رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



والد مصمم صور قتلى الحوثيين

اخبار وتقارير

السبت - 17 نوفمبر 2018 - الساعة 03:26 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / متابعات


"انتابني شعور غريب، وبدأت القشعريرة تغزو جسدي، حينما وقعت عيني على صورة شهيد، تحمل اسم حسين يحيى الصري، إنه أبي!".
هذا ما قاله الشاب "سفير حسين الصري"، من أبناء ساقين بمحافظة صعدة، والذي يعمل مصمما لصور قتلى جماعة الحوثي، بعد أن وقعت عينه على صورة والده من ضمن من يجب عليه أن يصمم لهم إطارا جميلا ضمن مهمته لتزيين الموت!
يمكن القول إن هذا هو حال الكثير من الأسر اليمنية، التي فقدت أفراد منها ممن غرّر بهم الحوثيون، ودفعوا بهم إلى جبهات الموت، دفاعا عن مشروع الجماعة الذي يعتبره كثير من اليمنيين، مشروع دموي طائفي، دخيل على المجتمع.
آلاف اليمنيين، قتلوا تحت راية الحوثي، أحدثوا ثقبا في نفسية أسرهم وأقاربهم، فما أحدثته الحرب التي أشعلها الحوثيون لا يمكن وصفه بالكلمات، ومن الصعب أن يتعافى المجتمع منه سريعا.

صدمة
يستطرد الشاب "سفير الصري"، متحدثا عن مشاعر الحزن والانهزام التي اعترته حينما أدرك أنه مضطر لتصميم إطار يجمّل به موت والده، كان سهلا عليه أن يصنع هذا مع آلاف الصور، لكنه يبدو في غاية الصعوبة، حينما أصبح الأمر يتعلق بوالده!.
لم يتوقع أن يأتي مثل هذا اليوم، "تركت الماوس، وحملت الجهاز إلى حضني، قبّلت الصورة، وأثناء ذلك، تذكرت تلك الأيام التي لطالما شعرت أنني لا أريد أن أتذكرها، خوفا من وجع قلبي، الذي لا أقوى عليه"، يقول "الشاب سفير" بحرقه.
أصبحت جماعة الحوثي أقرب الطرق إلى الموت، ولم تكتفِ بأن تصبح عنوانا للموت، بل جعلت منه خيارا محبّبا لدى أتباعها الذين حقنتهم بقدر هائل من التبلد، حتى أصبحوا لا يكترثون لأحوال أسرهم ومن يعولونهم، وكيف ستغدوا أحوالهم بعد أن يفقدوا عائلهم الوحيد.
أدرك الشاب "سفير الصري"، أنه بحاجة ماسة لتبادل الحديث مع والده، لكن للأسف بعد أن فات الأوان، بعد أن أصبح رسما من حبر على ورقة، لا يكلف جماعة الحوثي سوى بضع ريالات.

صورة مغلوطة
تعود اليمنيون ممن يتابعون إعلام الحوثي، على مشاهد الآباء والأمهات وهم يجددون العهد على المضي في طريق ابنهم أو قريبهم الذي سقط دفاعا عن المسيرة الحوثية، لكن لا يبدو الحال خارج دائرة كاميرا إعلام الجماعة على هذا النحو..
لا أحد يفرح بفقد قريبة، بل إن الحزن والصدمة تكاد تدمر آلاف الأسر التي تحولت حياتها إلى جحيم بسبب فقدانها أحباب وأقارب في هذه الحرب المجنونة، هناك حقد وغضب يتأجج، وحالة رفض لا شعورية للحرب..
يلخص الشاب "سفير الصري" هذا الأمر، بتأكيده على أن والده ذهب ضحية مسيرة الزيف والتضليل، في إشارة منه لما يسمى "المسيرة القرآنية الحوثية"، بل ذهب أكثر من ذلك إلى وصفها بأنها "مسيرة عنصرية، ومسيرة خداع وبيع وفساد وخيانة".
ويستدل على وصفه لجماعة الحوثيين ومسيرتها، بأنها "عنصرية"، بإيراد قصة زواجه، مشيرا إلى أنه تزوج من إحدى الأسر الهاشمية، وهو ما جعله عرضة لحرب شنها عليه أفراد السلالة، كونه من خارجها، وبالتالي فإن زواجه من هاشمية، يعتبر خرقا لقانون تلك السلالة التي تعتقد أن الله فضلها على العالمين.
ذهبوا في حربهم عليه مذهبا لا إنسانيا، فبحسب روايته، أنه بعد أن تزوج، قام المشرفون والنافذون في الجماعة "ممن وصلوا للمناصب على أجساد الشهداء" حسب قوله، قاموا بقطع معاشه، للتضييق عليه، بالرغم من أن والده من أكثر المضحين مع الجماعة، وقد بذل أمواله من أجلها.
هذه ليست سوى واحدة من مئات الحالات، لأسر خسرت أبنائها أو عائلها في الحرب إلى جانب الحوثيين، منهم من ذهب للقتال دون علم أسرته، ليجعل من نبأ موته ينزل عليها كالصاعقة.