كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الخميس - 17 يناير 2019 - الساعة 12:45 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع / دنيا حسين فرحان

صالح ناجي : ذكرى لها طعم خاص كوننا نقترب من ملامح استعادة الدولة الجنوبية

ياسمين مساعد : إعلان التصالح والتسامح أهم خطوة اتّخذها الجنوبيّون بعد عناء السنيين وشقائها لأنّ وطننا مصدر عزتنا وكرامتنا 

المحرابيّ : ثقافة التصالح والتسامح هي قيمة إنسانية وأخلاقية وضرورة ملحة نحو تعزيز وتعميق الاصطفاف الوطني الجنوبي 

المعكر: بالتصالح والتسامح سنعيد ما سُلب منا بسبب ماضي قديم خضناه مع أبناء جلدتنا 

بن سعادين : بالتصالح والتسامح طوى الجنوبيين صفحة مآسي الماضي وحولوا الهزيمة إلى نصر والأحزان إلى أفراح



إنّها الذكرى العظيمة التي انطلقت من منطقة النضال الجنوبي (ردفان) ، والتي طوت ورائها صفحات الماضي الأليم بكلّ الخلافات والتفرقة ، وجاءت بعهد جديد يحمل كل مشاعر الألفة والمحبة بين أبناء الجنوب عامة...التصالح والتسامح ؛ هي ذكرى نحتفل بها كل عام ، وبكل عودة لها آمال كبيرة في استعادة دولة الجنوب العربي من جديد ، بعد أن تمت الوحدة بين أبناءه في مختلف بقاعهم ومناطقهم... (4مايو) تستعرض في هذا التقرير آراء مجموعة من أبناء الجنوب في هذه المناسبة، وما هي طموحاتهم وآمالهم بالعام الجديد وفي قادم الأعوام...

تجاوزنا الماضي 
بداية جولتنا الاستطلاعية كانت مع الناشط / علي محمد السليماني ؛حيث قال : "ذكرى التسامح والتصالح ؛ تعني : تجاوز سلبيّات الماضيّ ، ووحدة الصف الجنوبي من القاع إلى القمة لشعب ظلت تطحنه التجارب والصراعات وتم إدخاله في مشروع إعلان وحدة على عجل في (22 مايو 1990م) ، ولكون ورث بعد السيطرة على الأوضاع في الجنوب عام (1986م) التزاماتها واتفاقياتها عن من سبقوه من حكام الجنوب...فبدون شكّ الهدف الاستراتيجي للتصالح والتسامح الذي كان لنا في منتدى السليماني الثقافيّ والاجتماعيّ بالعريش شرف الدعوة له منذ ما بعد هزيمة الجنوب واحتلاله في (7/7/94م) وتجسد بزخم جماهيري في (13 يناير 2006م) من جمعية ردفان الخيرية بعدن ، بعد تعاظم المعاناة الجنوبية واتساع رقعتها في أرض الجنوب شرقًا وغربًا".
ويضيف: "وقد تجسد الهدف الأوّل في انطلاق حركة الاحتجاجات للحراك الوطني الجنوبي في (7/7/2007م)، وأعطى ثماره في التّصدّي الجمعيّ لشعب الجنوب وشبابه في تصديهم للغزو الشمالي المدعوم إقليميًا تحت يافطة "الحوثيّ العفاشيّ" في (مارس 2015م) وتحقق الانتصار في نهاية (يوليو 2015م)".
وتابع بالقول: "يحدونا الأمل هذا العام في أن يراجع الأخوة من بعض قيادات الجنوب التي تحمل مشاريع خاصة بها أن تعود إلى الصواب ، وأن تحمل مشروع شعب الجنوب ، كما تحمل عبئها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي ورفاقه ؛ فيكفي انقسامات في الصف القيادي الجنوبي...وعليهم أن يدركوا أنّ مشاريعهم المنقوصة أوجدت انقسامات (جنوبية – جنوبية) دون أن يقبلها أيّ طرف شمالي من أطراف الصّراع المحتدم"...لذا نأمل خلال المرحلة القادمة ، أن تنتصر القضية الوطنية الجنوبية بالاعتراف بدولته المستقلة كاملة السيادة ، وعلى كامل خط حدودها الدوليّة المعروف .

