4 مايو / تقرير / مريم بارحمة
مثّل تحرير العاصمة عدن في 27 رمضان 1436هـ الموافق 13 يوليو عام 2015 محطة مفصلية في تاريخ الجنوب، حيث استطاعت المقاومة الجنوبية، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، دحر الميليشيات الحوثية وقوات النظام اليمني واستعادة المدينة. لعبت المرأة الجنوبية دورًا بارزًا في هذه المعركة، حيث لم يقتصر دورها على الدعم اللوجستي، بل امتد إلى القتال المباشر والمشاركة في الإعلام والتعبئة الشعبية. ومنذ ذلك الوقت، واصل المجلس الانتقالي الجنوبي العمل على تثبيت الأمن والاستقرار وتعزيز الهوية الجنوبية، بمشاركة فعالة من المرأة الجنوبية التي أصبحت شريكًا أساسيًا في النضال الوطني.
-العدوان على عدن وبداية المقاومة
بدأت قوات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح اجتياح عدن في مارس 2015، ضمن خطة توسعية للسيطرة على الجنوب وإخضاعه بالقوة. واجهت المدينة قصفًا همجيًا وحصارًا خانقًا، حيث استهدفت القوات المهاجمة الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، مما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين.
في المقابل، تشكّلت المقاومة الجنوبية من أبناء العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، مدعومة بروح وطنية صلبة، رافضةً الاحتلال والهيمنة. ورغم قلة الإمكانيات، إلا أن الإرادة الجنوبية الصلبة والتكتيكات العسكرية الذكية جعلت من المقاومة قوة عصية على الانكسار.
-انطلاق عملية "السهم الذهبي"
مع استمرار العدوان الوحشي، أطلق التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات عملية "السهم الذهبي" في يوليو 2015، لدعم المقاومة الجنوبية واستعادة السيطرة على عدن. وتمثلت العملية في إنزال عسكري ودعم جوي مكثف استهدف مواقع الحوثيين وقوات صالح، مما أدى إلى انهيار خطوط دفاعهم وفرارهم بشكل جماعي.
- عدن تحت وطأة الاحتلال اليمني والحوثي
قبل تحرير العاصمة عدن، كانت المدينة تعاني من القمع والانتهاكات على يد ميليشيات الحوثي وقوات نظام صنعاء، حيث فرضت حصارًا خانقًا، وأمعنت في تدمير البنية التحتية، وارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين. كانت هذه المرحلة بمثابة اختبار حقيقي لصمود الشعب الجنوبي، الذي لم يكن أمامه سوى المقاومة لاستعادة حريته.
- انطلاق المقاومة الجنوبية وتوحيد الجهود العسكرية
مع اجتياح عدن من قبل الحوثيين، تشكلت المقاومة الجنوبية من أبناء العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، بقيادة عسكرية موحدة ضمت ضباطًا جنوبيين سابقين وشبابًا ثائرين. كانت هذه المقاومة النواة الأولى التي استند عليها المجلس الانتقالي الجنوبي لاحقًا، حيث قدم قادته نموذجًا في الصمود والتخطيط العسكري، ما أسهم في تحرير المدينة.
- الدعم العربي وأثره في تحقيق الانتصار
جاء التدخل العسكري لدول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ليساند المقاومة الجنوبية، عبر تقديم دعم عسكري ولوجستي، وهو ما سرّع من عملية تحرير عدن، ومكّن القوات الجنوبية من فرض سيطرتها على المدينة وتأمينها من أي تهديدات مستقبلية.
- دور المرأة الجنوبية في تحرير عدن
- المرأة الجنوبية في ميدان القتال
في مشهد استثنائي، حملت المرأة الجنوبية السلاح وشاركت في الدفاع عن الأحياء السكنية، حيث انضمت إلى مجموعات المقاومة الجنوبية، وشاركت في حراسة نقاط التفتيش، وقامت بعمليات استطلاع لضمان نجاح العمليات العسكرية.
-دورها في الدعم اللوجستي والإغاثي
وفرت المرأة الجنوبية للمقاتلين الدعم اللوجستي، من خلال إيصال الغذاء والذخيرة إلى جبهات القتال، كما قامت بتقديم الرعاية الطبية للمصابين، وأسهمت في إغاثة الأسر المتضررة من المعارك، مما عزز صمود المقاومة الجنوبية.
