الهيئة السياسية تعقد اجتماعها لدوري وتؤكد دعمها لحقوق أبناء حضرموت واستقرارها.. انفوجرافيك

الكثيري يترأس اجتماعًا استثنائيًا للوقوف على التحضيرات الجارية لفعالية حضرموت أولًا

هيئة الإعلام الجنوبي تهيب بوسائل الإعلام التفاعل مع مليونية "حضرموت أولاً".. انفوجراف



مجتمع

السبت - 23 يوليو 2022 - الساعة 10:41 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع/ مريم بارحمة




الزواج المبكر أو ما يسمى بزواج القاصرات، هو الزواج الذي عمر أحد الطرفين أو كليهما دون سن 18 عاماً، والفتيات الصغيرات أكثر تأثيرا بالزواج المبكر، حيث أن الفتاة الصغيرة لا تمتلك الحرية الكاملة في الموافقة أو الرفض، وبعض الأسر تفرض على الفتاة شريك حياتها منذ ولادتها.
ويعد الزواج المبكر أحد أنواع الزواج القسري والاتجار بالبشر. وتشير الإحصائيات أن حوالي 3.9 مليون حالة اجهاض خطيرة تحدث للفتيات من عمر 15 إلى 19 عام سنويًا؛ مما يسبب الوفاة في بعض الأحيان أو الإصابة بمشاكل صحية مزمنة ودائمة.
ومن خلال هذا الاستطلاع نقف أمام ظاهرة الزواج المبكر في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، لعلنا نصل إلى أسباب هذه الظاهرة السلبية ووضع حلول للحد منها ، من خلال أراء نخبة من ذوات الخبرة والتجربة بالحقل التربوي والتعليمي والمختصات بشؤون المرأة في الجنوب لمعرفة:
ما أسباب الزواج المبكر أو ما يسمى بزواج القاصرات؟ وما هي مخاطر الزواج المبكر وأثاره على الفتاة والمجتمع؟ وما الحلول والمعالجات للحد من هذه الظاهرة؟

-عادات وتقاليد المجتمع

تقول الدكتورة حفيظة صالح الشيخ، القائم بأعمال وكيل قطاع تعليم الفتاة بوزارة التربية والتعليم :" بالنظر إلى التحولات السياسية والاجتماعية التي تبعتها وجدت أن الأسباب تختلف من مرحلة إلى أخرى ومن بيئة إلى أخرى، في الماضي وفي بعض البيئات المنغلقة اجتماعيا كان الزواج المبكر ثقافة دينية واجتماعية مقدسة لا يجب أن يخالفها أفراد هذا المجتمع"، مضيفة:" وفي أوقات لاحقة وفي بعض البيئات المعتدلة لاحظنا أن سبب الزواج المبكر قد يكون خوف الأسرة من خروج الفتاة للتعليم والعمل وجلب العار للأسرة؛ لهذا يتم التخلص منها لرجل لا يختلف في قناعاته عن أهلها"
وتكمل د. حفظية :" وقد يكون السبب كثرة الأبناء وقلة المورد المالي للأب لهذا يضطر إلى تزويجها تخفيفا على نفسه من الاعباء المالية، وقد يكون جشع الآباء سببا في تزويج ابنته القاصر للحصول على مبلغ مالي كبير أو أي مغريات يقدمها المتقدم للفتاة وغالبا ما يكون الفرق في السن بينه وبين الفتاة كبير جدًا في مثل هذه الحالات".

-الفقر وقلة الوعي عدم وجود هدف مستقبلي

بينما تضيف الأستاذة جليله الشاعري، مدير إدارة المرأة والطفل في محافظة الضالع: " من اسباب الزواج المبكر: الفقر والذي يعد السبب الرئيسي لهذه الظاهرة، ومثال من واقع الحياة: رب الأسرة غير قادر على اعالة أكثر من خمس أو ست فتيات وثلاثة من الأولاد يلجأ رب الأسرة لتزويج بناته دون سن الرشد أو السن القانوني هروبًا من مصاريفهن المتزايدة".
وتتابع حديثها :" كذلك قلة الوعي لدى المجتمع والأسرة بالأضرار الناتجة من الزواج المبكر للفتاة سواء كانت نفسية أو جسدية أو اجتماعية وما ينتج عنه من سوء في التنشئة والتربية الخاطئة للأولاد فيما بعد"، مضيفة :"وكذا عزوف الفتيات من التعليم أو عدم التحاقهن بالمدارس وعدم وتشجيعهن بالتعليم سواء كان أساسي أو ثانوي أو جامعي؛ لهذا السبب تلجأ الفتيات للموافقة على الزواج؛ لأن الوعي الفكري محصور بزواج وإنجاب كونها لا تملك هدف للمستقبل غير الزواج فقط".

-الجهل الفكري

بينما تؤكد الأستاذة فاطمة فرج حيدرة، مديرة الأسر المنتجة شبوة ومديرة جمعية تنمية المرأة والمدير التأسيسي لمعهد مهاراتي للتدريب والتأهيل قائلة :" من أهم أسباب تفشي ظاهرت زواج القاصرات الجهل والعادات الاجتماعية في المجتمعات البدائية والقبلية والجهل الفكريّ، والذي ينتشر بين العائلات التي لا تدرك مدى الخطورة، والضرر في تزويج الفتاة في عمرٍ صغير".





