الأربعاء - 22 نوفمبر 2023 - الساعة 10:41 م
دام كل شيئ له ثمن فثمن الاستقلال للجنوب العربي قد دفعه الشعب الجنوبي بالاف من الشهداء والجرحى الذين سقطوا في ميادين الشرف وساحات العزة ومن نحيب الامهات الثكالا ودموع الاطفال التي لاتزال تنهمر كلما زارهم طيف اباءهم واخوانهم المغيبون عنهم الى الابد .
اوليس هذا الثمن كاف لينال الجنوبيون حق الاستقلال وبناء الدولة ؟ والجواب من دون ادنى شك نعم عند من له عقل ناضج وضمير حي سوى في الداخل الجنوبي والمحيط الاقليمي العربي واحرار العالم ، وفي حال النظر والتمعن في حجم الكارثة التي تلقاها شعب الجنوب على مدى ثلاثة عقود من الزمن تعرض خلالها لابشع انواع الاستبداد والقهر وفي حال تم اضافة فاتورة اخرى علاوة على فاتورة الدم المسفوك ، وهي فاتورة التعسف والحرمان في ظل مصادرة الحقوق لمن اخفقت رصاصات العدو الغاشم ان تطالهم ، ومع ذلك طالتهم الايادي الاثمة وحولتهم الى مواطنين من الدرجة الثالثة حينما عمدت الى حرمانهم من وظائفهم في الوقت الذي لم تراعي مدى الاضرار النفسية وحالة الاحباط الذي اصابهم جراء القرار الهمجي ( التقاعد المبكر ) والذي قضاء على طموحات وامال مئة الف من ضباط وجنود المؤسسة العسكرية ومثلهم بزيادة عشرون الفاً من الموظفين في السلك المدني ، وفي حال الوقوف امام العدد الهائل من الكوادر الجنوبية الذين اصبحوا على رصيف الشارع بعد حرمانهم من وظائفهم واستبدالهم بالوافدين من جبال وقيعان مناطق المحتل اليمني الزيدي الذي جلب الرعاع الذين لايفقهون لتنصيبهم بديلاً للكوادر الجنوبية المؤهلة ، ومثل هكذا كارثة حلت على موظفي الجنوب من عسكريين ومدنيين اذا ماتوقفنا امامها لمعاينة ما نجم عنها من اضرار باعتبارها ثمن زيادة دفعه الجنوبيين مضاف الى الفاتورة ، في حال تم اضافة مئة وخمسون مصنع انتاجي ومثلها مؤسسات ومنشات تم تدميرها والعبث بمبانيها وبيعها وهذا ثمن اخر . ولازال الجنوب يدفع الثمن في ظل استنزاف خيرات الارض من على سطحها ومن باطنها وفي ذلك ثمن لكن الفاتورة رغم طولها وعرضها لم يعد فيها من حيز نظراً لما قدمه الجنوب في سبيل استعادة الارض واقامة الدولة .