-الدور الإعلامي والتعبئة الشعبية
كان للمرأة الجنوبية حضور قوي في الإعلام الجنوبي أثناء المعركة، حيث عملت على كشف انتهاكات الحوثيين، وتوعية المواطنين بأهمية المقاومة الجنوبية، وإدارة حملات إعلامية لرفع الروح المعنوية للمقاتلين، ما أسهم في تحقيق التفاف شعبي واسع حول قضية الجنوب.
-التحديات التي واجهت المجلس الانتقالي الجنوبي بعد التحرير
-مخططات إفشال الانتصار الجنوبي
بعد تحرير العاصمة عدن واجهت المجلس الانتقالي الجنوبي عدة تحديات منها: حاولت قوى معادية، أبرزها الحوثيون وتنظيم الإخوان المسلمين، زعزعة استقرار المدينة، عبر شن هجمات إرهابية وافتعال أزمات أمنية بهدف إفشال مشروع الجنوب.
-تحديات إعادة الإعمار وبناء المؤسسات
كان على المجلس الانتقالي الجنوبي مواجهة تحدي إعادة بناء المؤسسات التي دمرها الاحتلال اليمني، وتحقيق الأمن والاستقرار، وضمان توفير الخدمات الأساسية للسكان.
- استهداف الجنوب بالإرهاب والفوضى
سعت الجماعات الإرهابية إلى تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات تستهدف قادة المقاومة الجنوبية، في محاولة لضرب الاستقرار، إلا أن الأجهزة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تمكنت من إحباط معظم هذه المخططات.
-المرأة الجنوبية وتحدي الاستمرار في النضال
بعد التحرير، واجهت المرأة الجنوبية تحديات في إثبات نفسها في مواقع صنع القرار، حيث حاولت بعض القوى إقصاءها، إلا أنها واصلت نضالها وفرضت وجودها في المشهد السياسي والاجتماعي الجنوبي.
- الإنجازات بعد التحرير
بعد تحرير عدن ومحافظات الجنوب قدم المجلس الانتقالي الجنوبي والمرأة الجنوبية عدة إنجازات تمثلت في:
- تعزيز الأمن والاستقرار في عدن
تمكنت القوات الجنوبية، بقيادة المجلس الانتقالي، من فرض الأمن والاستقرار في العاصمة عدن، عبر تشكيل قوات الحزام الأمني، التي تولت مسؤولية حماية المدينة من الجماعات الإرهابية والمليشيات الموالية لصنعاء.
- تمكين المرأة الجنوبية سياسيًا واجتماعيًا
شهدت الفترة التي أعقبت التحرير تطورًا ملحوظًا في دور المرأة الجنوبية، حيث أصبحت جزءًا من القيادة السياسية للمجلس الانتقالي، وشغلت مناصب بارزة في مختلف المؤسسات، مما عزز مكانتها في المجتمع.
- مواجهة الإعلام المعادي وتعزيز الهوية الجنوبية
خاض المجلس الانتقالي، بمشاركة الإعلاميات الجنوبيات، معركة إعلامية ضد الحملات التضليلية التي كانت تستهدف الجنوب، وأسهم في رفع مستوى الوعي بقضية شعب الجنوب، وتعزيز الهوية الوطنية بين الأجيال الشابة.
-مستقبل الجنوب
بعد تحرير العاصمة عدن، أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي القوة السياسية والعسكرية الأكثر تأثيرًا في الجنوب، واستمر في قيادة المشروع التحرري، حيث يسعى لتحقيق الاستقلال الكامل، وإقامة دولة جنوبية مستقلة. كما أن المرأة الجنوبية باتت اليوم عنصرًا فاعلًا في هذا المشروع، حيث تواصل نضالها في مختلف المجالات، لتأكيد دورها كشريك أساسي في صنع مستقبل الجنوب.
شكل تحرير عدن انتصارًا تاريخيًا للمقاومة الجنوبية، وأكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو القوة الشرعية القادرة على حماية الجنوب وقيادته نحو الاستقلال. كما أثبتت المرأة الجنوبية أنها شريك حقيقي في معركة التحرير، من خلال نضالها المستمر في ميادين القتال والسياسة والإعلام. ومع استمرار مسيرة التحرر، تبقى المرأة الجنوبية رمزًا للصمود والتحدي، والمجلس الانتقالي الجنوبي هو الدرع الحامي لمشروع الدولة الجنوبية المنشودة.