رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

السبت - 01 ديسمبر 2018 - الساعة 04:25 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير / دنيا حسين فرحان

  •  يوم الاستقلال الوطني جاء تتويجًا لنضال شعب قدم قوافل من الشهداء والجرحى 
  • ملاحم وتضحيات شعب الجنوب في نيل الاستقلال الأول هي الطريق الأمثل لنيل الاستقلال الثاني
  • علينا الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي إن أردنا الحصول على الاستقلال الثاني 


تهل علينا ذكرى جنوبية عظيمة ؛ وهي الـ(30) من نوفمبر، التي كانت الخط الفاصل في نيل الاستقلال بعد جلاء آخر جندي بريطاني من محافظة عدن، والتي تصدى أبناؤها للاحتلال بكل بسالة وشجاعة تحت هدف واحد هو "التحرير واستعادة دولتهم" التي سلبت منذ سنوات عجاف.. فبعد أن تمكنت عدن من تحرير نفسها من براثن الاستعمار، لم تكن تدرك هي وكافة أراضي الجنوب أن محتلا آخر سيكون طامعا بخيراتها مستنزفا لمواردها، وقد نال هذا بالفعل بعد "إعلان الوحدة" التي عصفت بشعب الجنوب عامة وأدخلتهم في صراعات ودوامة فساد وتردٍ بمختلف القطاعات، منها إغلاق العديد من المصانع والأماكن التي جعلت عدن رائدة في الوطن العربي والعالم أجمع.. (4مايو) رصدت آراء عدد من الشخصيات المجتمعية في الجنوب وأعدت التقرير التالي..

العوامل التي ساهمت في استقلال عدن
تأثر أهالي عدن بالخِطابات الثورية التي كان يُطلقها الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر"، وكذلك الأناشيد الحماسية والأغاني الوطنية التي كانت تبثها إذاعة القاهرة، فتنامى الحس القومي لديهم، كما طالبت الهيئات بإسقاط حكم الإمام في الشمال، ممّا أدى إلى موجاتِ نزوحٍ كبيرةٍ بين السكان المُطالبين بالاستقلال، وقد اضطرب البريطانيون لذلك، فعرضوا أنّ يشكلوا اتحاداً فدرالياً، عُرف باسم (اتحاد الجنوب العربي), وكان يضم خمس عشرة سلطنةً، ظناً منهم أنّهم بهذا الإجراء يُؤيدونَ المُطالبات بالاستقلال الكامل لأراضي الجنوب، ويُسكتون أصوات المطالبين به، إلّا أنّ حركات المقاومة زادت وتيرتها "كجبهة التحرير القومية" بدعمٍ من مصر، حيث تمّ قتل المندوب السامي البريطاني بانفجارِ قنبلةٍ، ممّا أدى إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد. 

استقلال الجنوب 
استمرت مُقاومة شعب الجنوب للاستعمار وهجومهم على معاقل القوات البريطانية بعد تلك الحادثة، إلى أنْ أعلن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك "هارولد ويلسون"، انسحاب كافة القوات البريطانية من عدن، ومن كافة الأراضي اليمنية، وكان ذلك بتاريخ (30 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1967م)، وتحديداً قبل الموعد الذي تمّ التصريح به للانسحاب، وهكذا نال الجنوب استقلاله ، وبات يُعرف في المحافل الدولية رسمياً باسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". 

الاستقلال مطلب
وبعد أن اندلعت حرب (2015م) وتحررت بعدها كل المحافظات الجنوبية ؛ أصبح الاستقلال هو مطلب كل شعب الجنوب، وتسعى مختلف الأطراف السياسية الجنوبية لتحقيق ذلك مهما كانت التحديات والصعوبات التي تعترض طريقها.
ها هي ذكرى (30 نوفمبر) تحل علينا من جديد حاملة معها أماني ومطالب كافة أبناء الجنوب الأحرار، ليعيد التاريخ نفسه ويتحقق الحلم المنشود وهو الاستقلال. 

يوم ميلاد دولة 
البداية كانت مع الإعلامي/ نصر الأشول الذي قال: "بالنسبة لعيد الـ(30من نوفمبر)، هو يوم ميلاد دولة جنوبية مستقلة كاملة الأركان ، ويعد لنا من أكبر وأجمل الأعياد الثورية طوال عمر الدولة الجنوبية، ونقطة انطلاق الجنوب لبناء ثورته"..  
ويضيف: "نود من الشعب الجنوبي ؛ تلبية دعوة الممثل والحامل لقضيتهم، والحشد إلى العاصمة عدن لإقامة مليونية للاحتفاء بهذا اليوم التاريخي العظيم.. ونأمل أن يتحقق لنا الكثير من آمالنا بهذا اليوم وبهذا العام في القضية الجنوبية، وأن نخطو خطوة أكبر من خطوة (4مايو) وما بعدها"..
وأوضح: "نريد من الانتقالي أن يفاجئ الشعب الجنوبي ؛ بقرارات تفي بحق هذا اليوم، كما نتمنى أن يتم الإعلان الرسمي والواضح في البدء بمرحلة السيطرة على الأرض وتطبيقها".. مشيرا: "أما بالنسبة لإعلان الاستقلال، فهذا ليس وقته الآن خاصة في هذا العام، كون البلد يئن من الفقر والمجاعة ، وكل المؤسسات الحكومية تم استنزافها من قبل ضباع الحكومة الشرعية ، فلا يستطيع الانتقالي أن يرتكز على عَصَاته بسهولة، إلا بعد ترتيب كافة أموره في سبيل إعلان الدولة المستقلة".

