كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الخميس - 20 سبتمبر 2018 - الساعة 10:15 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / القسم السياسي


 (نعرف طريقنا إلى الحديدة).. هكذا قالها سيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي وأعلنها مدوية من على شاشة قناة أبوظبي الرسمية في العاشر من أغسطس الماضي ، ولم تمضِ سوى بضعة أيام وتحديدًا في الحادي عشر من سبتمبر الجاري ليأتي تأكيد ما قاله الزبيدي على لسان نائبه الشيخ هاني بن بريك ، حيث أعلنها وعبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: ‘‘قادمون ولكن ليس إلى صنعاء’’ ، في إشارة إلى توجه القوات الجنوبية صوب الحديدة لتحريرها من المليشيات الانقلابية الموالية لإيران..


أقوال تترجمها الأفعال على الأرض

كلمات ووعود أطلقتها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي لم تأتي من فراغ ، وليست لمجرد الاستهلاك الإعلامي كما يفعل البعض ممن يحاولون استثمار انتصارات القوات الجنوبية في حربها ضد التمدد الشيعي في مختلف جبهات القتال ونسبها لقوات ظلت ومازالت منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى يومنا هذا واقفة في مواقعها ولم تتقدم شبرًا واحدًا مكتفية بإقامة حفلات الزفاف الجماعي للجنود واستنزاف التحالف العربي بل وعرقلة أي انتصارات للقوات الجنوبية.


وبحسب مراقبون فقد مثلت تصريحات القائدين الزبيدي وبن بريك إعلانا صريحًا للقوات الجنوبية ببدء التحرك الفعلي والتوجه صوب الحديدة وخوض المعركة الفاصلة لتطهير البلدة من رجس تلك المليشيات التي عاثت وماتزال تعيث بمناطق سيطرتها فسادًا لم يسبق له مثيل ، ولإرسال رسالة جنوبية قوية للمبعوث الأممي ومجلس الأمن الدولي وكل الأطراف الدولية الفاعلة في صنع عملية السلام بأن الجنوبيين قادرون على قلب موازين المعركة والثبات على الأرض ، وهي رسالة قال مراقبون في تصريحات خاصةلـ"4 مايو" بأنها قد وصلت إلى كافة الأطراف والجهات الداخلية والخارجية.


التحالف يعلن ساعة الصفر

وبالتزامن مع تحركات القوات الجنوبية ودعوات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي الرامية لحسم المعركة فقد أعلن قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن، العميد علي الطنيجي، مساء الاثنين، عن بدء عمليات عسكرية نوعية واسعة النطاق في اتجاه مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وتحرير مدينة الحديدة من محاور عدة.


وقال العميد الطنيجي : "إن العملية النوعية جاءت من خلال خطط عسكرية استراتيجية مفاجئة لا تتوقعها عناصر الميليشيات التي باتت في انهيارات متلاحقة أمام تقدم القوات والسيطرة على مواقع استراتيجية جديدة من قبضة الحوثيين في جبهة الحديدة".

 

وأضاف أن "العمليات العسكرية للتحالف العربي وقوات المقاومة اليمنية المشتركة في الحديدة أسفرت عن السيطرة على منطقتي كيلو 7 وكيلو 10 وتعزيز تواجد القوات في منطقة كيلو 16 مع قطع أهم خطوط إمداد الميليشيات الرابط بين صنعاء و الحديدة".


وذكر الطنيجي أن العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي في الحديدة أفقدت ميليشيات الحوثي قدرتها على الصمود والارتكاز ميدانيًا مع فرار عناصرها من الجبهات وسط حالة من الانهزام والانكسار في صفوفها "وذلك في ظل رصد التحالف لكل تحركات ميليشيات الحوثي في جبهة الحديدة بما يسهم في إفشال عملياتهم العسكرية التي تستهدف من خلالها تحقيق انتصارات وهمية لرفع الروح المعنوية لعناصرها المنهارة".


وأشار إلى أنه ‘‘تم الدفع بآلاف المقاتلين المدربين لتأمين المناطق المحررة في الحديدة والتصدي بكل حسم لمحاولات التسلل اليائسة لعناصر الميليشيات ودحرهم في مواقعهم’’.


آخر فصول تحرير الشمال

تشهد مدينة الحديدة، معركة على درجة كبيرة من الأهمية في تحديد مستقبل اليمن، حيث تمثل السيطرة العسكرية على المحافظة منعرجاً مهماً في مسار الأزمة اليمنية، فهي ترسم الفصل الأخير من فصول تحرير اليمن، باعتبار أن الحديدة هي بوابة استرجاع المحافظات الأخرى. حيث تتوسط محافظات الشمال اليمني، وتتربع على أراضٍ زراعية، وبساحل طويل يمتد على الضفة الشرقية للبحر الأحمر بطول (300 كيلومتر)، يبدأ من مديرية اللحيَّة شمالاً حتى مديرية الخوخة جنوباً.


