رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الثلاثاء - 16 أكتوبر 2018 - الساعة 10:24 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / صالح أبو عوذل:


ألقى الرئيس اليمني/عبدربه منصور هاديّ ؛ خطابًا فيمناسبة ذكرى ثورة الـ14 من أكتوبر التي انطلقت ضد الوجود البريطاني، وهو الخطاب الذيأثار حالة من الجدل والسخرية لدى قطاع واسع من اليمنيين والجنوبيين الذين تندر بعضهمبعبارته الأخيرة "نحن هنا أين أنتم؟!"، والتي قالها بالإنجليزية ــ ربّماــ ردًا على الساخرين من ركاكة لغته العربية.

 

ثورة في جنوب ممزّق

استهل هادي خطابه بالحديث عن بداية انطلاق ثورة الـ14من أكتوبر 1963م، والتي أكّد أنّها انطلقت "من قمم جبال ردفان الشماء وسقط أولشهيد فيها راجح بن غالب لبوزة، وامتدت جذورها إلى جميع السلطنات والولايات في الجنوب"؛وهنا أراد هادي القول "إنّ الجنوب لم يكن جغرافيا واحدة، حين انطلقت ثورة أكتوبر؛ وإنّما كان جنوباممزقا بفعل سياسة الاحتلال البريطاني، التي قسمت الجنوب إلى ولايات وإمارات، وأنّهلا ضرر من السير على نهج بريطانيا في تقسيم الجنوب إلى إقليميّ (حضرموت وعدن),وهو المشروعالذي يؤكد المتحاورون في صنعاء أنّه مشروع (إقليميّ يمني) قُدم لضرب مشروعية القضيةالجنوبية القائمة على استعادة دولة اليمن الديمقراطية الشعبية، المنقلب عليها بالحربوالاحتلال الذي استمر لأكثر من ربع قرن.

تجاهل هادي ذكر الانتفاضات الجنوبية التي سبقت 14 أكتوبر1963م، والمتمثلة في انتفاضات واحتجاجات، من قبل النقابات والقوى الوطنية الجنوبية،وقد قوبلت بالقمع العسكري البريطاني قبل أن تتحول إلى ثورة مسلحة خلدت باسم الشهيدالبطل/بن لبوزة.

وتشبه بداية الثورة الجنوبية الثانية التي بدأت بمظاهراتسلمية تعرضت للقمع من قبل نظام صنعاء، قبل أن يجبرها العدوان الشمالي الثاني على الجنوبلحمل السلاح وطرده من عدن بدعم من التحالف العربي.

 

واحدية الثورة والأرض

في الفقرة الثانية من خطاب الرئيس هادي، زعم إنّ ثورةأكتوبر في (الجنوب المقسم) هي امتداد لثورة 26 سبتمبر، ملمحًا إلى أنّ ذلك يؤكد"مصطلح (واحدية الأرض والثورة)"، الذي أطلقه بعض من يعقتدوا أنّهم قومجيونفي اليمن، ردًا على مطالب الجنوبيين بالاستقلال.

ثورة 26 سبتمبر...هل هي ثورة تشبه ثورة أكتوبر ؛ بالتأكيدلا... فلا وجه للشبه بين ثورة ضد وجود أجنبي وبين انقلاب على نظام.

كان الزعيم العربي الخالد/جمال عبدالناصر يدعم أيّانتفاضة في أيّ قطر عربي للتّخلّص من الأنظمة القمعية والكهنوتية، ولأنّ (صنعاء) كانتتحكمها "المملكة المتوكلية"، دعم جمال عبد الناصر ؛ قلب النظام هناك من ملكيةإلى جمهورية.

وللمعلومية من قام بالثورة هم "الضباط الأحرار"،الذين دفعوا بقائد حراسة الإمام "عبدالله السلال"، باعتباره سهل لهم عمليةالانقلاب ضد النّظام الملكي، إلى رئاسة أول جمهورية "الجمهورية العربية اليمنية".

الضّبّــاط الأحرار هم من فجر الانقلاب ؛ لكنّ من انتصرللجمهورية هم المصريون والجنوبيون؛فالزعيم الخالد/جمال عبدالنّاصر (وصفه هادي بالمرحوم)،دفع بقوات عسكرية مصرية لدعم الجمهوريين، وقد قتل الكثير من رجالها، بفعل سياسية (فيالليل مع الملكية والنهار مع الجمهورية)، والتي لا تزال تمارس إلى اليوم في تخوم صنعاءوساحل ميدي وحارات تعز.

