رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الثلاثاء - 24 أبريل 2018 - الساعة 03:57 م

كُتب بواسطة : محمود المداوي - ارشيف الكاتب


حقيقة لم يكن اعلاه هو عنواني لهذه السطور كنت قد وضعت لها عنوانا اخرا مستلهما منه احتفاء الجنوبيين بمناسبة مرور عام كامل على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلا أن نبأ مقتل صالح الصماد احد قيادات الانقلابيين جعلني الجأ الى هذا العنوان الذي وجدت فيه كثير من الاشارات لقيادات المجلس الانتقالي علها تنتبه لها بعد بروز هذا الحادث و ملابساته و وأسئلته واتهاماته الى صدارة المشهد شمالا و انعكاسات ذلك جنوبا كما تبينه خلاصة هذه العجالة.

وعطفا على ما تقدم فأنني بداية أعي و أعرف ان الاخوة في الهيئات القيادية للمجلس الانتقالي الجنوبي على قدر كبير من الوعي و الاستيعاب لما يدور في الجنوب ، و أن ما سأطرحه هنا ما هو إلا كي ألفت نظر تلك القيادات الى بعض من الاشياء الصغيرة التي لربما مرت عليهم مرور الكرام أو العكس صحيح وأن جاء طرحي قاسيا في بعض منه الا ان الضرورة الوطنية تتطلب مثل هذه القسوة التي اتمنى لها ان تأتي بنتائج ايجابية وهذا لن يكون الا بالتفكير الجمعي الايجابي.

نعم انه عام يمر منذ ان تم الاعلان على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الرابع من شهر مايو من العام الماضي .. هو عام كامل تابعنا فيه و حتى هذه اللحظة خطوات ذلك التأسيس الذي صفقت له قلوب الجنوبيين و خفقت جوانحهم بأماني و أمال الحرية و الاستقلال و الخلاص.

أنه عام شهد فيه الجنوب تجاذبات سياسية مابرحت تلقي بظلالها حتى اللحظة تجاذبات مثيرة للقلق كونها تهدد توجهات الجنوبيين نحو هدفهم الأسمى في تقرير مصيرهم و استعادة دولتهم.

ثمة قلق حقيقي ليس من قوى النظام اليمني السابق بل من قوى جنوبية رهنت نفسها كأدوات طيعة لذلك النظام و هي اليوم و بعدة هزائمها الميدانية شمالا و جنوبا تعيد تنظيم نفسها بتكريس واقع الولاءات و الارتهانات لهذا النظام و بطرق وأساليب اكثر خسة من قبل في زمن احتلال الجنوب وهنا تحديدا وبعد تجربة عام كامل نقول ان اكثر مصادر هذا القلق قادمة من ذلك.

الجمود الذي بدا عليه الانتقالي إلا من بعض التصريحات و قليل من الحراك النسبي المحدود الذي تزامن مع تعيين الموفد الاممي الجديد ولقاءاته بالقيادات الجنوبية ومن بينها قيادة هذا المجلس وليس الجمود وحده هو مايثير مثل هذا القلق و يضع أكثر من علامة استفهام تأتي كمحصلة لعام التأسيس هذا و الذي نجم عنه ايضا الشروع في تأسيس بعضا من هيئات المجلس و فروعه على مستوى المحافظات ألا ان ما يشكل قلقا لكل الحريصين على هذا التأسيس هو ان يبقى في مرحلة التأسيس و لا يتجاوزها اذ يبدو أن البعض في هذا المجلس قد أنكفأ على نفسه ولم يمد نظره الى أبعد من أنفه رغم أن كثيرا مما يحيط بهذا المجلس يحث على مزيد من الخطوات وفي عدة قنوات على الصعيد العملي داخل المجتمع والجنوبي.

لنعترف ان كثيرا من المجتمعات التي مرت بما نمر به اليوم و عند التطبيق لشعاراتها و برامجها برزت لها كثيرا من المثالب والأخطاء و منها اي من هذه المثالب و الأخطاء تعلمت ومن لم يتعلم بل كابر و اغمض طرفه عنها يبقى يردح فيها و الى اجال غير مسماه.

أنه لمؤلم جدا أن يبقى المجلس الانتقالي يراوح في تصريحات كلامية لا يرى المواطن الجنوبي لها اي اثر على الأرض فهكذا حال لابد وأن يفقد هذا المجلس مصداقيته و ثقة الجنوبيين به هذا يقين لابد من الانتباه له.

بمقدور هذا المجلس الانتقالي ان يفعل الكثير من خلال قاعدته الجماهيرية التي ينبغي له أن يوجهها وجهتها الصحيحة متى ادرك اعضاء المجلس الانتقالي ذلك وشرعوا

في رسم برامج ثورية لتعزيز تلك الثقة طبعا هنا لا أريد الخوض في التفاصيل بل ينبغي الاشارة الى انه و بعد عام كامل من الثبات والمراوحة لابد وان الانتقالي قد عرف من هو معه ومن الذي يعمل ضده ومن داخله.

هذه اشارة واضحة الى اولئك الاعضاء الذين حسبوا ان عضويتهم في هذا المجلس هي نهاية المشوار بل ان بعضا من هؤلاء يعد ذلك مطية للركوب على اهداف الثورة الجنوبية للوصول الى مكاسب شخصية يتوهمونها.

أن أمثال هؤلاء لا ينبغي السكوت عليهم لأنهم اكبر خطر يهدد هذا الكيان الفتي ويشككون في توجهاته و قدراته ..عليهم ان يحترموا ذواتهم وقبلها الذات الجنوبية العريضة و تضحياتها الطويلة بالتأكيد هنا قطاع واسع في الجنوب يتوخى من هؤلاء استدراك هذه الحقائق والمعطيات و استيعابها و العمل بمصداقية الثوار بعيدا عن تطلعات المناصب والمسئولية الوهمية و اجتثاث مخالفته لنا تركة الماضي من احتقانات يكون الجنوب لا نفع له منها وهم ادرى انها تخدم ذلك الماضي الذي نراه هذه الايام يستجمع قواه المنهارة على كل اتجاه لأن ذلك الماضي لا يريد للجنوبيين جميعا الفكاك و الخلاص منه.

خلاصة:

أخلص وأقول لابد للقيادات الجنوبية و أولها قيادات الانتقالي و المقاومة الجنوبية و الحراك ان تستوعب ليس فقط درس مقتل الصماد بل وكل من سبقه والبحث في المستفيد من تلك الاغتيالات و اسباب ذلك و توقيتاتها و الغايات التي ستحصل عليها من ورائها وكذلك السيناريوهات المرتقبة والمؤجلة جنوبا..لهذا وجب الانتباه كل الانتباه.