الثلاثاء - 12 مارس 2019 - الساعة 01:21 ص
لست محرضاً ولاداعية للأنفصال كما يصفني البعض ولكن عندما أُشاهد شعب تحت أرجله كل مقومات الحياة الكريمة وهو بذات الوقت لايجد لقمة عيش يسد بها رمقه ولايستطيع رب أسرة توفير كسرة خبز لأبناءه وأُشاهد أمرأة جنوبية تبحث عن لقمة لعلها تجد خبزة حتى وأن كانت متعفنة لتُطعم أبنتها، أو عندما أُشاهد مواطني الجنوب مُبعثرين بأصقاع العالم بحثاً عن لقمة عيش أوعندما أُشاهد شباب الجنوب يموتون بأرض ليس بأرضهم لكي يوفروا بضعت ريالات لأسرهم.
هنا لابد لي من البحث عن الأسباب التي تؤدي حتما لهذا الوضع البائس لشعب الجنوب.
تحدثت بمقالين سابقين عن الثروات البترولية والمعدنية وذكرت أيضاً فيما لو تم أستثمار فقط مطار عدن الدولي كمحطة ترانزيت دولية تربط الثلاث قارات مع بعضها بخطوط محلاحية جوية لأغتنى الشعب الجنوبي كله.
والأن سأتحدث معكم بلغة الأرقام التي لاتحتمل التأويل ولا التفسير ولاتقبل القسمة، وعندما تتحدث الأرقام ستفهمون لماذا لايُريدون أن يستقر الجنوب وأنا على ثقة تامة بأن معظم الشعب الجنوبي لايعلم بها ولو علم بها لانتفض أنتفاضة أسترجع بها حقه الذي يتم نهبه يومياً، ففي مجال الطاقة النفطية ينتج الجنوب يومياً 1.600.000 مليون وستمائة الف برميل بسعر متوسط للبرميل النفط30$ مما يُعادل 48 مليون دولار يومياً وفي 360 يوم في العام سيصل إيراد النفط فقط بسعر اليوم 17280000$ وأنا هنا أتكلم عن الحد الأدني للسعر لكي لا أُتهم بالمبالغة، ناهيكم عن الأحتياطي المقدر ب 50 مليار برميل من النفط الخام.
أما الغاز الطبيعي الذي يتم أنتاجه يومياً فقد بلغ 9.7 مليون قدم مكعب بسعر 18$ أي بما يُعادل 17460000$ يوميا وفي 360 يوم في العام ليُصبح أجمالي إيراد الغاز سنوياً 31428000$ مع أحتياطي عام من الغاز 70 ترليون قدم مكعب ينافس به الجنوب دولة قطر وروسيا في الأنتاج والتصدير.
أما الذهب فتنتج مناجم الذهب في الجنوب سنوياً وبشكل غير رسمي 962619طن ذهب بمتوسط سعر للكيلو 39000$ والطن يساوى 1000كيلو أي 962619 مليون كيلو فعليكم حسبة المليارات التي تضيع من بين أيديكم.
أما الثروة السمكية في الجنوب فيُقدر أنتاجها ب56 طن أي 56000 كيلو لو قدرنا سعر الكيلو بدولارين فنحن نتكلم عن 112000$ أي مليون وأثناعشر الف دولار يومياً،ناهيكم عن 11مليار ريال أيرادات الضرائب التي يتم تحصيلها من المنافذ البحرية والجوية والبرية الجنوبية.
في محصلة نهائية مليارات المليارت تذهب سدى ولايستفيد منها الشعب الجنوبي.
لذلك سبق وقلت بأن لادول المنطقة ستوافق على عودة دولة الجنوب ولا الفاسدين الذين ينهبون خيرات الجنوب في الوقت الذي لايجد به الشعب الجنوبي لقمة عيشه اليومية.
مصدر أرقام الذهب والبترول والغاز والأسماك وإيرادات الضرائب دراسة للدكتور حسن العاقل ويمكنكم التحقق منها ودعوته ليشرح لكم المزيد من ثرواتكم التي يتم نهبها يومياً بينما أنتم حتى كهرباء لاتتوفر لكم.
فهذه الأرقام ترد على كل من يدعي بأن دولة الجنوب لن تعود إلا بدعم خارجي، ففرض دولة الجنوب كأمر واقع ستجعل كل دول العالم بما فيها دول الجوار التي أفقرتكم يهرولون لكم وحينها ستفرضون شروطكم لاهم الذين يفرضون شروطهم.
فهل نرى دولة الجنوب وفق قاعدة المصالح المشتركة؟
أم ستظل الأمور على ماعليه أنتظارا لمجهول قد لايأتي.