كما شارك الكثير من رجال الجنوب في محاربة الإمامةودعم الجمهوريين، وقدموا تضحيات كبيرة ؛ انطلاقا من شعارات ومبادئ جمال عبدالناصر القومية،لكن لم يشارك أي شمالي في ثورة 14 أكتوبر ــ الجنوبية ــ وهذا أبسط دليل يدحض ما يسمىبواحدية الثورة.

ويحسب للجنوبيين أنّهم شاركوا في فكّ الحصار عن صنعاء"حصار السبعين"، فالجنوبيون هم من فك الحصار عن صنعاء، ولا أحد سواهم.

 

التقليل من نضالات ثوّار أكتوبر

قلّـل الرئيس اليمني من نضالات ثوار الـ14 من أكتوبر؛ حيث زعم إنّ خروج بريطانيا من الجنوب؛جاء عقب خلافات نشبت بين حزبي العمال والمحافظينفي بريطانيا"، حيث قال "حينها كانت بريطانيا تعتبر الجنوب جزءاً من محمياتالامبراطورية وكان صراعًا بين حزب العمال وحزب المحافظين الذي رفض الخروج من عدن وحزبالعمال يقول لا بدّ أن نسلّم (السلطة) لأنّنا لا نستطيع أن نواجه هذا الشعب".

وهذا الصراع الذي ذكره هادي بين الأحزاب البريطانيةــ ربّما ــ لم يرد ذكره في تاريخ الثورة الجنوبية،ولست مخولاً للحديث فيه، فهناك منعاصروا الثورة وكانوا جزءا منها، فهم المخولون بالرد على ما ذكره خطاب هادي.

 

التحالف العربي احتلال!

وقال هادي "إنّنا اليوم نتذكر تاريخ ومراحل الثورة،وما أشبه الليلة بالبارحة، إنّ ما يحدث في صنعاء حاليًا هو محاولة الحوثي أن يعيدناإلى نقطة الصفر، وهناك في المحافظات الجنوبية أيضًا من يريد أن يقودنا إلى نفس الوضع"؛أي أنّ الحوثيين يريدون إعادة اليمن الشمالية إلى عهد الإمامة، وهذا يبدو جليـًا، فالحوثيونباتوا يتحكّمون في كلّ مفاصل الأمور في شمال اليمن، وذلك بفضل الدعم الإيراني وسياسة(في الليل مع الحوثي والنهار مع الشرعية)، ناهيك عن التحالف الأخير بين الإخوان والحوثيين،والذيأسقط الشمال كلياً بيد الحوثي وباتت القوى الشمالية تسعى عن طريق هادي للسيطرة علىالجنوب،واحتلاله مجددًا.

وأبسط دليل ما ذكرته القياديةالإخوانية/توكل كرمان ــ التي طالبت نائب الرئيس/علي محسن الأحمرــ باجتياح الجنوبواحتلاله، ما لم فـ إنّها قد تتعاون مع الحوثي للسيطرة على عدن مرة أخرى.

 

الاستعمار الجديد

اتهم هادي الجنوبيين بالسعي إلى إعادة الوضع إلى مرحلةالاستعمار البريطاني، فالجنوبيون - يلمح هادي- إلى أنّهم يريدون من المطالبة باستعادةدولة الجنوب، إعادة الجنوب إلى ما قبل 30 نوفمبر 1967م، أي إلى الجنوب الممزق، (ولاياتوإمارات وسلطنات)، على عكس مشروع هادي القاضي بتقسيم الجنوب إلى قسمين فقط.

"لماذا يريد الجنوبيون أن يعيدوا البلد إلى وضعالاستعمار البريطاني...؟!"هل يتهم هادي التحالف العربي بالسعي لـ احتلال الجنوب،على غرار احتلال بريطانيا لعدن؟ خاصة انّه قد ألمح إلى أنّ الحوثيين نجحوا في إعادةالإمامة إلى الشمال "نقطة الصفر"؛أي ما قبل الجمهورية؛فـ هل تشبيه الجنوبيينبذلك؛يعتبر اتهامًا صريحًا للتّحالف العربي بالسّـعي لـ احتلال الجنوب.

وهذا الخطاب الذي رفع ــ مؤخرًا ــ من قبل تحالف قطروإيران، وهو ما يوحي بـ أنّ هادي يتحدث بنفس المصطلحات التي سمعها الكثير على لسانحلفاء الدوحة وطهران في اليمن، وهي التصريحات التي وصفت دول التحالف العربي بقيادةالسعودية والإمارات بدولة احتلال للجنوب المحرّر.

