رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الخميس - 18 أكتوبر 2018 - الساعة 10:10 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير / دنيا حسين فرحان

وحدها الأوضاع الاقتصادية هي المتحكم الأول في حياتنا، فلا يمكن للمواطنين العيش إذا لم تتوفر لديهم أبسط مقومات الحياة السوية كالغذاء والماء وقوت اليوم ، الذي يبحثون عنه في أزقة الشوارع والأعمال الحكومية والخاصة , فكيف ستكون الأوضاع بخير ؛ إذا كان هناك خلل في اقتصاد البلاد، وتلاعب كبير بسعر العملات، وكذا هبوط للعملة المحلية الذي أدى لزيادة الأسعار بين كل ساعة وأخرى.. بعد موجة الغلاء التي اكتسحت السوق، وحالة الغضب التي اجتاحت الشوارع، والعصيان المدني وتوقف بعض القطاعات عن العمل، أبرزها المدارس دخل الجميع في حالة قلق وترقب لما ستحمله القوى السياسية من أحداث وقرارات وكيف يمكن أن تأثر على حياة المواطنين، والتي نعرض أبرز مؤشراتها في التقرير التالي...

تسارع الأحداث 
الأحداث الأخيرة وتسارعها خاصة على صعيد الاقتصاد ؛ كانت ولا زالت تهدد حياة المواطنين كل يوم، فكل شيء أصبح في غلاء فاحش، وأصبح أبسط ما يحلمون به لا يمكن تحقيقه، وقد يصل بهم الحال للاقتتال من أجل الحصول على لقمة العيش، وبذلك تصبح حياتنا يحكمها قانون الغاب، عنوانه البقاء للأقوى بل للأغنى إن صح التعبير.

أساس انفجار الأزمة
لا يوجد حديث يدور بين المواطنين هذه الأيام ؛ سوى عن سعر صرف العملات وخاصة "الدولار والريال السعودي" ، وكم هي قيمتهما مقابل "الريال اليمني" ، ونجد تهافت كبير على مكاتب ومحلات الصرافة في مختلف المديريات لبيع وشراء العملات، فهناك من يعتبر هذا مكسب كبير له يعود عليه بالفائدة، وهناك من يخسر كثيرا ويتحسر على سوء وضعه وحياته، كلما أرتفع سعر صرف العملات.

ارتفاع متواصل وراتب محدود 
الغريب في الأمر ، إن ارتفاع سعر صرف "الدولار والريال السعودي" يزداد بين كل ساعة وأخرى، ليصل أحيانا قيمة "الدولار الواحد" لأكثر من (700 ريال يمني)، و"الريال السعودي" لأكثر من (185 ريال يمني) ، وهذا ما تسبب بالجنون للمواطنين، الذين رواتبهم أصبحت لا تكفي لشراء "الراشن" من المواد الغذائية، فقيمة "الجونية الرز" تفوق الـ(45 ألف ريال)، فإذا كان راتبه أقل من ذلك كيف سيتمكن من شراء بقية المستلزمات، وكيف سيستطيع شراء احتياجات أسرته وأطفاله، وكيف سيدفع قيمة منزلة المؤجر، وكيف سيكمل الشهر وقد انتهى راتبه في أوله..

لكل فعل رد فعل 
من الطبيعي أن تكون هناك ردة فعل عنيفة لكل فعل جاء ليصعب علينا مهمة العيش بسلام، وهذا بالضبط ما حدث فور انهيار العملة، وارتفاع الأسعار من قبل المواطنين، فهناك موجة غضب شعبي رأيناها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جدي أو ساخر، تحولت بشكل "عصيان مدني" – على أرض الواقع – يومان من كل أسبوع، وإغلاق للطرقات وأغلب المحلات في بعض المديريات، أبرزها مديرية صيرة التي تعد المديرية الأكثر تفاعلا مع العصيان.
لم يتوقف الحال هنا ؛ بل وصلت الاحتجاجات بالمواطنين لإعلان عدد من النقابات الإضراب عن العمل، وأبرزها نقابة المعلمين التي صرحت وأكدت على بقاء الإضراب إلى أن يستجاب لمطالبهم، وعمل زيادة في الرواتب، وكذا الحصول على جميع حقوقهم المالية، وإلا سيستمر الإضراب وستغلق المدارس، ولن يأتي الطلاب للدارسة، وذلك للضغط على الحكومة من أجل التدخل لإنهاء معاناتهم ؛ التي وصفوها بالظلم الكبير لهم، في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.

إغلاق أهم وأخطر مرفق 
كانت إحدى نتائج الأزمة الاقتصادية البارزة ؛ إغلاق المدارس وتوقف العملية التعليمية، وحرمان الطلاب من حقهم في التعليم، كل هذا بسبب الظلم والإجحاف الذي يتعرض له المعلمون ؛ خاصة بعد انفجار الأزمة الاقتصادية، فرواتبهم القليلة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا توفر أبسط متطلبات أسرهم , فقد نجد راتب معلم أو معلمة لا يتجاوز الـ(40 ألف)، فماذا ستكفيهم في ظل هذه الأوضاع , حتى العلاوات حرموهم منها منذ سنوات طويلة، فتوصل بهم الحال إلى اتخاذ قرار مصيري تجاه أنفسهم، واتجاه التعليم بشكل عام , فقرروا الإضراب والتوقف عن الحضور للمدارس، كان أول الغيث الذي جاء بعدة تصعيد للمطالب ؛ مثل توقف التعليم تماما في المدارس الحكومية، إلى أن يستجاب لكافة مطالبهم ، فلن تكفيهم زيادة الـ(30%) فوق الراتب، هم يطالبون برفع رواتبهم لتتماشى مع الأوضاع، وتمكنهم من توفير كل احتياجاتهم، كما يطالبون باستعادة كافة حقوقهم المالية، التي سلبت منهم واعتبروها نوع من الظلم لهم.

فجوة كبيرة 
ما زال الوضع معقدا في المدارس الحكومية، التي أغلقت أبوابها في وجه تلاميذها ، بينما المدارس الخاصة مستمرة في التعليم ؛ مما تسبب بفجوة كبيرة في قطاع التعليم، قد يؤدي إلى انهيار المنظومة التعليمية للطلاب في مختلف مراحلهم العمرية، وخلل في إدارة وزارة التربية والتعليم ، التي لم تقدم أي إجراء حازم بشأن ما يحدث وتبقى آمال المعلمون معلقة حتى يحصلون على حقوقهم كاملة، وإلا سيستمرون بالتوقف عن التعليم إلى أجل غير مسمى.

الغلاء سيد الموقف 
يبقى الوضع على ما هو عليه، ويظل المواطنون مترقبون لما ستحمله الأيام القادمة من تطورات على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ومتوجسون لحدوث اشتباكات أخرى وتحولها إلى حرب أهلية، ويبقى الغلاء هو سيد الموقف في جميع الحالات، فكيف سيتمكنون من العيش في هذا الوضع الكارثي، دون أن يكون لديهم دخل أو حتى وطن آمن يعيشون فيه.