عام الاقتراب 
ومن جانبه يقول الإعلاميّ / صالح ناجي : "في هذا العام سيحتفل الجنوبيون بهذه الذكرى الغالية على قلب كلّ جنوبي بمزيد من المحبة والود والاحترام"، مشيرًا "هناك فعاليات تبناها المجلس الانتقالي الجنوبي في كلّ محافظات الجنوب تعبيرًا عن هذه الذكرى الخالدة في عقولنا ووجداننا".
وأضاف : "القيادة المحلية للمجلس الانتقاليّ بالعاصمة عدن ؛ أعلنت عن تبنيها احتفالًا فنيًا وتراثيًا في ساحة الحرية بخور مكسر، أضف إلى أنّ الأمانة العامة للمجلس أيضًا لديها برنامجها للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة " .
وواصل بالقول : " ذكرى التصالح والتسامح عامنا هذا سيكون لها طعم وذوق خاص لاسيما وأننا نقترب من ملامح استعادة الدولة الجنوبية...آمالنا تتعاظم بتعاظم الذكرى وسموها ؛ ففي هذا العام يقترب النصر ويلوح في الأفق "... 

ذكرى التصالح والتسامح ما الذي تعنيه للجنوبيين
بينما ترى الأخت / ياسمين مساعد أن ذكرى التّصالح والتّسامح ، تعني الكثير والكثير لكلّ جنوبيّ وجنوبيّة محب لوطنه ، تعني السمو فوق جراح الماضي الأليم، وتعلم الدروس والعبر من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت وكانت السبب في قيام الفتن والخلافات وزرع الأحقاد وانفجار الحروب وتصويب السلاح إلى صدور بعضنا البعض , ونحن أبناء وطن واحد وأرض واحدة بذلنا من أجل تحريرها من دنس المحتل البريطاني الدماء والأرواح لننعم تحت سمائها بالعيش الكريم ، ونضع أيدينا بأيدي بعض لنبني وطننا ونطوره ونفخر به بين الأمم. 

السبب الرئيسي 
وتضيف: ما حدث من خلافات وفتن كان المسبب الرئيسي لها ، هو أبناء الشمال الذي جنّدهم "علي عبد الله صالح" جواسيس لمصالحة الحقيرة واستخدمهم كأدوات لضرب النسيج الاجتماعي الجنوبيّ ، متناسين كلّ ما قدّمه لهم الجنوب وشعبه من جميل الصنيع، لقد أوصلهم ليتقلّدوا أرفع المناصب في الدولة بعد أن أتوا إلى الجنوب بملابسهم المتّسخة فقط ، ولكنّهم ردّوا الجميل للجنوب بغرس خناجرهم المسمومة في خاصرته وكانوا السبب في تفريق وتناحر أبناء الوطن الذي آواهم وعلمهم وأشبع جوعهم " .