ذكرى غالية 
ومن جانبه تقول الأخت/ سها البغدادي ، باحثة في الشأن العربي ومستشار إعلامي لحركة الأيادي البيضاء الجنوبية بمصر: "ذكرى الـ(30 من نوفمبر) ذكرى غالية جدا علينا كعرب ؛ لأنها ذكرى جلاء الاستعمار البريطاني (التي لا تغيب عنها الشمس)، وقد غابت بفضل أبطال الجنوب الأحرار، وأتذكر أن الفنانة المصرية فايدة كامل قد شاركت في هذه الذكرى بعمل فني، وقد غنت بصوتها المتميز أغنية (يا ردفان ثوري يا ردفان عمر الحر ما يرضى هوان ، قابلي العدوان بالعدوان واضربي بسلاح الشجعان ، الأسد البريطاني انهار وهيرحل في جبينه العار وادي يومك جه يا استعمار وبلادنا هتعيش في أمان".
وتضيف: "إنني من عشاق الأغاني الوطنية، وكانت هذه الأغنية تعتبر سر من أسرار اهتمامي بالقضية الجنوبية ؛ لأن كلماتها شجعتني عن البحث فيها، خصوصا أن الفنانة (فايدة كامل) من الفنانات المعروفين بحبهم وتقديرهم للوطن، وإذا غنت لشعب عربي آخر غير الشعب المصري، فهذا يعني أن هناك قضية حقيقية وعلينا النظر إلى تاريخها".. 

جنوب مستقل 
وتقول: "أملي الوحيد ؛ هو أن أرى الجنوب مستقلًا معلنًا عن هويته كدولة عربية حرة مستقلة، مثلما كان قبل الوحدة عام (1990م)، وأؤكد للجميع ؛ أن جميع آمال شعب الجنوب ستتحقق فور الحصول على الاستقلال ، لأن حلم الجنوب في الاستقلال مفتاح لحل مشكلات شعب الجنوب".

أجمل التهاني 
بينما يقول عميد ركن/ مساعد الحريري: "بمناسبة احتفال شعبنا الجنوبي بذكرى الاستقلال الأول لرحيل آخر جندي بريطاني من عدن، أتقدم بأجمل وأرق التهاني لشعبنا العظيم الجبار، أن يحافظ على مثل هذه المناسبات العظيمة التي أتت بعد كفاح مسلح مع المستعمر البريطاني الذي جثم على أرض الجنوب قرن وربع القرن أو أكثر".

احتلال أبشع 
ويضيف: "لم يغادر المستعمر إلا بعد تضحيات كبيرة قدمها الشعب الجنوبي خلال أربع سنوات من الكفاح المسلح، وعلينا أن نغرس تلك الملاحم البطولية في أعماق أولادنا خاصة والظرف الحالي يشبه تلك السنين العجاف، كون الجنوب تعرض للاحتلال الشمالي الذي هو أبشع عنجهية واستبداد من المستعمر البريطاني، لقد حل علينا استعمار متخلف وآن الأوان لمقارعته، عندما انطلقت الثورة السلمية للحراك الجنوبي في (2007م) ولأكثر من عقد من الزمن وشعبنا يناضل لأجل استقلال الجنوب الثاني نسأل الله أن يحقق لنا آمالنا في عودة الجنوب".

لم يحن الوقت 
وأوضح: "آمالنا كبيرة ؛ لكن لم يئن الوقت لتحقيقها، مازلنا أمام حرب عبثية أكلت الأخضر واليابس، وما زالت تحصد الأرواح من شباب الجنوب الذي يقدم حياته رخيصة لأجل الكرامة والعزة، بعد أن شهد الجنوب اجتياح الغزاة الحوثيين بإسناد إيراني.. فبشائر النصر كبيرة بإذن الله، وسوف يعود الجنوب رغما عن أوهام المتخاذلين وتجار الفيد والحرب".

تضحيات جسام 
فيما يقول الأخ/ أدهم الغزالي ، رئيس دائرة الشباب والطلاب بالمجلس الانتقالي م/لحج ، بهذه المناسبة: "إن الثلاثين من نوفمبر (1967م)، يعتبر ميلاد جديد للجنوب بعد أن عاث الاستعمار فسادا في هذه الأرض الطيبة خلال أكثر من قرن وربع من الزمن، وكان الفضل بعد الله لثوار أكتوبر الأحرار الذين رووا تراب هذا الوطن الغالي من دمائهم الزكية".
وأضاف: "إننا بهذه المناسبة العظيمة نستذكر تلك التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا في سبيل حريته واستقلاله، وهي خارطة طريق لا زلنا نسير في ظلالها حتى تحقيق الاستقلال الثاني وإعادة الأمل لشعبنا في استعادة دولته من جديد والتخلص من جميع أنواع الاحتلال (العفاشي - الإصلاحي – الحوثي)، ومن سار على نهجهم".

