4 مايو / حاورته / نسمة صلاح
رعاية الحكومة الشرعية لتنظيمات إرهابية أمر مؤسف
الشرعية لم تستخدم قواتها الهائلة ضد الحوثي ووجهتها ضد الجنوب
الأحمر يملك أجندة طائفية ولا يميز بين قيادة حزب أو دولة
مخططات خطيرة داخل جيش الشرعية تضع علامات استفهام حول نائب الرئيس ووزير الدفاع
من أسباب رفض الحكومة الشرعية لحوار جدة اعتقادها أنه اعتراف بقضية الجنوب
قال الباحث والمحلل الاستراتيجي العسكري الإماراتي خلفان الكعبي: "إن القوات التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم الإخوان ا استخدمت باتجاه الجنوب ولم تستخدم باتجاه الحوثة بالرغم أنهم العدو المعلن والذي تشكل التحالف من أجله".. وأضاف الكعبي في حوار خاص مع صحيفة "4 مايو": "اتضح أن قادة الشرعية للأسف كانوا غير صادقين عندما ردوا بأنهم لا يملكون الأسلحة الثقيلة لمواجهة الحوثة.. للأسف لم يكونوا صادقين مع أنفسهم ولا مع التحالف العربي وهذا يضع علامات استفهام حول نائب الرئيس ووزير الدفاع".
الكعبي تحدث عن الأحداث والمستجدات التي شهدها الجنوب ودور قوات التحالف والمجلس الانتقالي في محاربة الإرهاب، وتناول أسباب تعثر حكومة الشرعية وواقع دعمها للإرهاب... التفاصيل في سياق الحوار التالي:
حاورته / نسمة صلاح
• نرى حملة كبيرة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة من حكومة الشرعية.. من تخدم الحكومة اليمنية بهذه الحملة؟ وما الهدف الرئيسي منها؟
تحية للجنوب ورجاله، وأحييكم أجمل تحية، أعانكم الله على الظروف التي تمرون بها ورحم الله شهداءكم في مختلف الجبهات في اليمن وجبر الله مصابيكم.
بداية يجب أو أوضح أن ما أقول يعبّر عن وجهة نظري الشخصية ولا أتحدث باسم أي دولة أو طرف آخر.. لا شك بأن تشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة كان خيراً على المنطقة، حيث تشكل لمنع المشروع الإيراني في المنطقة بمعاونة أطراف إقليمية تريد إبقاء المنطقة تحت نفوذها وفي حالة عدم استقرار. الإمارات بصفتها عضواً أساسياً في التحالف العربي تتعرض لحملة إعلامية شرسة من قبل أطراف يهمها إفشال مهمة التحالف العربي وتقويضه، لا شك بأن إيران لها دور أساسي في ذلك وبمعاونة قطر كطرفين خارجيين، فيما الحوثيون، وهم طرف أساسي في النزاع، لهم دور أساسي في ذلك، طبعا هناك أيضا حزب الإصلاح، ذراع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، يلعب دورا رئيسيا، ويحمل العداء للتحالف لأن من يعادي طرفاً أساسياً في التحالف ويريد إفشاله فهو يعادي التحالف العربي بشكل عام، والهدف الرئيسي هو إفشال التحالف العربي؛ لأن وجوده سيُفشل مخططاتهم ولن يستطيعوا تحقيق ما يريدون، لذلك هم يعادون الإمارات.
• سيادة العميد خلفان الكعبي هناك معلومات تتحدث عن مخطط تركي قطري بمشاركة حكومة الشرعية لزعزعة العلاقة بين السعودية ودولة الإمارات.. ما هو ردكم على هذا التوجه؟
المملكة والإمارات تربطهما علاقة وطيدة وبينهما شراكة استراتيجية في كافة المجالات، اللقاءات المستمرة بين قيادتي البلدين والحرص على تطوير العلاقة والتنسيق بين البلدين أمر واضح.. مكان الدولتين على الصعيد العالمي كبيرة وتحظيان باحترام العالم وهما ركيزتان أساسيتان لحفظ الأمن في المنطقة - بعد الله - وقيادات البلدين تعيان المخطط التخريبي ضد المنطقة ونوايا التخريب.
صاحب السمو الملكي خالد الفيصل عبر باختصار عن ذلك "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي" قيادة البلدين تفكيرهما أهم وأبعد عن الاختلاف والانسياق وراء صغائر الأمور، قيادات راسخة وراشدة.
