رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الخميس - 25 أبريل 2019 - الساعة 01:16 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / قسم التقــارير:

الخدمة الطبية والصحية في عدن شهدت معاناة بالغة بسبب الإهمال وقلة الإمكانيات وعدم وجود رعاية للمرضى، فالكوارث لم تقتصر فقط على حوادث الإهمال بسبب ضعف الإمكانيات والأجهزة والأدوية، بل قد يكون هناك إهمال متعمد، واستهانة بأرواح البسطاء حتى أصبح بمثابة معاناة للمواطنين، وخاصة الفقراء.. فمهنة الطب في عدن لم تعد إنسانية كسابق عهدها.. أخطاء طبية يتعرض لها المرضى بعد أن هجرها عمالقتها من الخبراء، في حين بقي بعض الذين لا علم لهم متربعين على عرشها وهم يمارسون التلاعب بأرواح البسطاء.


تفشي الأمراض والأوبئة

العديد من الأمراض تستشري وتغزو وترهق أجسام المرضى؛ فتجدهم في أروقة المشافي الحكومية نظراً لفقرهم وحاجتهم المدقعة، فهم يختلفون في مسببات مكوثهم.. يغادر بعضهم ويحضر آخرون ما يؤدي للتكدس أحياناً.. وبتقادم الأيام تزداد أعدادهم، ومن ثم يزداد العبء وتزداد الحالة أكثر سوءاً، فتجد الكثير من المآسي والقصص المحزنة أثناء زيارتك لإحدى المستشفيات الحكومية وغيرها.. فبعضها انتهت فصولها، وأخرى لا تزال أحداثها جارية، والله وحده يعلم متى وكيف نهايتها؟.


الكادر المحلي

تستقبل عدن الكثير من الحالات من سكانها وسكان المحافظات المجاورة بحكم الإرث التاريخي لها وبحكم أنها العاصمة، فالجميع لا زالوا متجهون نحو هذه المدينة فهي بحاجة إلى الاهتمام والرعاية سواء من قبل السلطة المحلية أو وزارة الصحة. كما تعد المحافظة الوحيدة على مستوى الجمهورية لا يوجد لديها كادر أجنبي طبي مؤهل ولا يوجد لديها دعم من الوزارة في بعثات طبية أجنبية، واعتمادها بشكل أساسي على كوادر محلية من أبناء المحافظة.


ويقول أحد الموظفين في قطاع الصحة – فضّل عدم ذكر اسمه – "إن من الأسباب والمسببات لتدهور الوضع الصحي في عدن، هو أن إدارة الصحة وكذا إدارة المستشفيات والصحة بشكل عام تنفر الأطباء من المستشفيات إلى العيادات ومن البلد إلى الخارج فمعظم الأطباء مهجرون في الخارج وأسماؤهم مسجلة في الكشوفات الرسمية ويتسلم رواتبهم المسئولون وهذا الأمر ليس غائبا عن وزارة الصحة".


عجز وضعف الإمكانيات

ويعاني القطاع الصحي في العاصمة عدن لمشاكل عدة منذ بدء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي مطلع (2014م)، حيث أن معظم المستشفيات والمرافق الصحية في عدن باتت توصف بالخاوية على عروشها نظرًا للعجز وضعف الإمكانيات ونقص في المستلزمات الطبية اللازمة.


وقد اكتسحت العديد من الأمراض المعدية والقاتلة محافظة عدن مخلفة حملاً وصعوبة للقطاع الصحي وعجزاً وقصوراً لتوفير أبسط الإمكانيات لمواجهة أي مشاكل أو كوارث صحية قد تتعرض لها مدينة عدن، في ظل الفساد المستشري في معظم دوائر الدولة وإهمال الحكومة.


أيادي الخير

وتحتل العاصمة عدن بيئة جغرافية رطبة وحساسة تجعلها عرضة للعديد من الأمراض والأوبئة المعدية والقاتلة أبرزها (حمى الضنك، والملاريا، الدفتيريا، الكوليرا، وغيرها)، والتي انتشرت بشكل غير مسبوق في معظم مديريات ومناطق مدينة عدن.


