الإثنين - 30 أبريل 2018 - الساعة 10:56 ص
يصرخ البعض في وجوهنا بأننا (نغرد خارج السرب) وبأن الأمور ممتازة، وبأننا دعاة خراب ، فما أشبه الليلة بالبارحة.
أتذكر في عام 1997م عندما كان لي شرف العمل مع اثنين من أشجع وأشرف أحرار الجنوب وهما: د.محمد حيدره مسدوس وحسن باعوم، وكنا حينها ننادي بإصلاح مسار الوحدة التي تحولت إلى احتلال، فخرجت لنا أصوات تشبه كثيرا أصوات اليوم، وتهاجمنا بأننا دعاة خراب ودعاة مشاريع صغيرة، وأنها تلك الأصوات (لا يشرفها) الحديث عن شيء اسمه القضية الجنوبية لأنهم هم وحدويون، ومعلوم في تلك الفترة كان كثيرون منهم لايتجرأون على نطق كلمة جنوب، ولقد تحملنا الكثير وكنا على ثقة أننا على الحق، ثم تطورت الأمور وثار شعبنا، وبفضل الله ارتفع صوت الحق، وإذا بتلك (الأصوات) تعود مجددا لمهاجمتنا باعتبارنا لا نفهم الوطنية ولا في النضال، وإذا بنا نرى من كانوا يسبحون بحمد عفاش والإصلاح وحوشي يتسلقون عربات قطار الحرية وتساعدهم (قوى خفية) لتدفع بهم نحو عجلة قيادة القطار (ويزعقون) بصوت عال بأنهم هم رجال المرحلة بينما الآخرون (مغردون خارج السرب) و(دعاة خراب)... والقصة معروفة.
واليوم يتكرر التاريخ ونجد(أصواتهم) تتكرر بأن الأمور ممتازة، وأننا نحن لانزال مثل زمان (خارج السرب) و(دعاة خراب)، وإذ نحن نرى أن من حاربوا قضية استقلال الجنوب لسنوات طويلة تدفع بهم (قوى خفية) نحو المقدمة ثم يصرخوا في وجوه أحرار الجنوب بأن ... أغربوا !!.
لقد فشل الذين قبلهم وانكشفوا وسيفشلون هم أيضا بإذن الله، ونعلم أن التاريخ يكرر نفسه فمرة مأساة ومرة ملهاةولهذا نطمن شعبنا الجنوبي أن الله دائما مع الحق، وأن الأمور لازالت وستظل كما كانت دائما على طول مسار التاريخ ... الحق أبلج والباطل لجلج.