كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


السبت - 17 نوفمبر 2018 - الساعة 08:17 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب


إلى الآن والحوثيون لم يلوحوا أن فك الارتباط من ما تسمى الجمهورية اليمنية سيكون في حسبانهم متى ما حان الظرف الضروري الاضطراري الإجباري كحل نهائي قد تتخذه الجماعة الحوثية ، محتسبة أن الإعلان عنه قد يمكنهم من الحفاظ على كيانهم وعلى بقاء سيطرتهم على جغرافية (الجمهورية العربية اليمنية) ، الذي باتخاذه وخاصة من الطرف الشمالي سيكون بمثابة الإعلان الرسمي للعالم أجمع عن فشل ما تسمى وحدة 22مايو 1990م التي كانت بين الشمال والجنوب ، ومن ثم الرضى والقناعة التامة عن إذابة الشخصية الاعتبارية لدولة الجمهورية اليمنية بعودة الدولتين الشمالية والجنوبية إلى وضعهما السابق ، كدولتين مستقلتين متجاورتين ، خاصة وأن الطرف الجنوبي قد سبق وأعلن عن فشلها ، بل وناضل ومازال يناضل ، وقدم التضحيات ومازال مستعدًا لتقديم المزيد من التضحيات من أجل استعادة دولته .
يبدو أن الحوثيين لم يظهروا مشروع فك الارتباط إلى الآن ، لأنهم مازالوا يأملون بتدخل العالم من أجل وقف الحرب في اليمن والوصول إلى تسويات سياسية تمكنهم من البقاء كطرف قوي سياسيًا وعسكريًا ، ولكن السؤال هنا : إذا لم تتوقف الحرب في اليمن ، ولم يستطع المبعوث الأممي أن يصل بالأطراف اليمنية المتنازعة إلى تسويات سياسية ، هل سيلجأ الحوثيون إلى إعلان مشروع فك الارتباط عن الجمهورية اليمنية كحل أخير ونهائي يخرجهم مما هم واقعين فيه من ضغط الحرب العسكرية ضدهم؟.
طبعا وفي حال فشل الوصول إلى تسويات سياسية التي بها كان يمكن الضغط على الحوثيين التنفيذ الفوري لمطالب المفاوضات ، خاصة تلك التي يكون استمرار بقائها بيد الحوثي ، يكون استمرار خطره على أمن منطقة الجزيرة والخليج ، سيجعل دول التحالف مضطرة أن لا سبيل آخر لها غير الاستمرار في حربها ضد الحوثي ، التي سيزداد ضغطها وشعلتها في الجبهات أكثر من ذي قبل ، خاصة في الجبهات التي يكون الاشتراك فيها بين قوات التحالف وقوات المقاومة الجنوبية.
هنا سيدرك الحوثيون أن نهايتهم توشك أن تكون قريبة ، مهما كانت بسالة دفاعهم في الجبهات والاستماتة فيها ، لأن الغلبة في نهاية المطاف ستكون للتحالف والقوات اليمنية المشتركة معه ، كما أن الحوثيين سيدركون أيضا أن هزيمتهم عسكريا معناه نهاية كيانهم السياسي والعسكري .
لهذا ربما أن خيار فك الارتباط لدى الحوثيين عن دولة الجمهورية اليمنية ومشروع وحدتها الفاشلة فشلا ذريعا وكبيرا ، قد يكون في الوقت الذي يشعر فيه الحوثيون بانهيار قوتهم وضعفهم الشديد في المقاومة ، أي بعد ما يكون التحالف والقوات اليمنية المشتركة معه قاب قوسين أو أدنى من تحرير غالبية المحافظات الشمالية من الحوثي ، و سيطرتهم على كل زمام الأمور العسكرية في مختلف جبهات القتال ، ولكن حينها اتخاذ الحوثي لفك الارتباط سيكون خيارا فاشلا ، ولن يستفيد منه بتاتا مثلما لو أن هذا الخيار قد أتى وأعلن عنه الحوثي في وقت مازالت فيه قوته وقدرته باقية في السيطرة على المحافظات الشمالية أو حتى على أغلب تلك المحافظات وأغلب مساحة الشمال كما هو في الوقت الراهن .
من اعتبارات الحوثي والقوى والأحزاب السياسية اليمنية المتفقة معه لخيار فك الارتباط ، هي أنه قد ينهي شرعية الهاربين في الخارج بمجرد قيام دولتين مستقلتين ، دولة في الشمال ودولة في الجنوب ، أيضا أنه قد يجعل قوات المقاومة الجنوبية تتراجع عن محاربته بإعلان استقلال دولتهم ، أيضا أنه وبفعل علاقات الحوثي الخارجية مع بعض الدول ، قد يجعلها تعترف بدولة الشمال المستقلة ، وبالتالي تغير السياسات الخارجية الدولية تجاه الحوثي سياسيا وعسكريا ومن ثم الاعتراف بالواقع الجديد لدولتي الشمال والجنوب .