على امتداد مريس والعود والحشاء فيالضالع، تخوض قوات المقاومة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي والحزامالأمني معارك عنيفة ضد المتمردين الحوثيينالذين يحاولون فتح جبهة على الحدود الجنوبية بتواطئ مفضوح من حزب الإصلاح الذي سبقأن سلمهم حجور ليرتكبوا بداخلها مجازر إبادة جماعية. الفارق بين حجور المنكوبة،والضالع، يكمن في أن الأولى كانت محاصرة من قوات الحوثيين ومنعت الشرعية أي إمدادعسكري لنجدتها بعد أكثر من شهر من الصمود الأسطوري، في حين أن الثانية مفتوحاًظهرها على الأراضي الجنوبية ، حيث يسهل رفدها بالدعم اللوجستي كلما لاح خطر أذرعةإيران واقترب من حدود الدولة الجنوبية السابقة، لكن القاسم المشترك بين حجوروالضالع هو خيانة حزب الإصلاح والشرعية لأبناء هذه المناطق أولاً والتحالف ثانياً،من خلال تسلميه للحوثيين لمواقع عسكرية بإتفاق برعاية قطرية إيرانية.
القيادي في الحراك الجنوبي، وأحد رموز المؤسسةالعسكرية في الدولة الجنوبية المناضل حسن البيشي، أكد على أن خطورة اقترابالحوثيين من الضالع الجنوبية تكمن في أن تكون الضالع “تحت نيران مدافعهم والصدالعسكري لهم سينتهي بعد تأمين الحدود الجنوبية والمواطنين من نيران المدفعيةالمعادية”.
وأوضح أن “دلالات ظهور قياداتالانتقالي على أرض المعركة هي رسالة موجهة للتحالف الحوثي الإصلاحي الأخونجيالإرهابي، بمباركة ودعم الشرعية المزعومة مفادها أن حدود الجنوب وأرض الجنوب خطأحمر”. وتابع “التصعيد العسكري على جبهة الضالع من ناحية الحوثيين وشركائهم لايخلوا من خدعة عسكرية تبيت لها الشرعية المزعومة للجنوب وللمجلس الانتقالي خاصة”،معتبراً أن “محور الصراع العسكري والسياسي الآن ليس الحدود وإنما منابع النفطوالغاز والعاصمة عدن، يتضح ذلك من خلال التعبئة والنشاط العسكري والتغييرالديمغرافي بالنزوح السكاني من الشمال إلى الجنوب المنحصر على فئة الشباب الذين لايستبعد أن يكون مدربين عسكريا ومكلفين بمهام مع الخلايا النائمة في العاصمة عدنوبقية المدن الجنوبية”.
الإعلامي منصور صالح، أكد لـ”حضرموت 21" أن“المعركة التي تخوضها القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مختلف الجبهاتهي معارك دفاع عن الوجود وعن الأرض والكرامة الجنوبية، وهي تجسيد عملي لالتزامالمجلس بحماية الأرض الجنوبية وتأمينها عسكريا وسياسياً .
وأكمل “خوض المعارك في العمق الشمالي هو تأمينللحدود الجنوبية من محاولات الاعتداء، وتلقين دروس للعدو بأن اليد الجنوبية لنتكتفي بحماية الداخل؛ لكنها قادرة على الوصول إلى عمق أراضي العدو”. وشدد صالح،بأن “هذه المعارك تأتي أيضاً ضمن التزام المجلس بمهامه كشريك للتحالف العربي، فيمعركة هزيمة المشروع الحوثي الذي يمثل بقاؤه خطراً ليس على الجنوب ولكن علىالمنطقة برمتها وعلى ممراتها التجارية الحيوية".
الإعلامي أمين الوائلي، قال في تصريح خاص لـ“حضرموت 21“:”هناك نقطتان حيال جبهة مريس – دمت :الأولى ذاتية، وتعود إلى خصوصيةالمنطقة كصلة وصل بين الشمال والجنوب، بالمعنى السياسي. وجغرافيا تعتبر محورارتكاز المنطقة المناطق الوسطى التقليدية”. وأوضح “النقطة الثانية موضوعية وآنية،وتتصل بالتطورات الحاصلة في الجبهات شمالا وغربا ووسطا. حيث اشتعل محور ناصة العودمريس دمت وحمك في وقت صعب وتوقيت قاتل بالنسبة إلى جبهات وجهات الشرعية ككل سيمابعد جرح وخذلان حجور حجة، وأحداث تعز المؤسفة واليأس المتكرس جهة الساحل الغربيومعركة تحرير الحديدة (المخنوقة)”.
وأكد مثلت تطورات ناصة والحقب وحمك والعود ومريسأخبارا سيئة وجاءت في توقيتها وكأنها حلقة أخرى ضمن مسلسل أحجار الدومينة التيراحت تتساقط في ظروف غامضة وغريبة ومريبة .
