الخميس - 11 أكتوبر 2018 - الساعة 03:30 م
لا تشبوا النار على الانتقالي لكي تظهروه بمظهر الفاشل أو التابع أو المخادع كذبا وزورا وبهتانا ، فنحن الجنوبين ليس لنا كيانا آخر غيره أفضل منه ، يمثلنا ويسير بعدالة قضيتنا إلى كل دول العالم ومحافلها الدولية ، والذي استطاع أن يبرهن بنفسه وعبر خطواته السياسية والعسكرية وعلاقاته على صدقه ، أنه مازال وسيظل سائرا على تحقيق الهدف الذي من أجله كان تأسيسه ، وما بيانه الآخير المعلن فيه عن طرد حكومة الفساد والتجويع (حكومة بن دغر) ، وعزمه السيطرة على جميع مرافق الدولة ومؤسساتها الأيرادية على طريق تشكيل حكومة جنوبية تدير شؤون الجنوب ، وتساعد المواطنين على تجاوز ظروفهم المعيشية المعقدة الصعبة ، إلا براهين على نواياه الطيبة التي بها مضى منذو الأعلان عنه إلى اليوم ، وبنفس تلك النوايا الطيبة الصادقة مع الجنوبين قد اقسم أنه سيمضي أيضا نحو المستقبل .
لكن وللأسف الشديد أن البعض من أبناء جلدتنا الجنوبية لم يعجبهم ذلك ولم يروق لهم ، هم قليلون ، إلا إننا نحس بإزعاج كبير في داخل انفسنا بسبب رؤيتنا لهم عن إنحرافهم الشديد عن خط أهداف ثورتنا الجنوبية ، التي كانوا ينطقون بها معنا في الساحات ، لكنهم وعندما حل الجد الحقيقي وتيسرت السبل والظروف في طريق ثورتنا لتصل إلى غايتها على يد الانتقالي ، جن جنون أولئك النفر ، ولم تعجبهم تلك الخطى الانتقالية المدروسة والمخطط لها بعقلانية وبذكاء سياسي وعسكري لا مثيل له ، منكرين أن الانتقالي يتقدم كثيرا بمطالب الشعب الجنوبي الحقوقية والوطنية نحو مقاصدها الحقيقية ، والأغرب منهم ومن مواقفهم تلك ، أنهم مازالوا يتحدثون ويتكلمون ويخطبون بلسان الثورة الجنوبية ، وبأهداف ومبادئ التحرير والاستقلال ، وهم يعملون عكس ذلك ، فعندما تتواصل قيادات الانتقالي معهم حتى يكونون معهم _ أي مع الانتقالي _ وإلى جانبهم أخوة ومتوحدين ،يرفضون ذلك ، ويفضلون أن يبقوا في عزلتهم ، وفي عداءهم الشديد للانتقالي ، عجبا لعقليتهم ولنضالهم ولمبادئهم المقلوبة رأسا على عقب!.
بيان الانتقالي الأخير ، يهديهم استقلال الجنوب واستعادة.دولته على طبق من ذهب ، إلا أنهم لم يقبلون ذلك ، حتى أن تشدقهم باسم الجنوب وثورته ، قد وصل بهم إلى أن يفتروا عن أن ذلك البيان ودعوته الجنوبين إلى أنتفاضة شعبية ، أنها دعوة إلى الفتنة والأقتتال بين الجنوبين ، الانتقالي يقول لهم تعالوا نسيطر على أرضنا ، على مرافقنا ومؤسساتنا ، على مواردنا وثرواتها ، فلا يعجبهم ذلك ، فالانتقالي ومنذو أعلان بيانه للسيطرة الجنوبية وقيادته على تواصل مستمر مع أولئك النفر الخارجين عن الأجماع الجنوبي ، يريدهم أن يدخلوا معه وفي مشروعه السياسي و العسكري التي هيئت من وإلى ، من أجل نجاح قيام الدولة الجنوبية ، لتعم الفرحة كل الجنوبين ، إلا أنه ومن عنادهم الشديد في رفضهم مد أيديهم إلى يد الانتقالي ، يبدو أن عيشة الذل والمهانة والأنقياد بالطاعة المطلقة التي تربوا عليها في أحضان قوى الأحتلال (المؤتمر والإصلاح والحوثي ) قد أبت أن ترتق انفسهم إلى نيل حريتهم الشخصية من تلك القوى ، وفضلوا أن يبقوا معهم على تلك الحالة من حياتهم ومع شرعيتهم اليمنية ، بلا وطن ، بلا كرامة ، بلا هوية ، بلا فخر ، بلا حرية ، باسم (الائتلاف الوطني الجنوبي) المشكل في تكوينه من القوى والأحزاب اليمنية .
إذا بقي أولئك النفر مردودي الظهر عن تواصل الانتقالي معهم ، فأن المواطن الجنوبي والقارئ الخارجي لأفكارهم وأمزجتهم وتصرفاتهم المنحرفة عن حقيقة إدعاء الجنوبية والنضال ، يدرك أن ماسبق لهم من مسمى النضال ، لم يكن إلا لخلط الأوراق والدفاع عن بقاء الجنوب محتلا بأي شكل أو مسمى كان ، كما هم عليه اليوم.