وفي خضم كل هذا برزت إلى السطح العديد من المساعدات التي قدمتها دول التحالف في جانب القطاع الصحي في عدن، حيث قامت برفد وتعزيز معظم المستشفيات بالمستلزمات الطبية اللازمة والاحتياجات الضرورية وعربات الإسعاف، ولكن يظل القطاع الصحي أحد أبرز قطاعات الدولة الذي يحتاج إلى رفد مستمر ومتكامل من قبل الدولة دون توقف نظرا لأهميته البالغة في تخفيف معاناة البلاد الصحية والبيئية.


أشياء معيبة ومخلة

ومن الأشياء المعيبة والمخلة والتي يجب التركيز عليها بأنه لا يوجد مركز علاج "لأمراض القلب" سواء في محافظة عدن أو المحافظات المجاورة لها، وحول هذه النقطة يقول مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن الدكتور/ جمال محمد خدابخش: "وجود (مركز للقلب) ضرورة حتمية لمحافظة عدن والمحافظات المجاورة لها، وذلك لخدمة شريحة (مرضى القلب)".


وأضاف: (للأسف كان لدينا مشروع "مركز القلب" في مستشفى عدن العام الذي كُنا معولين عليه وحاطين فيه آمالاً كبيرة أنه سيُفتح في يوم من الأيام، إلا أنه "طال" وأصبح أسوء من المشروع الروسي - حد وصفه - ولا نعلم ما هي الأسباب!).


وأضاف: (كما كان هناك مشروع سابق في مستشفى الجمهورية على أساس إنشاء "مركز للقلب" لكن اختفى المشروع في الأثير - حد تعبيره - وأيضا لا نعلم ما هي الأسباب!).


استغلال للعاملين

ولا يمكن للكثير من العاملين في القطاع الصحي بمستشفيات العاصمة عدن، مهما ارتفع معدل مرتباتهم، أن تكفيهم حتى نهاية الشهر، خصوصا إذا كان أكثرهم يتقاضى ما يمكن وصفه بـ "الحد الأدنى للأجور"، حيث يتعرضون للاستغلال من قبل المستشفيات الحكومية والخاصة والمستوصفات الطبية.


وفي هذا الاتجاه يؤكد رئيس قسم الأورام في مركز الأورام للعلاج الكيماوي بمستشفى الصداقة الدكتور/ أيفان صالح أن أغلب الطاقم العامل في المركز "متعاقد" ورواتبهم ضئيلة ومع ذلك يقدمون خدمة ممتازة (جزاهم الله خيرا) لهذا نتمنى أن تنظر الجهات الحكومية لهؤلاء العاملين بعين التقدير والاحترام.

نقص حاد

كما تعاني معظم المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة عدن من نقص حاد في المستلزمات الطبية اللازمة والضرورية وأبسط المواد التي يحتاجها أي مركز صحي، والتي تجعله عاجزاً لاستقبال أي حالات صحية طارئة أو مرضية وقد يسوء الأمر إلى إغلاق أبواب المستشفى في وجه المرضى لعدم مقدرة المركز الصحي عن تلبية احتياجاتهم الطبية بسبب قلة الميزانية المالية والإهمال الذي يشهده القطاع الصحي من قبل الحكومة.


وحول هذه الجزئية يؤكد الأخ/ أحمد عبد الله حمود مدير شؤون الموظفين في مركز الأورام بمستشفى الصداقة، إن كل هذه المعاناة ترجع لعدم وجود ميزانية تشغيلية تستوفي جميع متطلبات المريض من "العلاجات".


بينما ترى إحدى العاملات في المركز أن الوضع مزرٍ جدا، والمريض هو من يعاني ويتعب أكثر في ظل هذه الأوضاع والظروف الصعبة.


عجز معنوي

ولم يقتصر العجز في الدعم المادي فقط، بل قد يصل إلى نقص في عدد الأسِرَّة وغرف التمريض، والكراسي المتحركة وغيرها من الاحتياجات الأساسية التي يجب أن توفرها الدولة لأي مركز صحي.


