كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الإثنين - 26 مارس 2018 - الساعة 12:48 ص

كُتب بواسطة : أديب السيد - ارشيف الكاتب


انتابني قهر شديد، وانا أرى الليل يتسلل من بين أصابع النهار، والضوء يتلاشى بسرعة، ليدلهم ذلك الليل الحالك، مع تقدم خطوات العدو الحوثي العفاشي في أرض الجنوب .
كنت أنظر السماء فلا أرى غير الظلام، والى الارض فلا أرى الا الجحيم، وإلى اليمين فلا اشاهد غير القهر، وإلى اليسار فلا أشعر إلا بالمهانة.
خرجت الى الشارع، في قلب ردفان الثورة بمدينة " الحبيلين "، فرأيت وجوه الناس مشدوهة مما يجري، قرأت في أعينهم مستقبل مظلم، إن لم يكن تحت حكم المليشيات العدوانية الاجرامية، فمستقبل القتال والدم الجاري في الشوارع أنهاراً وشلالات.
لا ادري كيف أصف ما كان يجري، وما يقوله الناس، وما يختلج في اذهانهم، لكن الشيء الوحيد الذي كنت أدركه، أن عقلي لم يستوعب، كيف ستكون حياتنا وايامنا القادمة في الجنوب، في ظل حكم مليشيات قادمة من أدغال الكهوف ومنابع أفكار ضرب الاجساد والنواح في الشوارع ندما على قتل الحسين بن علي.
يومان " 25 و26 مارس من العام 2015 " كانا يمران علينا كما لو أننا نعيش لحظات في جهنم، بل أشد منها وأفضع، وخاصة عندما اجتازت المليشيات العدوانية الحوثية كرش لتصل الى معسكر العند بسهولة، وتتقدم صوب العاصمة عدن.
لحظات قاهرة وصعبة، لا اعتقد ان هناك أكثر منها شدة وقهر وألم، حيث الاحداث تتسارع، وتجعل من الجنوب فريسة سهلة، لمليشيات قادمة من أقصى شمال اليمن وكهوفه البدائية، لتسيطر على الجنوب المروي بدماء طالما دفعها شعب الجنوب ثمناً للحرية.
شخصياً، في حياتي لم أعش ولم أشهد، أقسى يومين واصعب لحظات وأكثرها ألماً، مثل تلك اليومين، التي لولا " عاصفة الحزم " لكان " قهر الرجال " عنوانا لحياتنا القادمة المؤلمة، في وقت كنا ننتظر فيه ان نعيش الحرية التي نناضل من اجلها ضمن شعب الجنوب سنوات ونقدم التضحيات في سبيلها.
لقد حكيت كثيراً في العامين الماضيين، عن لحظاتي القاسية التي عشتها أنذاك، تلك اللحظات القهرية التي عرفت فيها حقيقة ماذا يعني الوصف القائل " قهر الرجال "، ولا اعتقد ان هناك كلمات وألم يمكن أن اعبر من خلاله عن حالتي تلك، والتي قد تكون مطابقة لحالات غالبية الجنوبيين.
تغيراً مدهشاً ومفاجئة تأريخية، تلك التي احدثتها " عاصفة الحزم " في نفوسنا، بعد يومين فضيعين ومؤلمين وحزينين، مع تقدم جحافل العدو الباغي ومليشياته، واجتيازهم الحدود الجنوبية ويسقطون مناطق الجنوب واحدة تلو أخرى.
• تفاصيل تغير ألمي إلى أمل..!
جائت عاصفة الحزم، وأنا في غرفتي كالميت الحي، جثة لا حراك بها، إلا عينين تقلب انظارها بين التلفاز وجدران وسقف الغرفة.
لحظات كنت فيها، مبعثر الأفكار، مشتت الذهن، مقهور الحالة، مبهور العينين، مكسور الخاطر، وجائت عاصفة الحزم كأنها ملاكاً أرسله الله لي ولكل جنوبي، ليعيد لنا الامل والحياة.
كان التلفاز امامي، ولأني لا أريد أن اسمع شيئاً.