كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الجمعة - 15 فبراير 2019 - الساعة 06:10 ص

كُتب بواسطة : علي ثابت القضيبي - ارشيف الكاتب


لم يتنبّه كثيرين لإعلان نبأ إنتهاء العصر الذّهبي لمصفاة عدن ، أو بالأصح الإعلان الرّسمي لشهادة وفاتها ، وهذا تضمّنهُ صراحةً منشور مديرها رقم (١) لهذا العام ، بل ومن السّطرِ الأول لديباجتهِ ، وذلك عندما قال كالمزهو فرحاً بأنّ فخامة الرئيس قد تكرّم ووجّهَ وزارة المالية بإعتماد رواتب المصفاة من الموازنة .. الخ ! وطبعاً كلنا نعرف أنّ هذه المصفاة ووزارة الأسماك تكفّلتا بثلاثة أرباع موازنة دولة جنوبنا السّابقة !! لاتعجبوا هنا ..

بعد مرورِ كلٌ أيّام يناير الفائت ، وبعدهُ بإسبوع ايضاً ، كان عمال المصفاة لم يستلموا رواتبهم بعد ، هنا بدأ العمّال يقلمون أظافرهم قلقاً ، فقد سرَتْ أنباءً أكيدةً أن الماليّة تطالبُ بإيرادات الخزنِ للمصفاةِ ! وهذا حدث قبلاً ايضاً .. لكنّ الرّد على ذلك هو في جوفِ بالوعةٍ عميقةٍ في دهاليز المصفاة ، ولنعطي هنا أنموذجاً لهذه البالوعة : إنها الباخرة زابيل - تابعةٌ للتاجر العيسي - فهي دخلت رصيف ميناء الزّيت بدون رسوم ولاجمارك ولا .. ولا .. ، وهي محمّلةً بألاف الأطنان ، وقضت فيهِ قرابة شهرٍ و ١٨ يوماً ، أي تحوّلت الى خزّانٍ عائم ، وغادرتهُ مؤخراً ، ومثلها تفعل كثيراً من بواخرِ هذا التاجر ، وبينها من يضخٌ مخزونها ، والحساب في نفس البالوعة التي أشرنا ..

ليضاً أُشيرُ هنا الى أنّ المصفاة بكل بنيتها المطمورة تحت الأرض ، وميناء الزّيت العملاق ، وكذلك الأنابيبُ فوق الأرض ، إضافةً الى كل التّجهيزاتِ والورش الضّخمة ومحطة الكهرباء ، ناهيكَ عن كل أحياء البريقه مجتمعةً ( سي كلاس / بي كلاس / كود النّمر / الخيسه ) وبطرقاتها ودكاكينها وملاعبها ومرافقها و .. و .. ، كلٌ هذه بُنيتْ في عامين فقط !! وهذهِ الشركة الصينية في ثلاثة أعوام لم تقم إلا بهدم محطّة كهرباء المصفاة وتدمير صبّياتها المتينة وحسب !! والٱن يقومُ ( نفس خُبراء ) هذه الشركة الطّفرة والأعجوبة بحفر الأرض وتمديدِ أنابيب لمحطّات كهرباء الحسوه والمنصوره !! والغريبة أنّ كل عملها في محطة كهرباء المصفاة جرى وراء ستارٍ عالٍ من الصفائح الحديدية حتى لايرى المارة ماذا يعملون أصلاً !!

في يقيني أنّ ثمّة قرارٍ سلطوي عالي المستوى قد أُتخذ بصدد إنهاءِ هذه المنشأة العملاقة تدريجياً ، وأُعني هنا التّخلص من مهماتها في التّكرير وحصرها على الخزنِ لصالح بعض النّافذين - وهم معروفون - لأنّ مايجري في المصفاة مبرمجٌ ومُخططٌ له وبإتقانٍ مذهل ، بل ويسير بكل هدؤ .. لاحظوا هنا أنه لمْ يعد يجري أي تأهيلٍ للكادر الحرفي المؤهل ليحلّ بديلاً عن طوابير المتقاعدين ذوي الخبرة في تشغيل المصفاة ! ثم أنّ هذه رغبةً سلطوية لتجريد الجنوب من أهمّ مقوماتهِ الإقتصادية لإجبارهِ على السّيرِ في فلكِ هذه الوحدة السوداء ، كما ولاحظوا أنه لم تَجْرِ أي محاسبةٍ جادّةٍ لكل عبث وطغيان وفساد إدارة هذه المصفاة التي شاطت رائحتها وبلغت كلٌ الأصقاع ..

في الأخير ، ولمن يُعلق الأمل جاداً على عودة المصفاة للحياة فعلاً ، أعتقدُ أنه يتّفق معي على أن تتحمّلَ دولة الأمارات الشقيقة مهمة ترميم المصفاة وإعادتها للحياة كما فعلت في محطّات الكهرباء الضّخمة والمستشفيات وخلافه ، وممكن أن يكون ذلك قرضاً تستردّهُ تدريجياً بعد إعادة تشغيل المصفاة .. وطبعاً لن يتم هذا إلا بعد إقالة كلٌ إدارة العبث والفساد والحالية ، وهم متقاعدون أصلاً ، كما ويمكن إحالتهم الى المحاكم على عبثهم ، وهذا فيما إذا كانت الشقيقة الأمارات صادقةً فعلاً في دعم هذه البلاد ، وكذلك فيما إذا كانت هذه السلطة الشّرعية جادة حقاً في تحسين الأوضاع .. أليس كذلك ؟!