محور رئيسي

الحديدة تمثل محور الارتكاز الاقتصادي للحوثيين في الوقت الراهن، لما تلعبه من دور في اقتصاد سلطتهم واقتصاد الحرب، بالإضافة إلى دور مينائها في تهريب الأسلحة وتقنيات الصواريخ.. فإن انتزاع هذه المدينة الساحلية من قبضة الحوثيين، قد يمهد خسارتهم لها، انفراط عقد سيطرتهم على بقية محافظات الوسط التي تمثل الخط الدفاعي الأول عن المركز.

 

خيارات صعبة..

فمن شأن تحرير الحديدة، وضع جماعة الحوثي أمام خيارات صعبة، ذلك أن تقليص نفوذهم في منطقة استراتيجية مهمة، وإبعادهم عن الساحل سوف يفرض عليهم إعادة النظر في سلوكهم السياسي والعسكري، ويجبرهم بالتالي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. فمعركة الحديدة واستعادتها، تشكل أهم مفاصل الحرب اليمنية، في ظلّ الأهمية الاستراتيجية للمدينة ومينائها، الذي يشكل أهم معبر لدخول الأسلحة الإيرانية وشحنات الغذاء والدواء، إضافة إلى أهمية المدينة التي تعدّ ثاني المدن بعد صنعاء، وأنّ نتائج المعارك فيها ستنعكس على بقية ساحات المعارك.


الحسم العسكري

معطيات المعارك على الأرض، تشير إلى أنّ مجريات الصراع في الحديدة تسير باتجاه الحسم العسكري، فالقوات الجنوبية ، والتحالف العربي، تسجل كل يوم انتصارًا جديدًا، والسيطرة على مدن جديدة، مقابل انهيارات كبيرة في صفوف الانقلابيين بدأت تضعف احتمالات التوصل إلى حلول سلمية، في ظل تعنت الحوثيين ورفضهم الحوار، ويجمع الكثيرون أنه بعد وصول قوات العمالقة الجنوبية والتحالف العربي إلى الكيلو (16) فإنّ مسألة تحرير المدينة تبدو مسألة وشيكة.


الإصلاح يصعّد لإنقاذ الحوثيين

وبالتزامن مع الانتصارات المتتالية التي تحققها القوات الجنوبية في جبهات الساحل الغربي واقتراب وصولها إلى العمق الاستراتيجي للحوثيين في قلب مدينة الحديدة وتضييق الخناق عليهم في صعدة ، خرج حزب الإصلاح من عباءته ليظهر إلى العلن للعب على المكشوف بتصعيد غير مسبوق في محاولة منه لإرباك تقدم القوات الجنوبية ومساعدة الحوثيين على فك الحصار المفروض عليهم وإنقاذهم بفتح جبهات أخرى بتعز وصعدة والبيضاء ومأرب والجوف.

وفي سياق مخطط حزب الإصلاح لإرباك الوضع وإعاقة أي تقدم في الجبهات وبالتزامن مع الحراك السياسي المتصاعد ضد الحوثيين وتضييق الخناق عليهم سياسيًا وعسكريًا ، فقد كشفت مصادر ميدانية عن مؤامرة قطرية تم بمقتضاها توقيع اتفاق غير معلن بين قيادات بحزب الإصلاح والحوثيين لتجميد الجبهات الخاضعة لمقاتلين من الإصلاح، وتمكين الميليشيات الحوثية من حشد قواتها في جبهة الساحل الغربي، لإعاقة أي انتصارات للقوات المشتركة.


وكان مصدر عسكري قد كشف أن الوحدات العسكرية التابعة للإصلاح انسحبت أول من أمس، من مواقع حررتها من قبضة ميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة قانية، في محافظة البيضاء، لأسباب مجهولة، ما مكّن ميليشيات الحوثي من استعادتها.


ووصف المصدر ما حدث بالقول : "يبدو أنها عملية استلام وتسليم بين القوات المنتمية للإصلاح وميليشيات الحوثيين، في الوقت الذي تحقق فيه القوات المشتركة انتصارات متسارعةفي معارك تحرير مدينة الحديدة".


وأضاف المصدر، أن هذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها عملية تسليم مواقع للحوثيين، مذكراً أنه في مطلع يونيو الماضي، سلمت وحدات عسكرية تابعة للتجمع اليمني للإصلاح، جبالاً ومواقع استراتيجية مهمة في قانية بمحافظة البيضاء، لميليشيا الحوثي الانقلابية، فضلاً عن توقيف المواجهات في هذه الجبهة وتمكين الحوثيين من سحب مقاتليهم من مواقع كانت محاصرة فيها بالكامل إلى جبهة الساحل الغربي.


وتزامن إيقاف المواجهات بشكل مفاجئ بين الجيش وميليشيا الحوثي في البيضاء، مع إيقاف مماثل في كل من جبهات صرواح ومأرب ونهم في صنعاء وجبهات الجوف في وقت واحد.


وتأكيداً للاتفاق بين ميليشيا الحوثي والإصلاح، سحب الحوثيون قواتهم وذخائرهم من جبال الخليقة في قانية شرق محافظة البيضاء، التي كانت تخضع لحصار محكم من قبل عناصر الإصلاح.