رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الثلاثاء - 12 مارس 2019 - الساعة 11:03 م

كُتب بواسطة : صالح علي بامقيشم - ارشيف الكاتب



باتت الجزائر ليلة غزيرة المشاعر وهي تنجو - على مايبدو - من مزالق كان القدر يدفنها في الطريق لتقفزها البلاد العتيدة صعبة المراس والتي طالما وضع شعبها اقدامه على حقول الالغام فاخرسها وابطل مفعولها .
هاهي الجزائر بلد المليون شهيد توسد الحزن في قلوب اعداءها ليضمحلوا في جحورهم المقدسة كما فعلت منذ الخامس من تموز المجيد حين اندلعت ثورة التحرير فسحلت الاحتلال الفرنسي والى الابد واحتفظت بعروبتها وهويتها الراسخة في التاريخ .
باعلان " بوتفليقة " تراجعه عن الترشيح اغلق الباب ، ونهائيا على الارجح على مسار الفوضى ، ولبى مطالب شعبه المتحرق شوقا الى التغيير ، وبقيت الرغبة والقناعة والتطلع الى المستقبل بجبروت وثقة الرجال هي العوامل التي مابرحت تهز الامل لكيلا ينام وتبقى الجزائر متدفقة النفس الوطني مستلهمة ذخيرة الكرامة واستقلال الارادة من قواها الحية العابرة باقدارها والصانعة لها لتدق وشم خياراتها في الفضاء المملوك للجزائر ..كل الجزائر .

لطالما كانت هذه البلاد في مرمى نيران المؤامرات الكونية ، التي تحرضها الاحداث السخيفة ، كالتي هاجت في الجزائر مؤخرا بعد اعلان الرئيس ترشحه لولاية جديدة وكانت ادوات الداخل - على ضآلتها - تحك ايديها للانقلاب على العملية السياسية وادخال البلاد في دوامة الفوضى والاحتراب الاهلي ، الذي يعيد الى الذهن الصراع المرير الذي ذاقته مطلع التسعينات حين شهد ابشع عمليات الذبح والسحق والابادة واستعرضت فيه التنظيمات عضلاتها المفتولة وفنونها في الارهاب والترويع .

ومع عبور الجزائر عقبة الخلاف على ترشيح الرئيس البالغ من العمر عتيا فان الحاجة ، اصبحت ملحة ، لرص اولويات المرحلة وتكريس آليات الرشد السياسي للوصول الى انتقال سلس وسلمي للسلطة ، لتجنب الوقوع في براثن الامتحان العسير
الذي قد يرشح عنه تجاذبات توسع هوة الخلاف .
كان الجيش ، ومازال ، مؤسسة رادعة لاية مطامع تستدعي التجارب السيئة في الجوار العربي وباعتباره الدرع الحصين الذي يذود عن الامن الوجودي للدولة ، ويحمي مكتسباتها الوطنية ، فان هذه المؤسسة الجبارة ووحدتها ستكون هي رهان المرحلة للعبور بالجزائر من اتون النفق المظلم والاخطار الماحقة ، اما عملية الانتقال السلمي للسلطة والولوج الى مرحلة مابعد بوتفليقة فستقع على عاتق التيارات الوطنية ، التي تحمل مشروع التحديث والنهضة وتتعاطى حسب ايقاع المرحلة مع التحديات ، بمايلبي تطلعات الاجيال الشابة .
الانتخابات القادمة في الجزائر ، ستمثل محطة مفصلية وهامة لضخ الافكار الجديدة التي تزيد تلاحم النسيج الاجتماعي ، وتكرس الديموقراطية وتعالج الملفات الامنية والاقتصادية وتنتصر لتطلعات الجزائريين .

ان شباب الجزائر الذين اطلقوا لابواق سياراتهم العنان ، وطافوا الشوارع والميادين ابتهاجا باعلان بوتفليقة المسائي ، يدركون ان المشوار الصعب قد تم تدشينه للتو ، لينطلق الجميع للقيام بمسؤولياتهم ، لوضع البلاد على السكة السليمة .

كان هواري بومدين واحمد بن بيلا ومصطفى بن بولعيد ، في نفس سن وظروف شباب اليوم ، حين هرولوا ليصارعوا بشراسة الواقع المرير ، آنذاك ، لوضع مداميك الدولة وخلق الفرص للتغيير الجذري وبناء المؤسسات ، الا ان الاخطاء الفادحة المرصودة تاريخيا هي مايجب ان يحذر جيل اليوم من الوقوع مجددا فيها .