الإثنين - 12 أغسطس 2019 - الساعة 11:55 م
لا أدري إن كان غباءً فعلياً أم متصنَّعاً ذلك الذي يبدو عليه بعض من يسمون أنفسهم محللين سياسيين من الأشقاء الشماليين، حينما يقولون أن الجنوبيين يتناقضون مع أنفسهم بإعلانهم التمسك بشرعية الرئيس هادي ورفضهم للحكومة الشرعية.
هناك حقائق لا تحتاج إلى عبقرية آينشتاين (كما قال زميلي د محمود السالمي) لاكتشافها، وأهمها:
1. أن داخل الشرعية (شرعيات) بعضها متناقضة ومتنافرة بل ومتناحرة ولن نتوسع في شرح هذه الجزئية..
٢. إن كل حكومة هي قابلة للنقد والتغيير بل وتقديم أفرادها للمحاكمة عندما تقتضي الضرورة القانونية والدستورية، وأن حكومة الشرعية ليست هي "الشرعية"، خصوصاً وان كل الحكومات بعد حكومة الأخ خالد بحاح لم يقرها برلمان ولم تأنِ نتيجة انتخابات برلمانية.
ولأصحاب الذاكرة الضعيفة، أو من يدّعون ضعف الذاكرة، نشير إلى انتفاضة يناير ٢٠١٨م التي طالبت بإقالة حكومة بن دغر، وأسماها كل هؤلاء انقلاباً على الشرعية، وحينما أقيل بن دغر بعد أشهر قليلة وأحيل إلى التحقيق، جاء ذلك ليؤكد صوابية مطالب الجماهير المنتفضة، وإن لم يُغَيَّر من الحكومة إلا رئيسها.
لم يتذكر هؤلاء، وربما يتعمدون تناسي أن بن دغر كان فاسداً وان تغييره وإحالته إلى التحقيق وإن جاء على استحياء، لم يكن ليأتي لولا انتفاضة يناير ٢٠١٨م.
أعتقد أن "محللي" الشرعية يتصرفون على طريقة "غباء ينفعك أفضل من ذكاء يضرَّك"
والله أعلم