أهم خطوة 
وأشارت : "لقد كان إعلان التصالح والتسامح قبل ثلاثة عشر سنة ، أهمّ وأعظم وأجمل خطوة قرّر الجنوبيين أن يتخذوها ، وكانت نتيجة لعناء السنيين وشقائها ، فقد علمتنا الأوجاع والآلام كيف نحافظ على وطننا ، لأنه هو مصدر عزتنا وكرامتنا".
وبمرارة تقول : " عندما كان الكره يملأ قلوبنا على بعض وقعنا في فخّ الوحدة المشؤومة ، وابتلع الشمال وطنا بكل خيراته ومقدراته ، ومارس ضدّنا كل أنواع الظلم والاضطهاد ، وعندما حاولنا أن نرفض ذلك أعلن علينا الحرب عام (1994م) وحلل دماء أطفالنا وشيوخنا ونساءنا دون وازع ضمير أو رحمة، ولم نستطع أن نصمد في الدفاع عن وطنا الحبيب ليس كما يعتقد الكثير بسبب عدم التكافؤ أو لأننا لم نمتلك السلاح ، بل السبب يعود لتفرقنا وتشتتنا وإلا كيف استطعنا أن نصمد ونستميت في القتال بالحرب الأخيرة وأكثر من كان يقاتل في صفوف الجنوبيين هم مجرد شبال مدنيين ليسوا مدربين ولا يجيدون فنون القتال ولكنهم كانوا يدا واحدة ، فقد تعلموا الدروس والعبر من سياسات المحتل الذي ظل عشرات السنيين يمارس كل أنواع البطش والقتل والتنكيل وحرمان أبناء الجنوب من خيرات وطنهم ، بل وعاملهم كمواطنين من الدرجة الخامسة محرومون من الوظيفة العامة والالتحاق بالكليات العسكرية أو الدراسة الأكاديمية في الخارج، وإنما كان كل ذلك حكرًا على أبناء الشمال " .
وتضيف: " لذا على كلّ أبناء الجنوب بأطيافهم ومشاربهم السياسيّة أن يحافظوا على ما تحقّق من نصر عظيم في تحرير الأرض وتكوين المجلس الانتقالي الحامل السياسي للقضية الجنوبية ؛ افتحوا قنوات جديدة للجلوس على طاولة واحدة وأعلنوا في ذكرى التصالح والتسامح عن رؤى موحدة ، تصالحوا وتسامحوا وجددوا العهد والوعد إن دم الجنوبي على الجنوبي حرام"...ولن تكونوا إلا إخوة ولحمة واحدة، وقلوبا محبة لبعضها البعض من المهرة إلى باب المندب ، وهذا الأمل والرجاء فيكم أيها الجنوبيون لأنكم شعب عظيم حقق المعجزات ويستحق أن يعيش الحياة الجميلة التي تليق به".

أحداث (يناير)
بينما يقول الإعلاميّ / رامي الردفانيّ : "ذكرى التصالح والتسامح الجنوبية التي انطلقت من جمعية ردفان للعام (2006م) تعني الكثير والكثير، بعد الصراعات الدامية بين الإخوة والأشقاء في الحزب الاشتراكي اليمني ، والتي بموجبها انقسم أبناء الجنوب إلى فريقين وكانت هزيمة للجنوب ودولته وبسببها ارتمى فصيل بعدها بأربع سنوات في أحضان الوحدة ".

خطأ تاريخي 
ويضيف: "ها نحن اليوم مازلنا ندفع فاتورة هذا الخطأ التاريخي في الجنوب، ولكن بعد التصالح والتسامح الجنوبي فقد تحقق لأبناء الجنوب الكثير من الأمور، ومن ضمنها إعادة ترتيب البيت الجنوبي، وإزالة الصراعات المناطقية التي أفرزتها حرب (يناير)، وطوي صفحة الماضي البغيض، وأصبحت ذكرى نستطيع نقول : إنها محت الكثير من الآلام التي سببتها هذه الحرب وباتت رمزاً ومعلماً هاماً للتصالح والتسامح الجنوبي ، والتي ينتظرها الكثير بفارق الصبر لتدلّ على أنّ الشعب الجنوبيّ أكبر بكثير من كل هذه الزلاّت والصراعات الماضية التي ولّت بلا رجعةٍ ". 
وبيّن الردفاني: "الذكرى تعني لنا الكثير خاصة هذا العام في ظل استمرار أبناء الجنوب بسطهم على جميع أراضيهم ، وأملنا كبير بأن يتوحد الشعب الجنوبي تحت راية واحدة واستفادتهم من هذه الذكرى وطوي صفحتها إلى الأبد " .

تعود إلينا دون دموعٍ 
وخلال وقفتنا القصيرة تحدث إلينا الأخ / جمال المحرابيّ بالقول : " هلت علينا ذكرى الثالث عشر من يناير ؛ لكن دون دموعٍ ، ودون أحزانٍ ، وإخفاقات الماضي ووصايا المنظرين ، ستعود وجنوبنا ينتقل بنفسه إلى شواطئ التحرّر (يناير) ذكرى تصالحنا وتسامحنا ودفنّا الماضي". 
ويضيف: " إنّ ثقافة التصالح والتسامح  قيمة إنسانية وأخلاقية، وضرورة ملحة نحو تعزيز وتعميق الاصطفاف الوطني الجنوبي، والحفاظ على مكتسبات نضال شعب الجنوب التي تحققت طوال مسيرته النضالية في سبيل استعادة دولته الجنوبية الحرة". 
ودعا من على هذا المنبر الإعلامي صحيفة (4مايو)، كل الجنوبيين للاحتفاء بهذه المناسبة، حيث يعد تأكيداً بأهمية مبدأ التصالح والتسامح، كما يعد قيمة إنسانية وأخلاقية وضرورة وطنية، ومدخل حقيقي للوفاق الوطني ولتعزيز وحدة الصف الجنوبي، وللحفاظ على مكتسبات شعب الجنوب، التي تحققت خلال مسيرة نضاله الطويل في سبيل استعادة دولته الجنوبية الحرة كاملة السيادة".
ويشير: "في هذه الذكرى ، سنحتفل لندفن الماضي ونرسم المستقبل ، ونقطع الطريق على مشاريع ومخطّطات الأعداء " .

