الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تؤكد تمسكها بمضامين إعلان عدن التاريخي.. انفوجرافيك

بلاكهرباء عدن تتجرع ويلات الحر.. كاريكاتير

رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك



عرب وعالم

الأحد - 20 مايو 2018 - الساعة 03:50 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/متابعات

جرت الانتخابات البرلمانية العراقية التي صدرت نتائجها الرسمية أمس، في أجواء أمنية لم يعتد عليها العراقيون منذ عام 2003. فللمرة الأولى تنعّم العراقيون باستحقاق انتخابي بدون تفجيرات إرهابية كانت تودي، في العادة، بحياة عشرات الأبرياء نتيجة تفجيرات كانت تنفذها منظمات إرهابية تمولها قطر وترعاها إعلامياً قناة �الجزيرة�.
في ميزان الربح والخسارة على المستوى الإقليمي، فإن قطر هي أبرز الخاسرين في العراق من منظور انتخابي، فقد فشل مشروع تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك تقلص حجم ميليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران، مع فشله في نيل المركز الأول في الانتخابات.
ويرى مراقبون أن الائتلاف القطري الإيراني في العراق سيرتكب جرائم إضافية بهدف تعطيل العملية السياسية ومنع بلورة تحالف برلماني لتشكيل حكومة غير موالية لإيران وغير محابية للتيارات الإرهابية والسياسية التي تدعمها قطر.
ولا يغيب عن البال بداية الانهيارات الأمنية في العراق التي بدأت بفتوى للمدعو يوسف القرضاوي عام 2003 على قناة الجزيرة في بث مباشر حينها، وأفتى القرضاوي بجواز قتل كل جندي أجنبي وكل من يعاون هؤلاء في العراق، وشكلت هذه الفتوى الأساس الفكري لجماعة �التوحيد والجهاد� التي اندمجت لاحقاً مع تنظيم القاعدة وتزعمها أبو مصعب الزرقاوي.
وكانت نتيجة هذا التحريض الذي قاده شيخ الفتنة ضد المؤسسات العراقية الفتية بعد عام 2003 إلى عزل العرب السنة عن المشاركة وتشجيعهم على مقاطعة أي استحقاق انتخابي، وأهمها الاستفتاء على الدستور العراقي الذي كانت نسبة مشاركة العرب السنة فيها متدنية جداً نتيجة الدعاية التحريضية من جانب إعلام قطر، الأمر الذي أتاح للجماعات الطائفية المدعومة من إيران بتصدر المشهد السياسي والاستيلاء على الدولة العراقية دون عائق.
وحرضت قناة الجزيرة أثناء وبعد سقوط نظام صدام حسين، على الفتنة والإرهاب والقتل على الهوية والنقل المباشر للعمليات الإرهابية، والتحريض على الحرب الأهلية وتقسيم البلاد على أساس طائفي، لأول مرة، والترويج لها، تكريساً لسياسة التفريق والفصل الطائفي والمكوناتي في العراق.
اتجاهات متناقضة
ويرى مراقبون عراقيون أن الدعم القطري كان يسير في عدة اتجاهات متناقضة أحياناً، ولكن تجمعها نظرة واحدة هي التطرّف، فتنظيم داعش يقر دائماً بارتكابه العمليات الإرهابية ويعلن مسؤوليته عنها، وإنّ كان الكثير منها تنسبها جهات حكومية أو مواقع إلكترونية مجهولة إليه، فيما ترتكبها عصابات بصفات مختلفة أو ميليشيات منفلتة مرتبطة بالدعم الخارجي، الذي يربطه سياسيون عراقيون بجهات قطرية.
وقد انعكست المقاطعة التي أعلنتها الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب بشكل إيجابي على العراق. فانحسار تنظيم داعش ونيله هزائم متلاحقة جاء بعد تقلص تمويل قطر للتنظيم الإرهابي نتيجة الضغط العربي والدولي.
إلا أن ما يخشاه العراقيون الآن هو عودة عصابات الجريمة المنظمة والميليشيات المنفلتة، إلى استخدام طريق السلب والخطف والقتل والسرقات المسلحة، للتعويض عن خسارتها الدعم والتمويل القطري.
تمويل القاعدة