 

توصيف الصّراع في الجنوب

وصف هادي في خطابه "مطالب الجنوبيين"، بالصراعالداخلي في الجنوب،وهذا غير صحيح بالمطلق،فالصراع هو صراع مشاريع، مشروع جنوبي يتمثلفي استعادة دولة الجنوب، مع مشروع يمني يقوده نظام هادي ذاته ويتمثل في تقسيم الجنوبإلى إقليمين، وهو المشروع الذي يهدف في الأساس إلى ضرب مشروعية الوحدة؛كما سبق وأشرتلذلك سلفـًا.

فـ هادي الذي يقول : إنّه لن يسمح بـ أيّ اقتتال جنوبيداخلي، يتوعد بأنّه لن يسمح للجنوبيين بالمضي في مشروعهم المتمثل في استعادة دولتهم،قبل أن يتهمهم بالعمالة لإيران وبأنّ إيران لا تزال تمدهم بحساب مالي في بيروت.

وتحدث أيضًا عن وجود قناة عدن لايف التي أغلقت أثناءالعدوان الحوثي على الجنوب، ولم تعد تبث منذ ذلك الحين.

واعتبر هادي وجود قناة العالم الإيرانية والمسيرة الحوثيةوعدن لايف (المغلقة) دليل على أنّ إيران لا تزال تمد الجنوبيين بالمال، في حين أنّمن هم على علاقة بـ إيران باتوا اليوم في تحالفات علنية مع أتباع الشرعية، ويتظاهرونمعًا ومشاريعهم باتت واحدة.

 

تشبيه من هزموا الانقلاب بالحوثيين

شبه هادي نضالات الجنوبيين بالانقلاب الحوثي، وقال: إنّهم عملاء لإيران، وهو خطاب جاء عقب ساعات من فتوى دينية أطلقها قيادي إخواني شبهالجنوبيين ومطالبهم بالحوثيين وأجاز قتلهم.

فالجنوبيون الذين وصفهم هادي ورجل الدين الإخواني بأنهمعملاء لإيران استطاعوا دون غيرهم هزيمة المشروع الإيراني، وهم من تصدى للعدوان الحوثيحين فرّ هادي وقادة الإخوان من صنعاء وسلّموا كلّ شيء لمليشيات الحوثي الإيرانيةــ بما في ذلك غرف النوم ــ .

وبفضل تضحيات الجنوبيين استطاع هادي العودة إلى عدنمجددًا، بعد أن فر خلسة عن طريق عمان إلى السعودية، عقب أن خانه أقرب المقربين منه،وأبرزهمــ عبدالعزيز بن حبتور ــ .

 

 حوار وطني لمحاربة إيران

قال هادي: إنّهم قاموا بحوار وطني في صنعاء ــ في حينكانت العاصمة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، دون أن يكشف عنها؛لكنه أكد "تحملنا المسؤوليةلكي لا نترك الشعب اليمني يقتاد وفقًا لخطة إيران التي تريد أن تبني الإمبراطورية الفارسيّة".

وتحدث هادي عن ما قال إنّها "شواهد كثيرة علىذلك،عندنا في معتقلاتنا عددٌ من الحرس الثوري الإيراني، وعندنا من أعضاء حزب الله فيلبنان معتقلين، وكنا نحقق معهم ولا ينكرون ذلك ويقولون :إنّنا امتداد للإمبراطوريةالفارسية , وإنّ الامبراطورية الفارسية ستأخذها إلى للبحر الأحمر"."قتباس".

وأكد هادي : أن قد سبق له تحذير السعودية من المشروعالإيراني"، مخاطبًا الجنوبيين بالقول "اليوم نقول لكل من يدعوا للعودة إلىالماضي وإلى إحياء النعرات المناطقية عودوا إلى التاريخ، ستعرفون أنّ العودة للماضيلن تجلب لكم غير الندم".

 

تمثيل الجنوبيين في الحوار

تحدث هادي عن مشاركة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحواراليمني؛غير أنّ الفريق الذي شارك بقيادة/محمد علي أحمد ؛انسحب احتجاجًا على الانقلابعلى ما تمّ التوافق عليه مع الرئيس/هادي بـ أن يمنح الجنوب إقليمًا منفصلًا عن صنعاءعلى حدود العام 1990م، وهو المشروع الذي جاء عقب ما عرف بمؤتمر القاهرة 2011م، وقدانسحب بن علي عقب انسحاب الفقيد المناصل "أحمد بن فريد الصريمة" احتجاجًاعلى عدم منح الجنوب إقليمـًا موحداً.

خرج الجنوبيون في سبع تظاهرات مليونية، رفضًا لمخرجاتمؤتمر الحوار اليمني، التي قالوا :إنّها تستهدف بلادهم وتضرب مشروعية قضيتهم العادلةالقائمة على استعادة دولة دخلت في وحدة سلمية انتهت بالحرب والاحتلال.