دفن الماضيّ وبناء المستقبل
كما كانت لنا وقفة أخرى مع عضو الجمعية الوطنية الجنوبية ، رئيس تنسيقية شباب الجنوب محافظة الضالع مطلق المعكر الذي قال : "ذكرى التصالح والتسامح ؛ تعني دفن الماضي ومآسيه والعفو عن كل أخطائه ، وعدم تذكر ما مضى ، وذلك من أجل أن لا نفقد مستقبل وطن سُلب من أيدينا بسبب ماضيّ قديم خضناه مع أبناء جلدتنا ".
ويضيف : "فبفضل الله ثمّ بفضل التصالح والتسامح بين أبناء الوطن الواحد (الجنوب) سنعيد ما سُلب منا ، وذلك بوحدتنا وقوتنا وإرادتنا الصلبة النابعة من حب هذا الوطن الغائب الحاضر، والذي أصبح أنينه يفقدنا لذات النوم ، والحياة من دونه أصبحت شبه مستحيلة بل مستحيلة فعلا".

ليس حلما 
وأوضح: "إن استعادة هذا الوطن ؛ أصبح ليس حلماً ، بل رؤية حقيقية لا محالة بعزيمة رجاله وأبنائه الأوفياء والمخلصين بحب وطنهم وكرامتهم وهويتهم , وأملنا كبير بحجم هذا الوطن أن التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب أصبح ضرورياً كضرورة الماء للحياة، وتركة يعني الموت، وكلنا نحب الحياة، كذلك لا يمكن أن تغيّرنا السنين أو تثنينا عن مبدأ تصالح وتسامح أبناء الوطن مهما كانت الظروف". 
موضحا: "اليوم أصبح هدفنا واحد مهما اختلفت الآراء ، فاستعادة الأرض ورسم الحدود أصبحَ ملموساً تراهُ العيون لماذا لا ؟ ونحن من نملك القوّة والجبرّوت على الأرض , ومن يشكك في ما نقوله فأنا أيضًا أشكّك بامتلاكهُ مُخاً وعقلاً حقّــًا...وختاماً ستظلّ ذكرى التصالح والتسامح مرسومة على كلّ قلب جنوبيّ حُرّ ينبض بالحياة، وبشائر النصر تلوح بالأفق طالما والحقّ نحنُ من نملكه ، فنحن الأقویاء والنصر لنا مهما أعجبتهم كثرتهم".

نموذجٌ يحتذى به
وآخر جولتنا الاستطلاعية كانت مع الأخ / عبد السلام صلاح بن سعادين الذي قال عن هذه الذكرى: "تعني لي الكثير كمشارك فيها منذ لحظتها الأولى , حيث إنّ التصالح والتسامح طوى الجنوبيون فيه صفحة مآسي الماضي والوقوف صفًا واحدًا ضدّ الظّلم والإلحاق الذي وقع للجنوب " .
ويضيف : " لقد كرّس الجنوبيون بالتصالح والتسامح نموذج يحتذى به من تحويل الهزيمة إلى نصر، والمآسي والأحزان إلى أفراحٍ ؛ حيث كان للتصالح والتسامح دور كبير بزوال نظام صنعاء...لذا أتمنى أن يكون عام (2019م) عام استعادة دولتنا ، وأن نحافظ على ما تم تحقيقه من خلال التصالح والتسامح ، وأن يكون الجنوب تحت مرجعية واحدة تضم كل أبنائه ، وأن يسوده دولة النظام والقانون ومحاربة كل أشكال الفساد والظواهر السلبية التي خلفها لنا نظام صنعاء".