وأكمل “من زاوية الخصوصية، النقطة الأولى، لميكن واردا السماح باختراقات تمتد أبعد من ذلك، لجهة الحساسية المفرطة التي تمثلهاالجبهة بالنسبة إلى الإقليم الجنوبي إن صح التعبير، وبالنسبة إلى الجنوبيينوالجنوب بما هي بوابة عبور تاريخية ومنطقة تماس وتحاد بين شمال اليمن وجنوبه”.وأطنب الوائلي: “التوسع قليلا هنا قد يعيدنا بالضرورة إلى ذكريات ما عرفت بأحداثأو حرب المناطق الوسطى أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات وكانت هذه الجغرافيا منأبرز وأهم خطوط التماس المشتعلة”.
واوضح بالنسبة إلى الشرعية والتحالففإن سقوط ناصة وتهديد العود والإحاطة بمريس، مثلت ضربة موجعة وتصب زيادة في خانةالشكوك والارتياب حيال ما يحدث وتماسك جبهة ومعسكر التحالف الشرعية والتحصن ضدالاختراقات والثغرات القاتلة .
وقال: لهذه الاعتبارات كان التحركسريعا وجماعيا ومتفقا. اجتمعت وتلاقت الحيثيات وأبدت الأطراف جميعا هذا المستوى منالتجاوب السريع وتجاوز حساسيات وحسابات التباين والخلافات في أشياء أخرى”. وأضاف:”رأينا قوات المقاومة الجنوبية والأحزمة ورموز المجلس الأنتقالي جنبا إلى جنبمع قيادات عليا في الجيش الوطني بالمنطقة والمحور والألوية.
ومع هؤلاء دفعت قوات المقاومة المشتركة فيالساحل الغربي تعزيزات كبيرة وهو التطور الأبرز والأهم والخروج الأول بعد الساحلالغربي لهذه القوات ما يعطيها مجالا أوسع ودورا أكبر في المرحلة المقبلة”. وِأشار:“علاوة على أن الجميع كان معنيا بتبديد احتمالات ومخاوف تساقط جبهات بالتسليم أوالخيانات المتفقة وما إلى ذلك. وكان على الجميع أيضا تجاوز عقبة وعقدة خذلان حجورأمام الرأي العام وتلافي خسائر إضافية في الثقة والمعنويات اشتعلت عليها المليشياتلتحقيق مكاسب”.
وربط بين الضالع وحجور وأحداث تعز التي “خيمت هيأيضا على المشهد بالتزامن مع اعتمالات ساخنة ومواكبة على جبهة الأقروض شرق تعز.ومن مسافة أبعد أيضا هناك الحالة المائعة والمحبطة في الحديدة”. وختم قائلاً:“أتصور إجمالا أن المسألة هنا أكبر من مقدرة طرف على تكرار سيناريو حجور، خصوصا أنطيران التحالف واكب تحرك ونشاط القوات على الأرض وحققت مكاسب مهمة وأعادت الاعتبارللجبهة والمعركة التي يجب أن تمضي حتى استعادة ما تم فقدانه مؤخراً .
ابو المنذر العاقل، قال: " اليومالتعزيزات والمدد يأتي من الجنوب لإنقاذ أخوتنا في الشمال الذي يتعرضون لحرب شعواءمن بني جلدتهم".
وأضاف: " لقد لبت جميع الألوية الجنوبيةلواء الشهيد ابوعبدالله الجرباء، واللواء الأول مقاومة واللواء٨٢ ميكا والحزامالأمني، والمقاومة الجنوبية النداء، لوضع حد لمسلسل الخيانة العظمى لشعب الشمالوللتحالف بتسليم الإصلاح المواقع بالحشاء وحمك وبيت الشرجي والعود والحقب وجبلناصة وبيت اليزيدي والعرفاف ورمة وغيرها للحوثيين”. وأشار: "كانوا يتصورونبأن الضالع ستكون طريقآ أمنا، وسبق أن قالت لكم (الحوثيين) في٢٠١٥م هيهات لكنكمأشقياء لا تسمعون".
مدير مكتب إعلام مديرية الضالع يحيى سلمان، قالإنه : يجب على قيادات الألوية والكتائب والجبهات في مريس وغيرها إنشاء غرفة عملياتطوارئ يتم من خلالها التواصل بينهم”. ونصح بضرورة تحديد متحدث عسكري باسم الجبهاتيستلم جميع المعلومات من الغرفة وهو “الوحيد من يحق له التصريح عن سير المعارك".
ودعا إلى منع أي وسيلة إعلامية، من نقل أي تصريح من موقعالحدث لأي قائد، ومنع أي تصوير لأي جبهة أو ذكر عدد أفرادها أو كمية عتادها وأماكنتواجدها في بث مباشر”. واعترف بأنه “أخطأ عندما أعلن عن وصول كتيبة الدبابات إلىموقع كذا بعد يومين ".
القسم الإعلامي لألوية الدعم والإسناد أكد شنقوات الحزام الأمني بالضالع، حملة لملاحقة العناصر المتحوثة من أبناء منطقتي حمرالسادة وقعطبة الواقعتين بالجهة الغربية للمحافظة. وقال قائد قوات الحزام العقيدأحمد قائد، إن الحملة اعتقلت العديد من العناصر المتحوثة التي تعمل لصالحالمليشيات التي أكد أنه “لا يمكن أن نسمح لها بدخول أرضنا وستنهزم وتولي الأدباركما انهزمت سابقاً”.