رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الإثنين - 11 مارس 2019 - الساعة 11:17 م

كُتب بواسطة : محمد العولقي - ارشيف الكاتب


* لم يثر غبارا حول مسيرته الكروية المظفرة، مع أنه كان سهما ينطلق من قوس اتحاد الشرطة الرياضي ولا يخطئ هدفه ..

* لم يتدثر يوما بلحاف نجومية التلميع الإعلامي ، ولم يطلب شهرة ورقية للاستهلاك الجماهيري، قضى شبابه وكهولته في الملاعب الرياضية حاملا شوكته على ظهره كالعقرب تماما، مؤلفا لكتاب حياته الكروية برأسه وقدميه وعرق جبينه ..

* لم تكن النجومية عنده إسهالا إعلاميا على الورق ، أو تقربا وتزلفا من ذوي الشأن ، كان ينتزع النجومية في الملاعب بعرقه ورجولته وكفاحه وصبره على البلايا وقسمه العسكري الشهير ..

* صنع مجدا عظيما لفريق (الشرطة) ، ثم توارى خلف كتيبة كروية مدججة بكل أنواع وأصناف المواهب الكروية الفذه ، وكان وقتها خير من صان تراث النجم الجنوبي الكبير (عزيز عبدالرحمن) ..

* لم يحدث أن نال كارتا أو إنذارا من حكام المباريات ، احتفظ له رجال القضاء بمسافة كبيرة من الود والاحترام ..

* لم يجادل زميلا أو يتبرم من مدرب أو يأخذ على خاطره من إداري ، عاش في الملاعب مثاليا ، حديقة أخلاق غناء لا تسمع فيها لاغية ..

* كتب مشواره الكروي مع ناديه ومع منتخبات الكرة الجنوبية بهدوئه وابتسامته وثقته بنفسه وموهبته التي تخطت حدودها في زمن قياسي ..

* يشهد له المدرب الكبير (غازي عوض) : لقد كان مطيعا مؤدبا ومهذبا وذا شخصية محبوبة من جميع زملائه ، بالإضافة إلى شخصيته الوقورة التي تنفذ للقلوب دون استئذان

* عندما احتكر فريق (الشرطة) بطولة الدوري لموسمين متتاليين تاركا التلال قفاه يقمر عيشا ، كان فقيدنا الراحل سدا منيعا وصمام أمان حال دون بث الفوضى في أمن (الشرطة) المستتب ..

* لم يحدث طوال تراكمية كروية عمرها 15 عاما أن أستخدم طرقا ملتوية لمنع مهاجم ، أو لجأ إلى العنف المفلس لمصادرة خطورة لاعب ، لقد كان قبعة واقية تحمي حصون (الشرطة) من التوغلات العبثية ، هذا لأنه كان يوازن بين المخ والعضلات حسب متطلبات الموقف ..

* غادر الملاعب الجنوبية بمنتهى الأدب ، لم يطلب ثمنا لواجبه الكروي ، انتقل من صخب الملاعب و إثارتها إلى محراب العمل الوطني المقدس..

* لم يتسلق في محيط عمله مواسير الواسطات ، لم يستنجد بشيخ ، ولم يركب موجة قافزي الزانة ، تدرج في عمله خطوة خطوة معتمدا على رصيده الكبير في حب الناس وخدمتهم ، وعلى طاقته الكبيرة في تحمل مشاق وظيفة لا تعرف الراحة ..

* لو كان الأمر بيدي لمنحته قبل سنوات لقب المسؤول المثالي الذي يجب أن يكون الأمين الذي يؤتمن على معاملات الناس ..

* التقيته مرة في مبنى الهجرة والجوازات ، لم أكن قد تعرفت عليه وجها لوجه ، شاهدته منهكا في معاملات المواطنين والابتسامة لا تفارق محياه ..

* راقبته عن بعد (مان تو مان) ولكن ليس على طريقة رقابة (جنتيللي لمارادونا) ، كان العرق يتصبب من جبينه ومن فوديه الشائبين دون أن يتوقف عن العمل ، بيني وبين نفسي حسدته على سعة صدره ، وعلى ضبط النفس ، وعلى دماثة خلقه وخفة دمه ..

* سألت نفسي : ترى كم لدينا نجما كرويا احتفظ بأخلاق الفرسان، في زمن ماتت فيه القيم والأخلاق وشبعت موتا ..؟

* داهمته ذبحة صدرية وهو منكب على إنهاء معاملات الناس على مكتبه ورائحة أوراق المواطنين تزكم أنفه ، لم يتوقف وهو يخط النهاية في محراب حربه على الروتين الممل ..

* فارق العقيد (طارق الهارش) ولفظ أنفاسه الأخيرة في عنابر الموت ، ولم يطلب في محنته المفاجئة تذكرة سفر ، أو معونة للعلاج في الخارج ..

* مات (طارق الهارش) واقفا كالأشجار ، وهو يؤدي عمله في مكتبه بمبنى الهجرة والجوازات ، وبكاه وطنه (الجنوب) بكاء الخنساء لأخيها صخر ، هذا لأن بارق الخير (طارق الهارش) كان لاعبا محبوبا ومسؤولا مرغوبا ، وسيظل شامة وطنية على خد وطنه الذي أخلص له ومات بين أوراقه تحت ظل القمر ..

* وداعا كابتن (طارق الهارش) ، فقد تخلصت أخيرا من عبء رسالتك ، عشت بيننا حياة راضية وقد ثقلت موازينك ، ورحلت بسمو أخلاقك حاملا معك قلبا أبيض من لبن الحليب ..!