في الاتحاد قوة 
ويقول: "لتحقيق ذلك علينا كجنوبيين ؛ أن نتحد في خندق الثورة صفا واحدا ضد هؤلاء الأعداء، وعلينا أن نقبل بعضنا لكي نحافظ على النسيج الاجتماعي الجنوبي الذي من خلاله نستطيع إفشال كل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيته العادلة".

شعلة الثورة المتوقدة 
كما كانت لنا وقفة مع الأخ/ عادل العبيدي ، ناشط إعلامي وسياسي ، حيت قال: "عيد استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني ، يبين مدى حب أبناء الجنوب لأرضهم ووطنهم ، التي يحبون أن يعيشوا عليها بعزة وكرامة ورجولة ، وأنهم أحرار لا يقبلون الذل والمهانة مهما كان نوع المحتل الجاثم على أرضهم ، ومهما كانت المغريات والتبريرات والأحلام الوهمية التي تارة يحاول بها المحتل أن يغر أبناء الجنوب ، كي يطفئ شعلة الثورة المشتعلة بداخلهم ، ويوقف غضبهم المتصاعد ضده".
ويضيف: "مهما كانت بشاعة وجسامة الجرائم والاضطهادات والاعتقالات التي تارة أخرى يحاول بها المحتل ترهيب وتخويف شعب الجنوب الحر ، إلا أن كل تلك الأساليب لم تكن نافعة مع شعب الجنوب العاشق دوما وأبدا للحرية والاستقلال".

تغافل عالمي 
وأكد: "بهذه المناسبة الجنوبية العظيمة ؛ ستزداد رفرفة علم الجنوب عزة وعظمة على أرضه الغالية ، الذي به يذكر المجتمعَين (العربي والعالمي)، أنه ولوقت قريب كان رمزا لدولة الجنوب المستقلة وذات السيادة ، فلماذا هذا التغافل العالمي عن ثورة الجنوبيين المطالبين فيها استعادة دولتهم؟".. متمنيا بهذه المناسبة أن يكون الجنوبيين على أمل كبير، بأنهم سيكونون على موعد مع استقلاله الثاني.. 

لا سلام بدون نيل الاستقلال
وأشار: "لسرعة تحقيق ذلك عليهم أن يلتفوا حول المجلس الانتقالي الجنوبي حامل قضيتهم، كما نطالب دول الجوار العربي ودول العالم ومنظمة الأمم المتحدة الاعتراف بدولة الجنوب دولة حرة مستقلة ذات سيادة ، خاصة بعد الانتصارات العظيمة التي استطاع الجنوبيون تحقيقها ضد (الميليشيات الحوثية) إلى جانب دول التحالف برهنت لدول الجوار وللعالم ككل ، أن الجنوب يسير إلى جانبهم في طريق حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وأنه لا سلام بدون نيل الجنوب استقلاله الثاني".

ذكرى وطن
وآخر لقاءاتنا كانت مع الإعلامية /سميرة باضاوي التي تقول: "عيد الجلاء ؛ ذكرى وطن ووفاء لكل التضحيات الجسام التي رسم ملامحها الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لهذه الأرض، وليخلد لهم التاريخ يوماً يذكر به العالم بالمجد الجنوبي، هذا اليوم بمثابة ميدالية ذهبية في صدور كل الجنوبيين ووسام شرف واعتزاز".
وتضيف: "واجب علينا في هذه الذكرى الخالدة ؛ أن نعرّف الجيل الصاعد بحجم التضحيات والدماء الطاهرة التي سقت الأرض وحمت العرض، هذا الإنجاز العظيم الذي حققه آباؤنا وأجدادنا لابد أن نحافظ عليه وأن نجعله مثالاً لأروع الملاحم البطولية في تاريخ النضال". 

بزوغ فجر جديد
وتضيف : "آمالنا بالله كبيرة ننتظر بزوغ فجر يحمل لنا الخير وبشائر النصر، يسقي بها عطش أرواحنا ويعيد للأرض شموخها ومجدها، لنوحد الصفوف ونكثف الجهود ونمضي على نفس الهدف المنشود، ولنبتعد عن المهاترات والمشاحنات، ونركز على الهدف مثلما فعل آباؤنا وأجدادنا في نيلهم لاستقلالهم وتحقيق هذا اليوم العظيم في تاريخ الأمة، فلا ننظر لمجريات الأمور بنظرة سلبية ؛ بل نتفاءل ونعمم الإيجابية بيننا وننشر روح المحبة ونعمق ونؤصل الوطنية، ونرفع راية الوطن بكل اعتزاز وشموخ، ونحبط محاولات كل من يتربص بتفكيك اللحمة الجنوبية والنسيج الجنوبي الواحد".