-تأثير على الصحة العقلية والجسدية

وبالنسبة لمخاطر الزواج المبكر تقول الأستاذة فاطمة فرج :"يؤثر الزواج المبكر على الصحة العقلية والبدنية للفتاة، بالإضافة إلى تسببه في حدوث عدد من مشكلات الصحية والإنجابية وتنعكس سلبًا على صحة الأطفال؛ مما يؤدي إلى وفاة المولود، وكذلك حالات اجهاض لعدم قدرة القاصرات على الإنجاب بشكل طبيعي، وانتشار ولادة القيصرية بسبب صغر سن الأم، وقد يتسبب في وفاة الأم أثناء الولادة".

-أسر متفككة وجيل جاهل

وحول الآثار المترتبة على الزواج المبكر تقول الأستاذة جليلة:" من أثار الزواج المبكر على الفتاة نفسيًا وهو اغلب الفتيات تصاب بحالة نفسية بعد الزواج وعدم قدرتها على تحمل مشقات الحياة ومشاركة زوجها والتفاهم معه في أبسط أمور الحياة، وتفكك الأسر والطلاق يرجع لعدم التفاهم كون البنت لازالت في سن طفولي بريء"، وتكمل:" ومن آثار الزواج المبكر على الفتاة صحيًا أغلب الفتيات تخضع للعمليات القيصرية عند الولادة أو تمزق أو انفجار وهذا يعود لعدم تحملها أعباء الحمل ومخاض الولادة؛ لكونها أصغر من العمر المسموح به للإنجاب".
وتضيف: "أثار الزواج المبكر على المجتمع له آثار سلبية على المجتمع منها : ينتج أسرة متفككة، وأطفال مصابون بحالات نفسية وجسدية، وانشاء جيل يفتقر للوعي والاهتمام؛ مما يؤدي إلى تدهور بالمجتمع".

-تصبح الفتاة عبء

وتضيف د. حفيظة :" ومن أثار الزواج المبكر على الفتاة والمجتمع أنه يحرم الفتيات من فرص تكوين الذات، وبناء القدرات الفردية لها حيث يمانع الزوج في ذلك أو تنشغل الفتيات بواجبات الأسرة والحمل والرضاعة والتربية، مما لا يدع لها مجالًا لبناء نفسها وبالتالي الخروج إلى المجتمع كشخص فاعل قادر على العطاء بحيث تصبح نصف المجتمع بالفعل" مضيفة :" وفي هذه الحالة تصبح الفتيات أو النساء عموما عبئا على الرجل وعلى الدولة أيضا حيث تكون الفتيات هنا مستهلكات وليس منتجات".


-تشجيع التعليم والتعلم

وترى الأستاذة جليلة أن الحلول المعالجات لهذه الظاهرة يكمن في نشر الوعي بين اوساط النساء (الامهات)، والتوعية المستمرة في المدارس التي تستهدف الفتيات؛ لتوعيتهن من الاضرار الناتجة من الزواج المبكر، وأهمية التعليم وما هي ثماره ونتائجه الإيجابية للفتاة. والتنسيق مع خطباء المساجد لعمل محاضرات توعوية للحد من زواج القاصرات، وتسهيل وصول الفتاة إلى المدارس لان اغلب المناطق سبب عزوف الطالبات عن الدراسة هو بعد المدرسة عن القرية؛ مما يؤدي إلى منعهن من اكمال الدراسة والاقبال على الزواج المبكر.
وتكمل :" وتزويد المدارس بالمختبرات وقسم للحاسوب للتأهيل الطالبات وتدريبهن عمليًا وتبسيط العملية التعليمية لهن"
وتضيف:" الزواج المبكر أو زواج القاصرات يعتبر آفة ونأمل من الجهات المعنية اعادة النظر والاهتمام بهذا الموضوع والعمل على الحد منه سواء كان بالتوعية أم بالتثقيف أو بعمل حلول بديله مثل مراكز لتعليم الخياطة والطباخة والكوافير والنقش والحناء والرسم والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، وعمل مبادرات تخدم الفتاة وتعمل على ابراز واظهار مهاراتها"، مضيفة : " وتوفير مواصلات للثانويات والجامعات والمعاهد وتشجيع الفتاة على التعليم وصقل مواهبهن وتنمية مهاراتهن حتى يصبحن عناصر فاعلة بالمجتمع وتساعد اسرتها. وتكثيف النزول الميداني للمدارس للتوعية وباستمرارية والاهتمام بالمناطق الريفية؛ لأن أكثر قضايا الزواج المبكر تأتي من الأرياف".

-سن قوانين تمنع زواج القاصرات

فيما تقول الأستاذة فاطمة فرج: " إن أهم الحلول والمعالجات تكمن في سن قوانين تمنع زواج القاصرات، ودعم قطاع التعليم للفتيات، ونشر الوعي المجتمعي بخطورة هذه الظاهرة".

-توعية ومناصرة
وتقترح د. حفيظة للحد من الزواج المبكر للفتيات توعية المجتمع بمخاطر هذه الظاهرة على صحة الفتيات حيث يعرضها لمتاعب صحية تؤثر على اكتمال بنيتها الصحية بالشكل المناسب، وتوعية المجتمع والفتيات أيضا بأن للفتاة الحق في التعليم والعمل وإثبات الذات في المجتمع وذلك من خلال حملات توعية ومناصرة تقوم بها المؤسسات الرسمية والمدنية لمجالس الآباء والأمهات والفتيات في المدارس، ولعموم أفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمدارس والمساجد وأماكن التجمعات العامة،
وتكمل :" مهم أيضا مساعدة الأسر الفقيرة على تجاوز الظروف التي تدفعها الزواج المبكر ومساعدتهم ماديا ومعنويا من قبل الدولة والمنظمات الفاعلة في المجتمع والافراد والمؤسسات المحلية القادرين على تقديم مثل هل هذا الدعم".