالتقدم نحو شبوة التي تتمركز فيها قوات الشرعية.
ولفت اليافعي إلى أن الهجوم الذي وصفه بالإخواني قد فشل فشلا ذريعا، في ظل حالة من الارتباك والانقسام في صفوف القوات المهاجمة.
وأشارت مصادر سياسية لـ”العرب” إلى أن الهجوم، الذي استهدف اجتياح زنجبار والتقدم نحو عدن، جاء بإيعاز من التيار الإخواني النافذ الموالي لقطر في الحكومة اليمنية، وبعد أيام قليلة من الهجوم الإعلامي الذي شنه نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية اليمني أحمد الميسري على التحالف العربي من على قناة الجزيرة القطرية.
وأكدت المصادر أن هذا الهجوم قد يلحق ضررا كبيرا باتفاق الرياض الذي تعمل بعض الأطراف في الحكومة على إفشاله لصالح أجندات قطرية وتركية كشفت عنها مؤخرا وسائل الإعلام السعودية الرسمية، وهو ما قد يكون أحد أسباب الإسراع في تنفيذ هذا الهجوم الفاشل.
واستغرب مراقبون يمنيون من توقيت الهجوم الذي جاء بعد ساعات من إعلان اللجنة الوطنية العليا للطوارئ، في اجتماع عقدته برئاسة رئيس مجلس الوزراء اليمني معين عبدالملك، العاصمةَ عدن مدينةً موبوءةً، مع ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفايروس كورونا في المدينة، والتي وصلت إلى 35 حالة بينها 4 وفيات، وتفشي عدد من الأمراض بسبب الأمطار والسيول التي ضربت عدن مؤخرا.
واعتبر حسين لقور بن عيدان، وهو محلل سياسي وطبيب يمني، في تصريح لـ”العرب” أن توقيت الهجوم ينم عن أزمة أخلاقية يتحمل مسؤوليتها من اتخذ قرار هذا الهجوم على عدن في الوقت الذي يقف فيه العالم مصدوما أمام أعداد المصابين بفايروس كورونا وتزايد نسبة الوفيات التي تسببت بها حالة الانهيار التام للخدمات ونقص التموين وارتفاع مؤشرات المجاعة.
وفي بيان له ندد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بالهجوم الذي قامت به قوات محسوبة على الشرعية.
وقال في بيان بثته وسائل إعلام الانتقالي، الاثنين، إن المجلس انتهج السلم وآثر خيارات الحوار لحل الخلافات، مضيفا “ذهبنا إلى جدة ومن ثم إلى الرياض وتجاوزنا عن كثير من الاعتداءات والخروقات والاستفزازات التي تمارسها قوات الحكومة اليمنية، على أمل إنجاح جهود الأشقاء في السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض”.
واستدرك قائلا “لكننا أمام قوى غير مسؤولة نهجها الإرهاب والفوضى، لا تحترم المواثيق والعهود، ولا ترى في الآخر سوى تابع خاضع لسطوتها وعنجهيتها، وهو الأمر الذي يفرض علينا الدفاع عن مكتسبات شعبنا وحريته في وجه آلة الحرب والإرهاب”.
ودعا الزبيدي الجنوبيين للدفاع عن مكتسباتهم الوطنية والاستعداد لمؤازرة قواتهم في شتى جبهات القتال، و”للدفاع عن الجنوب في وجه ميليشيات الغزو الحوثي والإخواني على امتداد أرض الجنوب”، مشيرا إلى أن “هذه المعركة لا تعني الجنوبيين وحدهم، بل تعني دول الإقليم والعالم أجمع بما في ذلك المصالح الإستراتيجية التي تتعلق بحماية خطوط الملاحة البحرية والأمن والسلم الدوليين في خليج عدن وباب المندب”.
وفي تصريح لـ”العرب” قال منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في الانتقالي الجنوبي إن المجلس كان وما زال يدعو إلى السلام، وأنه ذهب إلى الرياض ووقّع على الاتفاق الذي رعته السعودية أملا في تنفيذ هذا الاتفاق، ولكن ما حدث خلال الأشهر الستة الماضية أكد عدم وجود نية صادقة من قبل الحكومة في التوصل إلى حل.
وأضاف صالح أن القوات الجنوبية استطاعت أن تردع الهجوم، معبرا عن أسفه لهذا التصعيد الخطير الذي أقدمت عليه الحكومة، والذي عبر عن عدم رغبتها في السلام، منوّها في الوقت ذاته بأن قوات المجلس الانتقالي ليست جاهزة فقط لصد أي هجمات بل جاهزة أيضا لتحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرة ميليشيات الإخوان المدعومة من قطر وتركيا.