رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الثلاثاء - 13 فبراير 2018 - الساعة 07:45 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب


من غرائب حزب الإصلاح الإخواني ، أن تسمع عندهم عن هيئة ، يطلقون عليها هيئة علماء اليمن ، هذه الهيئة التي أتخذت من نفسها ولنفسها وللحزب الذي تنتمي إليه ، حق التمثيل الشرعي والديني في إصدارها فتاوي دينية كيدية سياسية ، التي كما قرأنا عنها في وسائل أعلامية كثيرة و منها الجنوبية ، أنها تدعو إلى الجهاد ضد الانتقالي الجنوبي ، وتصف قوات المقاومة الجنوبية بالبغاة والمتمردين ، وتدعو الشعب للتصدي لهم .

الشيء الغريب والعجيب من هذه الهيئة ومن من يسمون انفسهم علمائها ، أنها في فتواها تدعو إلى الحفاظ على الوطن ، والوطن هذا غير موجود أصلا، لا في قلوبهم ولا هو حتى تحت سيطرتهم ، ولا يملكون زمام امره ، بل أنهم هم أول من ضحى بهذا الوطن ، وهم أول من بارك تسليمه للحوثي، شمالا وجنوبا ، أي أن هذا الوطن الذي يحاولون التشدق باسمه وبوحدته والحفاظ عليه في سفاهة فتاويهم ، التي الدين الإسلامي برئ منها ، قد خرج من تحت سيطرتهم وشرعيتهم ، التي مازالوا يتبجحون بها، إلى قوم آخرين، يوم أن حبوا الحياة على الموت فداء وتضحية وشهادة دفاعا عن الدين والعرض والأرض ، ومثلهم لا يستحقون التكلم باسم الوطن والدين .

والمعجزة في فتاوي مأرب أن فحواها، لم تتجه إلى الحوثي الذي أغتصب أرضهم وأموالهم وديورهم، وأنما أتجهت إلى أبناء الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية ، الذين استماتوا في الدفاع عن دينهم وأرضهم وعرضهم وعن أمن منطقة الجزيرة العربية والخليج ، الذين لأخلاصهم وصدقهم أنزل الله عليهم نصرا مؤزرا بطرد الحوثي منها ، والتمكين من السيطرة على وطنهم ، وتثبيت شرعيتهم عليها .

الذين مازالوا إلى جانب التحالف العربي ويضحون من أجل تطهير أراضي وحرائر الشمال من قبضة الحوثي وغطرسته.
ولأنها فتاوي حزبية سياسية عسكرية كيدية لا غير ، فقد تناولت أيضا الجهاد كما قرأنا ذلك في تقرير صحيفة الأمناء الغراء ، ضد دولة الإمارات العربية التي وصفتها بالمستعمرة والمحتلة، وهذا استهداف خطير ، يدل على خطورة نية تلك الفتاوي التي تحاول المساس بأمن الجزيرة والخليج لصالح مشاريع سياسية جانبية تخدم دول أخرى كقطر و أيران ، وإلا كيف يكون ذلك والمعلوم أن دولة الأمارات حليف استراتيجي وقوي في الحرب ضد الحوثي ؟، وقدمت الكثير من الدعم المادي ، وضحت بالكثير من جنودها الأبطال .

ما نفهمه من فتاوي علماء مأرب ، أنها قد قصدت ترك كل الشر الموجود في الشمال، والأتجاه إلى هدم كل الخير الذي بني في الجنوب ، و إحلال مكانه الفوضى والأغتيالات والتفخيخات، هذا إذا لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم بالسيطرة الإخوانية على عدن.

ومن عجائب إجتماع ما سمي بهيئة علماء اليمن في مأرب أيضا ، أن أعضاء تلك الهيئة سياسيون و ينتمون في عضويتهم إلى حزب الإصلاح الإخواني ويمثلونه، ولا يمثلون علماء السنة ، والشيخ مقبل رحمة الله عليه قد قال عن حزب الإصلاح ، حزب المفلسين. بل أن المخجل أكثر في إجتماعهم وما أخرج عنه ، أنه قد كان تحت رعاية العسكري خصروف ، والجهة المنظمة له هي دائرة التوجيه العسكري ، وهذا يعني أن ما أخرج عنه هي فتاوي خصروف العسكرية الإصلاحية، الغرض منها تحقيق مآرب ومصالح سياسية حزبية عسكرية للقضاء على خصومهم فقط ، غير أبهين بما تجر إليه فتاويهم تلك من خراب ودمار وفوضى وتخويف وتشريد بحق الآمنين والأبرياء من أبناء المجتمع الجنوبي .

الذي يبدو وهذا أعتقاد شخصي، أن الهدف من وراء إجتماع مشائخ الإصلاح في مأرب وما أخرج عنه ، أنه أمتداد للأحداث الأخيرة التي حصلت في عدن، ولا سمح الله ،تحريض أيضا لأحداث جديدة أخرى، تكون بدعم من دول أخرى، معادية لدول التحالف العربي، وبتعاون حكومة بن دغر التي لم تلتزم ببنود لجنة وساطة التهدئة ، لتمكين الإخوان من السيطرة على عدن ومحاولة هزيمة الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية ، وطرد التواجد الإماراتي من عدن، ولكن هيهات لهم تحقيق ذلك .