• شهدنا حملات إعلامية من حزب الإصلاح ضد التحالف، كذلك نرى قنوات تابعة للسعودية كالحدث والعربية تروج أخباراً تخدم أجندات الإخوان بدون أي تقصٍ للحقائق.. هل سنرى مراجعة شاملة للإعلام التابع للتحالف العربي تجاه ما يدور على الأرض الواقع؟
الأهم هو وعي الطبقة المثقفة وفهم المخطط التخريبي الذي يراد للمنطقة. قيادة البلدين لديهما إدراك عميق لما يجري، بعض القنوات تعتمد على ما ينقله مراسلوها وقد لا تكون ما تنقله دقيقا، لكن يبقى الهدف واضحا وهو محاربة الحوثي والتنظيمات الإرهابية، قد يكون هناك اختلاف في شيء من التفاصيل لكن كما ذكرت الهدف واضح، أيضاً أي وسيلة إعلامية تدرك أنها لما تغطي الحدث بصورة واقعية ودقيقة سرعان ما تصحح أوضاعها وبالتأكيد لا تريد أن تفقد جمهورها.
طبعاً هناك قنوات من داخل اليمن هي لا تمثل اليمن هي تمثل حزب الإصلاح علينا الانتباه لها.. كل قناة تبث ما تراه صحيحا ومن وجهة نظرها والمشاهد يقيّم ما هو غثّ وما هو سمين.
• تهديدات القاعدة التابعة لمليشيا الإخوان بتنفيذ ضربات ضد القوات الجنوبية وقوات التحالف.. هل تدل هذه التصريحات العلنية أن هناك ضوءً أخضر من دول كبرى تدعم الإرهاب؟
القاعدة وداعش كما عرفناها لم يسلم من شرهما أحد وأذكرك بأن أطهر البقاع لم تسلم من إرهابهما، قبل سنتين ونصف تقريبا فجرت داخل المدينة المنورة.. أتصور أن هناك تنسيقاً بينها وبين حزب الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح وحسب التقارير الواردة أن هناك تعاون بين الإخوان والقاعدة يبدو واضحا في بعض المحافظات مأرب والبيضاء كمثال. علما بأن القاعدة كانت ستحول محافظة أبين لإمارة إسلامية قبل سنوات.
فلن يكون مستغربا استهداف القيادات الجنوبية أو قيادات التحالف، وللتذكير التحالف قام بأعمال للحد من القاعدة والتنظيمات الإرهابية في محافظات الجنوب كحضرموت، وشبوة، وأبين.. الإمارات كان لديها دورا كبيرا بمعاونة النخب والحزام الأمني. فلا غرابة من الاستهداف.. المهم الانتباه والحذر والاستمرار في مراقبة هذه الجماعات.
• كيف تقيم رفض حكومة الشرعية للحوار الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية مع المجلس الانتقالي رغم أن الحكومة تذهب مهرولة إلى الحوارات مع الحوثيين؟
الدعوة الكريمة الموجهة من المملكة العربية السعودية للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي تهدف إلى التوصل لتفاهمات ترضي الطرفين وتحقن الدماء وتمنع الدمار من أجل التفرغ للهدف الذي تشكل التحالف من أجله، وهو محاربة الحوثي. ورفض الحكومة اليمنية التفاوض كان مستغربا وغير مبرر، الحوار أفضل السبل للوصول للتفاهمات المطلوبة بدلا من حوار البنادق، وأعتقد أن سبب عدم حضورهم اعتقاداً منهم أن ذلك سيعتبر اعترافا بقضية الجنوب العربي. وبصراحة ردي هو بريطانيا وفرنسا وروسيا وغيرها استضافت وفد المجلس الانتقالي.
وأيضا السعودية والإمارات يستقبلون قيادة المجلس الانتقالي وباستمرار، كذلك المبعوث الأممي مارتن جريفث استقبل قيادات المجلس الانتقالي مرات، فهل تعتقد الحكومة اليمنية أنها أهم من الأطراف التي ذكرتها؟ وأنا أدعوهم للحوار والتفاهم وترك الاحتراب.
• في الشأن العسكري كونك محللا سياسيا وعسكريا.. ما رأيك فيما حصل بالجنوب من محاولات إعادة الغزو الثالث؟
أتوقف عند حجم القوات التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم الإخوان التي استخدمت باتجاه الجنوب، لماذا لم تستخدم باتجاه الحوثة بالرغم أنهم العدو المعلن والذي تشكل التحالف من أجله؟ وأيضا سرعة تحرك هذه القوات باتجاه الجنوب، هذا أولا.
