- هل ينفض التحالف غبار الإخوان؟ وهل يظل "هادي" تحت سكرات موتهم؟
تزدحم دفاتر التاريخ بالخيانات المتواصلة، وامتلاء صفحات مسيرتهم بالبيع والشراء، والولاءات لهذا الطرف وذاك، لم يعرف لهم موقف سياسي محدد، أو قرار صائب يسجل لهم في زحام الخيانات والطعن من الخلف.
تهل علينا خيانات الإخوان المسلمين بين الحين والأخرى ولم يعرف لهم صديق من عدوي، ولا رفيق سياسي أو حليف عسكري، فضيحة تلو الأخرى تسجل في سجلات الإخوان المسلمين الممتلئة بالأفعال "القذرة" والأعمال "العفنة" سياسياً وعسكرياً.
فبعد خيانة قبائل حجور وتسليمهم للحوثة لقمة صائغة على الطريقة الإخوانية الإصلاحية، لم تمر أيام أسابيع على تلك الفضيحة إلا ويعاود الإخوان المسلمون الكرة مجدداً، ولكن هذا المرة صوب محافظة تعز من تقديمها قربان للإله الأعظم حاكم "مران"، وجعلها إمارة شيعية تضاف إلى ولايات وإمارات ثغور وكهوف حكام مران وشيعة صنعاء.
اليوم يحاول الإخوان إعادة المشهد والسيناريو مجددا ولكن صوب المحافظات الجنوبية وتحديداً نحو محافظة الضالع، من خلال إعادة ما تم تطبيقه وتنفيذه في حجور وتعز وتصديره إلى الضالع يحاول الإخوان أن يغرس خنجره المسموم مجددا في خاصرة التحالف العربي والحكومة الشرعية التي يحكم السيطرة والهيمنة عليها، ويسعى إلى إعادة المحاولة من خلال طعن التحالف والشرعية من خلف في سبيل تكرار سيناريو حجور، وتعز.
أصبح الإخوان المسلمون خنجرًا يغرس في عمق التحالف والشرعية بقناع وغطاء ومظلة حماية الشرعية والتحالف نفسه.
فإن كل المؤشرات والمعطيات والأحداث الأخيرة مؤخرا توحي أن الإخوان أصبح خطراً ومرضاً ينتشر في أروقة ودهاليز التحالف والشرعية، وأنهم خنجر مسموم يكرر الضربات الموجعة في ظهر التحالف وشرعية هادي.
فمن حجور ومروراً إلى تعز ووصولًا إلى الضالع يعاود الإخوان الرقص على الحبال والطعن من الخلف.
تحالف إخواني حوثي
لم يعد يخفى على أحد تلك الصفقات والتحالفات التي تفوح روائحها في سماء المشهد السياسي والأفق العسكري.
تفاهمات وتحالفات لم تعد من تحت الطاولة، حيث ظهرت في العلن في الآونة من خلال تحركات وتوجيهات تجعل من الجنوب الغاية والهدف المراد الوصول إليه.
عقد الإخوان تحالفات مع الحوثيين وفي نفس يقوم بدور الاستنزاف والاسترزاق والتمرجح على حبل المكر والخداع، وعلى أوتار وإيقاعات الاستنزاف والاسترزاق يسير الإخوان.
أصبح مشروع الإخوان الذي يتفق ويتوافق مع خط سير ومشروع الحوثيين أضحى جلياً، ولا يحتاج إلى كثير من البحث أو التنقيب أو التخمن أو فتح طلاسم أو شفرات، ظهر جلياً ذلك التناغم والتوافق الإخواني الحوثي، وصاحب ذلك التناغم والتوافق تحالفات وصفقات تسعي إلى إعادة الغزو الحوثي العفاشي, ولكن بسيناريو وصيغة وصبغة يغلب عليها الأسلوب والطريقة الإخوانية، ويكون غزو حوثي إخواني بغطاء ومظلة الشرعية.
"هادي" وسكرات الموت
يقبع الرئيس هادي تحت تأثير المخدر والحقنة الإخوانية التي جعلت منه يعيش تحت وطأة السكرات السياسية والعسكرية الإخوانية.
يهيمن الإخوان المسلمون على الحكومة الشرعية ويجعلون منها غطاءً دوليًا لتمرير كل أصناف وأشكال الطعنات والخيانات التي تصيب التحالف العربي بين الحين والآخر وتجعل من الحسم العسكري والسياسي في الأزمة شبه مستحيلًا في ظل بقاء قطيع الإخوان المسلمين.
أصبحت نوبات وسكرات الموت الإخواني التي أصابت هادي تنعكس على أرض الواقع وتطفو إلى السطح بشكل سلبي، مما يجعل من الرئيس هادي يعيش مرحلة الموت السريري والاغتيال في القرار السياسي من قبل الإخوان المسلمين.
فهل يظل هادي يصارع سكرات الموت الإخواني، ويستمر في الموت السريري السياسي حتى السقوط من كرسي الحكم ويصبح مغتال القرار السياسي ومختطف التواجد والحضور على أرض الواقع؟ .
نفض غبار الإخوان
أصبح أمام التحالف العربي مهمة حتمية وحقيقة واضحة وهي التخلص من الإخوان المسلمين ونفض غبار تواجده وحضوره إن أراد التحالف تحريك المياه الراكدة في ثغور وتباب جبهات الشمال.
إن تواجد الإخوان المسلمين كشريك للتحالف أصبح خطراً واضحاً يقلق مضاجع التحالف نفسه ويهدد بكارثة حتمية تلوح ملامحها ومعالمها في أرض الواقع.
إن كل المؤشرات والمعطيات والأحداث تشير إلى حتمية تحرك التحالف في سبيل نفض غبار الإخوان المسلمين قبل أن يقع التحالف في مستنقع وبؤر مؤامرات وخيانات ذلك الحزب الشيطاني ومشروعه الموسادي البغيض.
لا يملك التحالف العربي من خيار غير حسم ملف الإخوان المسلمين ونفض غباره السياسي والعسكري قبل أن يجد نفسه صريعاً وغريقا في بحر خيانة فعل ينفض التحالف غبار الإخوان المسلمين قبل فوات الأوان وقبل حدوث الكارثة وتنفيذ بنود المشهد الأخير من المشروع الإخواني الشيطاني.