... ــ حينها ــ لم يبق في حوار صنعاء من يمثل الجنوبيين،وحتىالشخوص الذين تمّ الدفع بهم لتمثل الجنوب، لم يكن أحد منهم من قيادات الحراك الجنوبيالحقيقية, أو من كانوا يمثلون تطلعات الجنوبيين، بل هم اتباع لهادي ألبسهم لباس الحراكالجنوبي بعد انسحاب محمد علي أحمد.

فلم يكن الحراك ممثلًا في الحوار الوطني بعد انسحابفريق بن علي، كما أنّ هادي رفض الاستماع , أو على الأقلّ قبل بـ الحوار مع القوى الجنوبيةالتي رفضت مشروع الأقاليم الستة.

 حتى إنّالأموال التي قدمتها الكثير من الدول المانحة لمعالجة قضية الجنوب ذهبت إلى خزينة تنظيمالإخوان الحاكم الفعلي لليمن بعد 2011م، والتي أعلن عنها "اثنين مليار وثلاثمائةوخمسون مليون دولار"، لا يعرف مصيرها إلى اليوم؛لكن ــ على الأرجح ــ أنّها ذهبتإلى خزينة تنظيم الإخوان حلفاء الدوحة.

وقال هادي مخاطبًا اليمنيين "تتذكرون أنّي قلتإنّ القضية الجنوبية هي المرجع لكل مخرجات الحور الوطني واستمرينا في هذا الاتجاه وانتقلالحوار الوطني إلى فندق موفنبيك"؛ لم أدر ما علاقة نقل الحوار إلى الفندق بمعالجةقضية الجنوب".

 هادي الذيرفض كل أشكال الحوار مع الجنوبيين، قال:إنّه ماضٍ في مشروع الأقاليم الستة , وإنّ خمسةمن زعماء العالم أيدوا "دولة الأقاليم الستة"، فحكومة صنعاء سبق لها وتحاورتمع عناصر تنظيم القاعدة؛لكنّــها رفضت أيّ حوار مع الجنوبيين، بل إنّها أتت بشخصياتصورية لتقرير مصير الجنوب بما ارتضاه هادي.

 وصف هادي"حكم الهضبة"، بـ"المركزية المقيتة"، غير أنّ دستور الدولة الاتحاديةأقرّ أن تذهب جزء من ثروات الجنوب إلى صنعاء "المركز"، ثم توزع على الأقاليمالتي لا توجد فيها ثروات، ناهيك عن أنّ هادي يسعى لتمكين مأرب من أجزاء من شبوة وحضرموت،وهذا يفضح دولة الأقاليم الستة التي يهدد هادي بفرضها على الجنوبيين.

طالب هادي اليمنيين بالصبر لمواجهة الأزمات الاقتصادية،وهيمطالب متكررة لشعب مل من الوعود الكثيرة، في ظلّ استحواذ حكومة هادي على كل موارد البلادمن ميناء ومطار وغيره، فميناء عدن الذي يديره موالون لهادي لا أحد يعرف أين تذهب موارده،وغيرها من الموارد.

وزعم هادي إنّ الأزمة الاقتصادية جاءت كـ مؤامرة خبيثةللإطاحة به من الحكم، في حين يقول رئيس الحكومة/بن دغر: إنّ الأزمة ناتجة عن تجريفللعملة الصعبة من قبل الحوثيين والانفصاليين والإرهابيين.

توعّد هادي بالدفاع عن الدولة الاتحادية ــ مهما كلفهذلك من ثمن ــ قائلاً إن "أيّ طرف يفكر أن يعيد اليمن إلى ما قبل الاستقلال,ويريدأن يعيد اليمن إلى حكم الكهنوت والإمامة هذا مستحيل لأنّ الشعب اليمني قد شب عن الطوقواليوم في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات، فالعالم تغير".. مطالبا الشعب الذيشب عن الطوق "أن يتغير فقط، وأن يمشي مع الركب".

بقي أن نشير إلى أنّ هادي بعث برسائل إلى السعودية؛أكّدفيها أنّ الشمال بات مع الحوثي الإيراني، وأنّ الجنوب ماضٍ إلى يد إيران أيضًا، وأنّالحل يكمن في دعمه للتخلص من القوى الجنوبية أولًا ثم التخلص من الحوثي لاحقـًا.

فمواجهة الجنوبيين تسبق أيّ مواجهة للحوثيين الذينيحكمون شمال اليمن. كما أراد هادي قوله للرياض ــ انطلاقًا من فتوى الشيخ/عبدالله صعترــالذي قال :  "الضرورات تبيح المحظورات".