ويترابط ملف الدعم القطري للإرهاب في كل من سوريا والعراق بسبب تداخل التنظيمات ووحدة مصدر التمويل (قطر). فبداية تأسيس قطر للإرهاب في المنطقة كان في العراق ثم انتشر منه إلى دول الجوار. إذ نقلت صحيفة �الغارديان� البريطانية، عن مصادر عراقية، وجود علاقة ارتباطية بين اتفاق كفريا والفوعة، ومساعي قطر للإفراج عن مختطفين قطريين، بينهم أعضاء في العائلة الحاكمة في قطر في العراق.. وأشارت �ذا غارديان� إلى أن طائرة قطرية انتظرت أربعة أيام على التوالي في بغداد، لإتمام صفقة الإفراج عن 26 مختطفاً قطرياً.
وأوضحت أن تلك الصفقة، ربما تكون جزءاً من صفقة إقليمية ترتبط بصورة كبيرة بعملية إجلاء سكان 4 بلدات محاصرة في سوريا. ليتبين في ما بعد، أن قطر أيضاً قدمت 200 مليون دولار هدية لميليشيات الحشد الشعبي الطائفية، التي تنكل بالمدنيين في الأنبار والموصل، في سياسة تفوق الغرائبية والتصورات المنطقية، فكيف بدولة مثل قطر، أن تدعم الأضداد وتحرض على القتل في سوريا والعراق، والسؤال الكبير، ما مصلحة قطر في تنمية هذه التنظيمات القاتلة؟
ويؤكد محللون أن التنظيمات الإرهابية لعبة خطيرة، العديد من الدول جربها، وفي النهاية انقلب السحر على الساحر، حدث ذلك مع تنظيم القاعدة في أفغانستان، الذي انقلب على كل الداعمين له في حربه من الروس في أفغانستان، وحتى هذه اللحظة، تتذوق باكستان الداعم الرئيس للقاعدة في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، المرارة بسبب العمليات الانتحارية التي يشنها التنظيم على المدن الباكستانية.
دلائل ملموسة
ولم تعد العلاقة بين جبهة النصرة الإرهابي، ودولة قطر سرية، بحكم التطور الرومانسي والفاضح لهذه العلاقة طوال السنوات الأربع الماضية، بل بات الحديث عن هذه العلاقة من الماضي. وهناك دلائل ملموسة على عمق العلاقة القطرية بالتنظيمات الإرهابية، ليس فقط جبهة النصرة، وإنما يتجاوز ذلك إلى الحشد الشعبي العراقي، وإلى حزب الله اللبناني.
في العام الماضي، وجه الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، اتهاماً لقطر بأن لديها علاقة مؤكدة مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وقال في مقاله له في صحيفة �الإندبندنت�، �ليس هناك شك بأن هناك علاقة بين قطر وجبهة النصرة�، واستشهد فيسك بلقاء قناة الجزيرة مع قائد التنظيم أبو محمد الجولاني.. والسؤال هنا، في الوقت الذي اختار فيه الجولاني أن يظهر بشكله الحقيقي على التلفاز، اختار منبر قناة الجزيرة القطرية..! لماذا؟
لم تنتهِ التساؤلات التي تقود إلى يقين العلاقة القطرية مع تنظيم القاعدة، ففي خطاب التحول المزعوم لأبو محمد الجولاني من تنظيم جبهة النصرة (القاعدة في بلاد الشام)، إلى تنظيم فتح الشام، أيضاً اختار الجولاني شاشة �الجزيرة�، التي سبق لها فتح أبوابها للإرهاب في العراق، ليس فقط لأنها المنبر الأوسع انتشاراً، بل لأنها المنبر الذي يتبنى هذا التنظيم، وهذا الأمر ينطبق على زعيم التنظيم الإرهابي أيمن الظواهري أيضاً.
تمويل �القاعدة�
ذكرت مجلة �فورن بولسي� الأميركية، أن وزارة الخزانة الأميركية، رصدت التمويل القطري في سبتمبر 2014 لتنظيم القاعدة، من خلال رجل أعمال قطري منح انتحاريي تنظيم القاعدة في سوريا، مبلغ مليوني دولار..
بل إن صحيفة �واشنطن بوست�، كشفت في تقرير لها في 2013، عن تورط الأكاديمي القطري الشهير عبد الرحمن النعيمي، في دعم تنظيم القاعدة باسم التمويل الخيري، كما أنه الممول الرئيس، بحسب الصحيفة، لكافة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وأمام هذا المشهد، لا بد من إعادة قراءة الدور القطري في كل الدول العربية، التي تعمها الفوضى، والبحث عن الدور الخفي لدولة قطر في دعم هذه التنظيمات.