ثانياً: تبيّن لي أن قادة الشرعية للأسف كانوا غير صادقين عندما ردوا بأنهم لا يملكون الأسلحة الثقيلة لمواجهة الحوثة كما صرح بذلك اللواء خصروف، وفجأة نشاهد هذا الجيش الجرار! للأسف لم يكونوا صادقين مع أنفسهم ولا مع التحالف العربي وهذا يضع علامات استفهام حول نائب الرئيس ووزير الدفاع.
• بماذا تفسر صمت التحالف عن تصرفات علي محسن الأحمر عندما أمر بتوجيه كامل قواته العسكرية إلى الجنوب خصوصا شبوة وأبين وعدن؟
للأسف أن على محسن الأحمر يملك أجندة طائفية ولا يميز بين قيادة حزب وقيادة دولة، هو يهتم بحزب الإصلاح ولا يهمه باقي المجتمع اليمني، واضح أن هناك انتقادات وجهت له وللقيادة اليمنية. وعندما يقال إن الحكومة اليمنية حرفت البوصلة فالكلام واضح ما هو المقصود، فبدلا من إرسال القوات شمالا لقتال الحوثيين يرسلهم جنوبا لاحتلال شبوة وأبين وعدن! هؤلاء قادة أحزاب وليسوا رجال دولة.
• مؤخرا أصدر علماء اليمن فتوى تكفير لشعب الجنوب "جديدة" تدعو إلى قتل الجنوبيين واجتياح أرضهم.. كيف تنظرون إلى هذه التوجهات الناتجة عما تسمي نفسها جهات دينية بالشمال؟
حزب الإصلاح - ذراع الإخوان المسلمين - لا يهمهم سوى السلطة، وإن كانت على حساب دم الأبرياء، لديهم من يدعون أنهم علماء جاهزين للإفتاء بما يناسبهم ويروق لهم، والدم اليمني الطاهر آخر ما يهمهم، والصورة بدأت تتضح للكثيرين، المجتمع بحاجة للتوعية وكشف ألاعيبهم وخبثهم.
• ما تفسيرك حول وجود تنظيمات إرهابية داخل جيش الحكومة المسماة بالشرعية والتي تدعي أمام العالم أنها تحارب الإرهاب؟
الفساد ينخر بالحكومة والمصالح الشخصية الضيقة تفوقت على مصلحة الوطن والمواطن، مؤسف أن التنظيمات الإرهابية والتي يحاربها العالم ويرفض وجودها تجد لها رعاية من الحكومة الشرعية، لذلك واضح بأن المجتمع الدولي لم يعد يثق بالحكومة وتصرفاتها بسبب ما شابها من فساد وسوء إدارة وطائفية واحتضان تنظيمات إرهابية.
• هل سنرى سحب التحالف لكل الأسلحة الثقيلة التي قدمها لما يسمى بالجيش الوطني التابع للشرعية في مأرب والذي لم يُستخدم ضد الحوثيين؟
عمليات الجيش الوطني ضد المحافظات الجنوبية أظهرت أن لدى جيش الشرعية ترسانة ضخمة من الأسلحة لم يتم استخدامها ضد الحوثة، ومع ذلك عملياته فشلت في الجنوب. أعتقد أن وجود هذا الكم والنوع من الأسلحة سيشكل عامل عدم استقرار إذا عرف أن القاعدة تتركز في مأرب، وأن قيادات الجيش الوطني تتعامل معهم، أعتقد أن المفاوضات القادمة يجب أن تركز على سحب هذه الأسلحة؛ لأن وجود هذه الأسلحة سيشكل خطرا كبيرا على المنطقة وسيبقى اليمن والجنوب العربي في حالة عدم استقرار وهو ما يخدم التنظيمات الإرهابية.
• ماهي الرسالة التي يريد الكعبي توجيهها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي وإلى شعب الجنوب العربي؟
أود أن أقول للمجلس الانتقالي أن يعمل على الآتي:
- الحوار أفضل الوسائل للحصول على المطالب المشروعة وحقن الدم اليمني الغالي هو الهدف الأساسي والعيش المستقر والآمن هو غاية يتمناها الجميع.
- الحفاظ على المكتسبات التي تحققت.
- تحسين الخدمات في المحافظات الجنوبية.
- القضاء على الفساد.
- رفع الوعي والثقافة لدى المجتمع بترك العادات والتقاليد التي أضرت بالجنوب كحمل السلاح وإعطائهم الثقة بأن السلطات المختصة من يفصل في أي نزاع وأن القانون يسري على الجميع.
- الاهتمام بالتعليم والصحة.
- نقل تجارب الدول الناجحة للجنوب.
- بث روح التسامح والأخوة.
- الاستغلال الأمثل الثروات لصالح أهل الجنوب.
- مساعدة الأسر والأيتام ومن تأثروا بالحرب.