كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الإثنين - 10 سبتمبر 2018 - الساعة 03:03 م

كُتب بواسطة : علي ثابت القضيبي - ارشيف الكاتب




1
أثق أن المتابع الحصيف يلمس حالة التذمر الكبير الذي يعيشه وسطنا الجنوبي من الأداء السعودي مع قضيتنا ، بل ومع شعبنا الجنوبي عموماً .. وبصراحه هذا الحال إتسعت رقعته مؤخراً ، ومهما حاولنا التغطية على ذلك بإعلان تأييدنا للتحالف العربي ، وكذا وقوفنا في صفهِ ، وحتى القتال بمعيته خارج رقعتنا الجنوبية ، وهذا رغم إنحسار المشاركة الشمالية في جبهات القتال في الساحل الغربي وحتى حدود صعده ، بل وتقوقعها في تباب مأرب تقتاتُ وتخيّم هناك وحسب !

2
في الواقع ، أن حقيقة الصلة والرابط الذي يتأسسُ عليه هذا الموقف السعودي من شعب الشمال ، هو أنه شعبٌ يمكن ترويضهُ والتحكم به ، فالشمال هو شعب منصاع ويخطوا بخطى شيوخه وكباره ، سواء اصاب هؤلاء الشيوخ أو أخطأوا ، ولذلك تشكّلت لهؤلاء الشيوخ اللجنة الخاصة السعوديه التي تمدهم بالمرتبات الشهرية المجزية من الخزانة السعوديه ، ناهيك عن الهبات والإمتيازات الأخرى .. وكلنا يعرف خلفيات ذلك ودوافعه.

3
هنا نجد الأداء السعودي يحتكم الى فكرة التحكم الفعلي بمقاليد هذه الرقعة من الأرض ، وهذا رغم وجود الأحزاب السياسية الهلامية - وهذه يهيمن عليها الشيوخ غالبا - وكذلك مؤسسات المجتمع المدني الهشة التي تسير وفق أداء حكومي طبعا ، كما ولانغفل التدخل السعودي حتى في ترشيحات بعض الحقائب الوزارية السيادية وما الى ذلك !

4
في المقابل نعايشُ حالة التغافل المطلق من قبل السعودية عن كل مايعني شأننا الجنوبي ، وكذا قضيتنا الجنوبية رغم مشروعيتها ، وهي - السعوديه - تتكئ في هذا على وحدة السؤ القائمة ، وايضا على الغلبة العددية للسكان في الشمال ، كما وأن مقاليد السلطة الفعلية ومستمسكاتها هي في براثن كبار الشيوخ الدائرين في فلكها ، ومهما إرتكب هؤلاء الشيوخ من فضائع العبث والفساد والنهب لمقدرات البلاد .. الخ. فكل هذا لايعني لها شيئا البته ! وألأهم لديها هو أن يظل هذا القطر تابعاً لها وفي دائرة فلكها ورحابها ، كما ويعتمد عليها في كل شاردة ووارده ..

5
من هنا نلمس التغافل السعودي المطلق عن كل مايدور في رقعتنا الجنوبية ، ونلمس أبرز تجليات ذلك في إعلامها الرسمي من الدرجة الأولى عبر كل فضائياتها ، بما فيها العربية والحدث ، فكلها لاتشير مطلقا الى أي حدث جنوبي مهما عظم شأنه ، بل وتبالغ في الأداء المحدود لقوات مأرب الرابضة في التباب منذو ثلاثة أعوام ، وفي الوقت عينه تسمي النجاحات القتالية لنا كجنوبيين في كل جبهات الساحل الغربي وحتى صعده وتنسبها الى الجيش الوطني اليمني !!

6
هنا تبرز حسابات المصلحة السعودية في أبشع صورها وتجلياتها وشرهها ، فهي فوق أي إعتبار وواقع ! ونقول هذا بكل صدقٍ وصراحة ايضا ، ولأن المتغيرات السلبية الكبيرة التي تعيشها رقعتنا الجنوبية اليوم جرّاء الغلاء الفاحش وألإنهيار الكبير للريال وخلافه ، بل وبعد ثلاث سنوات من التحرير .. كل هذا يفرض علينا أن نقول هذا وبصوتٍ عالٍ ايضاً ، خصوصاً وأن فساد هذه السلطة الشرعية التي تدعمها السعودية وتتمسكُ بها وتحميها قد بلغ الزٌبى ، بل وفاض ايضاً ، فهو وراء كل هذه التداعيات السلبية التدميرية التي نعيشها اليوم ..

7
وهنا .. علينا كجنوبيين أن نعيد قراءة واقعنا في الخارطة القائمة وبشكل جيد ايضا ، بل وأن نُصَنّف حضورنا في الحدث الجاري وفق معادلات نديّةٍ وعادلة منصفه ، لأن دور الحامل للجميل على عاتقهِ لايستدعي منه أن يظلّ يُضَحّي ويضحي وحسب ، فاللآخرين قراءاتهم وخططهم ايضا ، ولأن هذه التضحية سوف تصبٌ نتائجها على كاهل أجيالنا القادمة ، والسبب أننا لم نقوا على تحرير أنفسنا من ربقة التخلف التي ربطنا بها أنفسنا في غفلة من الزمن ، ورغم كل الظروف الملائمة التي بيدنا اليوم .. أليس كذلك ؟!