وحول هذه النقطة أكدت مديرة التمريض في مركز الأورام للعلاج الكيماوي في مستشفى الصداقة الأستاذة/ ماجدة عبد الله غانم أن السعة السريرية التي في المركز لا تستوعب الكميات الكبيرة لأعداد المرضى المترددين، مشيرة "كونها صغيرة وفي حدود الـ(40 سريرًا) هذا يضطرنا إلى العمل بأي وضعية كانت فأحيانا كثيرة ومن زحمة المرضى يتم إعطاء (جرعة الكيماوي) للمريض وهو مقعد أو مستلقٍ على الكراسي؛ مؤكدة أن مريض "الكيماوي" لابد له من الراحة التامة أثناء أخذ الجرعة وبعدها (لكن للضرورة أحكام وطالب العافية فقير)".. لافتة بذلك أن المركز يستقبل جميع المرضى من جميع المحافظات وازداد الأمر تعقيداً مع توافد النازحين للمحافظة.

 

أكبر المشاكل

ويعتبر الفساد من أكبر المشاكل التي تواجه جميع القطاعات الحيوية والهامة في مدينة عدن، حيث أصبح الفساد والاستغلال للمواطن البسيط أمام مرأى ومسمع الجميع في أغلب الدوائر والمؤسسات الحكومية بشكل غير مسبوق لم تشهده العاصمة عدن من قبل.. ومعظم المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية والخاصة تمارس الفساد بشتى أنواعه، مستغلة غياب القانون والرقابة والمحاسبة من قبل الجهات المعنية.



غياب النظافة

ناهيك عن غياب النظافة في أغلب المستشفيات والمرافق الصحية، وإهمال للإصلاحات الدورية في المستشفى، وعدم تواجد عدد كافٍ من الأطباء والمناوبين لاستيعاب عدد لا يتجاوز عدد الأصابع من المرضى.


وبهذا الصدد تقول نائب مدير مستشفى الصداقة التعليمي العام لشئون الأطفال الدكتورة/ نهلة عريشي: "مستشفى الصداقة؛ هو مستشفى تعليمي مركزي، لا يخدم سكان محافظة عدن فقط، وإنما يخدم أيضا سكان المحافظات الجنوبية، وكذا النازحين من المحافظات الشمالية؛ لذا أصبح الثقل على المستشفى كبير جدا، فعندما يتم تخصيص (825 ألف) ريال يمني للنظافة في مستشفى بهذا الحجم الكبير فهذا لا يساوي شيئا، لهذا نقول: مكافحة العدوى هي اللبنة الأساسية لأي مرفق صحي، والمريض دائما ينشد النظافة والرعاية الصحية قبل أي شيء آخر متطور".

أقسام لا تحظى بالكادر المؤهل

ومن المفترض أن تمتلك أقسام الطوارئ في مستشفيات المحافظة أفضل الأطباء والممرضين وذلك للأهمية البالغة لهذا القسم وخطورته، إلا أن أقسام الطوارئ في مستشفياتنا الحكومية لا يحظى بأولئك الأطباء المؤهلين وهذا ما يزيد الأمر تعقيدا وخطورة كبيرة على سلامة المريض، فقد يتوفى المريض أو يتعرض لمشاكل أخطر في حالة تم علاجه لدى من لا يمتلك الخبرة الكافية.

وفي لقاء لـ"عدن تايم" مع مدير عام مكتب الصحة والسكان الدكتور/ جمال خدابخش رصدته (4مايو) حيث قال: (نعبر عن استيائنا الشديد لتدهور الوضع الصحي في عدن، والتي تشهده من تفشٍ للأمراض وضعف الأداء الصحي والوظيفي في المدينة).

وأضاف قائلا: (إدارة الصحة بعدن تبذل كل جهودها للحد من تفشي الأمراض، ودعم للمرافق الصحية، ولكن الدعم يظل محدودا في ظل عجز الحكومة عن الرفد المستمر للقطاع الصحي في عدن).


الحل الأمثل

لذا يرى استشاري أمراض القلب والقسطرة في مستشفى الريادة الدولي الدكتور/ أبوبكر الزبيدي: (أن الخدمات الصحية لن تتطور في البلاد إلا إذا كان هناك تأمين صحي، فمهما حاولنا تبقى قدرة الإنسان محدودة؛ لذا يبقى التأمين الصحي هو "الحل الأمثل" لعلاج كل المشاكل إلى جانب الموارد البشرية، لابد أن تدار بشكل صحيح حتى يستفيد منها المواطن البسيط ذو الدخل المحدود).