رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الجمعة - 21 سبتمبر 2018 - الساعة 12:21 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير / دنيا حسين فرحان

عندما تقدم أغلى ما تملك من أجل الوطن، عندها يجب أن يقدرك الجميع، ويدركوا قيمة الشيء الذي ضحيت من أجله بنفسك أو مالك أو جزء من جسدك ؛ لكن عندما تجد نفسك في بلد أصحاب القرار فيها لا يعرفون ماذا تعني كلمة "عرفان وتقدير" تدرك حينها ماذا تعني أن تصبح لا شيء، في بلد قدمت لها كل شيء!..

 العسكريون في عدن، هم الفئة التي قاتلت فترات الحروب المتتالية، فسقط منهم العديد بين شهيد وجريح، ومنهم من فقد منزله وعائلته، أو تعرض للسلب والنهب، ولم يجد من ينصفه أو يعوضه.

في تقرينا هذا نسلط الضوء على فئة مهمة من العسكريين (الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي) التي قامت بعمل وقفة احتجاجية تنديدًا بالوضع الحاصل لهم، وإيصال رسالة للحكومة مفادها (نحن هنا.. أين أنتم؟!).

معاناة وحرمان
حالة الفوضى التي تمر بها البلاد وأزمة الرواتب أدخلت العسكريين الحاليين والمتقاعدين دوامة من "المعاناة والحرمان" من حقوقهم – ما تزال قائمة إلى يومنا هذا – فأصبحوا متخبطين بين "وعود وهمية"، وقرارات لم تنفذ، ناهيك عن الإشاعات المغرضة بقدوم أموال مخصصة لهم، يتم سرقتها أو تغييبها ليبقى الحال على ما هو عليه، في انتظار التدخل لإيجاد "حل نهائي" لهم، وتسليمهم رواتبهم في الموعد المحدد لها.

وقفات واعتصامات 
فهناك العديد من العسكريين في مختلف المعسكرات، قاموا بتنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية التي تطالب بانتظام رواتبهم شهريا – بدلا من انتظارها عدة أيام أو شهور –  والقيام بالعديد من المتابعات دون أن يعرفوا سبب تأخرها , فقرر البعض منهم الخروج للشارع، وعمل وقفات احتجاجية رفضًا لهذا الوضع الصعب الذي يعيشوه، ولا يعرفون ما هو نهايته، حيث قاموا برفع لافتات تعبر عن غضبهم، وعن مطالبهم المستمرة في حصولهم على مرتباتهم، فمنهم من لم يستلم راتبه منذ أكثر من شهر، ومنهم من يدفع نصف مرتبه لأشخاص "سماسرة" من أجل الحصول عليه، ومنهم من يضطر للدين أو السلف أو فتح حساب في البقالة، أو حرمان أسرته من مستلزماتهم الرئيسية، أو قد يصل به الأمر لبيع سلاحه لتوفير "لقمة العيش" ، خاصة في ظل هذا الغلاء وارتفاع الدولار والأسعار.. 

أصوات تتعالى 
الوقفات الاحتجاجية تتكرر في معظم المناطق ، وأصوات العسكريين تتعالى وتندد وتشرح وضعها الصعب والمأساوي ؛ لكنها لم تجد من ينصفها أو يقدم لها الحلول أو حتى يحاول تحقيق جزء من مطالبهم، التي ما زالت إلى اليوم معلقة.

إهمال للقضية  
كثيرة هي الأخبار التي تتداول في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف، عن حال العسكريين وضباط الجيش، وعن رواتبهم التي أصبحت "حديث الساعة" ، فهناك جروبات مخصصة للنقاش والحديث عن وضعهم، وتطالب الحكومة والجهات الأمنية التدخل لإصلاحه، والاستجابة لمطالبهم العديدة، التي تعتبر من "أبسط حقوقهم" خاصة وإنهم قدموا الكثير من التضحيات ، حيث أصيب العديد منهم بالحروب السابقة، وكذا الحرب الأخيرة على عدن في جبهات القتال، وفي المقابل لم يجدوا أي "جهة أمنية" تنصفهم أو تخفف عنهم ما يعيشوه.. لذا فالعديد منهم يرى أن هناك إهمال لقضيتهم ولرواتبهم من قبل الحكومة، وإنها لم تتمكن من عمل أي شيء لهم بعد التحرير ؛ بل أن الوضع ازداد تعقيدًا خاصة وأن البلاد مازالت تمر بأزمات عدة ومشاكل لا حصر لها ، لكنهم بحاجة ماسة لتدخل الحكومة، وإلا قد ينفجر الوضع في حال بقائها والجهات الأمنية على حالها دون أن تحرك ساكنًا لحل قضيتهم.  

الملتحقون الجدد 
حتى الشباب الملتحقين مؤخرًا في "الجيش والمعسكرات" لهم نصيب من المعاناة، فليس كل المتقدمين يتم ترقيمهم وإعطاءهم "رواتب شهرية" عند بدء الدوام في المعسكر أو الجبهة، فمنهم من يتمكن من الحصول على "راتب شهري" دون تعب أو عناء، حتى وإن لم يذهب يومًا واحدًا إلى المعسكر , ومنهم من يعاني ويكابد الويل، من أجل الحصول على راتبه أو على الأقل حصوله على "الرقم العسكري" الخاص به وصعوبة في إجراءات الالتحاق.

الجيش.. ملاذهم الوحيد 
وكثير من الشباب، يتخذون الجيش ملاذهم والمكان الذي يمكن الحصول فيه على وظيفة، خاصة بعد الحرب وزيادة نسبة البطالة في البلاد ؛ فهم يعتقدون أنه لا يوجد خيار لهم سوى أن يكونوا "عساكر أو جنود" حتى وإن لم يكن هذا ما يرغبون به ؛ لكن واقع الحياة الصعب الذي يحيط بهم أجبرهم على ذلك.. وقد يضطرون أيضا إلى الذهاب للجبهات المشتعلة والمشاركة في "القتال" فيموت عدد كبير منهم، والآخر ينصاب، وما زالت هناك مشكلة في رواتبهم التي قد تنقطع أو تتفاوت في مجيئها.

مناشدة أمهات الشهداء 
فنلاحظ أن عددًا كبيرًا من الأسر "وأمهات شهداء الجيش والأمن" تناشد السلطات باحتساب رواتب لهم، واستمرارها كل شهر ؛ فهم قدموا أرواحهم من أجل الوطن ؛ وهذا أقل واجب من الحكومة تجاههم، وتتكرر هذه المطالبات والمناشدات دائما ومعظمها لا يتم الاستجابة لها.

معاناة وطول انتظار 
وبين المعاناة وطول الانتظار، تظل رواتب العسكريين ورجال الجيش والأمن، تتأرجح ولا تجد برًا ترسو عليه ؛ لكن كل منتسبيها يتمنون أن يتغير الحال، وأن يتم الاستجابة لمطالبهم وانتظام رواتبهم ؛ لأن الوضع تفاقم والغلاء زاد عن حده، ورواتبهم هي "المصدر الوحيد" لهم ، فهم جنود الوطن وحماته ويجب على الجميع، بما فيهم الحكومة ،أن يقدرهم.