الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تؤكد تمسكها بمضامين إعلان عدن التاريخي.. انفوجرافيك

بلاكهرباء عدن تتجرع ويلات الحر.. كاريكاتير

رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك



كتابات وآراء


السبت - 17 فبراير 2018 - الساعة 12:35 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب



استمر التجاهل المستمر عن فئة الموظفين المدنيين المستمرين في أعمالهم والمتقاعدين المدنيين والعسكريين،وخاصة اصحاب الرواتب المتدنية جدا وإذا لم ينظر إلى حالهم الوظيفي ، و إلى ظروف معيشتهم الصعبة التي يتكبدون معاناتها ، فأننا نوشك على العيش مستقبلا في مجتمع قد تجبره ظروفه المادية أن يكون بلا ضوابط أنسانية أخلاقية أجتماعية دينية ، إلا من رحم ربي ، و التي هي أضافة إلى جانب معاناتهم النفسية التي أصابتهم وتراكمت عليهم بسبب الحرب التي طال أمدها ، وبسبب التآمرات و الأعمال الإجرامية التي استهدفت المواطن العادي بدرجة أساسية.
الموظف المدني وخاصة المعلمين ومن يشتغلون في وظائف عادية لمكاتب بعض الوزارات التي لا ترد إيرادات، يعيشون اليوم حياة الهلكة و الأهمال المتعمد وعدم النظر في حالهم ، ولا يعطى لهم قدرا من الأهمية لوظائفهم وواجباتهم ، وكأن أعمالهم لا فائدة منها و غير داخلة في توعية المجتمع و أصلاح حاله ، وتعليم أجياله ، فتجدهم منبوذين مسيبين من قبل ما يسمى بحكومة الشرعية ومن دول التحالف العربي، متروكين لوحدهم يصارعون الأوضاع والمتغيرات الجديدة التي أفرزتها مرحلة الحرب والتي إلى اليوم مازالت في تصاعد مستمر ، كخلق الأزمات وأنعدام الخدمات و أرتفاع الاسعار ، التي أنهكت الشعب وعلى مقاومة تلك الظروف ضعفت قواه ، وتحديدا الموظف المدني العادي ، الذي مازال يتقاضى ذلك الراتب البسيط الذي كان يستلمه قبل حرب 2015م ، ورغم أن أسعار المواد الغذائية والخدمات والمشتقات النفطية قد أرتفعت إلى الاضعاف على ما كانت عليه قبل الحرب ، ومع هذا لم يلتفت إلى الموظف المدني العادي وإعانته على مواجهة تلك الظروف ، لا في تحسين رواتبهم وزيادة أجورها، ولا حتى يذكرونهم بأي مكرمات ، وكأن هذه الشريحة من المجتمع لا كرامة لها ولا أهمية ولا يعيلون أسر .
حفظ كرامة الشعوب وأخلاقها وأجيالها يكون بالحفاظ على كرامة "المعلم" التي تكون بتهيئة جو مناسب له في جميع مقومات حياته حتى يؤدي دوره الوطني والتربوي والتعليمي على أكمل وجه ، وليس بالأنتقاص من حقوقه ، وفي عدم الأهتمام به وتركه مشرد الذهن ، يعاني الغرق في حياة لا يستطيع فيها أن يوفي لنفسه ولا لأسرته أدنى متطلباتهم الأساسية ، تتخطفه أيادي الدائنين من كل أتجاه.
من يصدق أن المعلمين وغيرهم من الموظفين المدنيين الذي توظفوا في العام 2011م إلى يومنا هذا مازالوا يستلمون راتب وقدره 33الف ريال فقط ، أين سيكون موضع هذا المبلغ الزهيد مقارنة بحال أسعار اليوم ؟ ، بل حتى المعلمين القدامى الذين كنا نتباهى أنهم يستلمون رواتب لابأس بها نوعا ما ، اليوم قد الراتب الأساسي للعسكري المستجد ، الذي لم يخدم بعد يستلم أفضل منه ، هذا إلى جانب ما سيكون للعسكري المستجد من علاوات وحوافز ومكافأت و أكراميات و ألف سعودي لبعض الألوية والنخب ، ونحن نشيد بهذا الاستحقاق للعسكري و لا نحسدهم عليه ، ولكن أيضا يجب من الدولة أن تكون هناك مراعاة للمعلمين والموظفين البسطاء والمتقاعدين العسكريين والمدنيين ، أسوة بزملائهم العسكريين، فهم أخوان في جهاز أداري واحد للدولة، أكان عسكري أو مدني ، وجميعهم يعانون الظروف نفسها .
لا يعلم بأحوال الناس إلا الله ، وكم هي كثيرة تلك الأسر التي معيلهم رحل عن الحياة ولا يكون لهم إلا مرتب تقاعدي زهيد يستلموه من البريد ، أو الأسر التي يكون جميع أفرادها من الأناث، ومعيلهم أنثى موظف في جهة مدنية براتب بسيط ، ليس لهم حيلة أخرى لتحسين مصدر دخلهم .
وضع غير مقبول ، هذا الذي يعيشه الموظف المدني العادي ، وخاصة في المناطق الجنوبية المحررة ، التي فيها وبحكم وضعها السياسي والعسكري في فرض السيطرة تتنافس تلك القوى المتصارعة في بناء جيوشها الخاصة و أعطائها كل الدعم والأهتمام، على حساب تعاسة الموظف المدني الذي لا يدري إلى من يرفع شكواه ، مهمشا بين حكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي .